تلقى الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، سؤالًا ورد إليه عبر فيديو بثه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، من سيدة تقول: "ما الحكم إذا جامع الرجل زوجته أثناء الحيض وهل يوجد عليه كفارة، وما الحكم لو كان الجماع بعد الحيض ولكن لم أغتسل؟".
في رده، قال أبوبكر إن ربنا-سبحانه وتعالى-أمرنا باعتزال النساء في فترة الحيض، وقال لنا ان العلة وردت في قول الله- تعالى- في سورة البقرة "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"، مؤكدا أن المراد هنا بالاعتزال هنا هو اعتزال الجماع فقط.
وأضاف أبو بكر أنه لو ان الرجل اعتدى على الشرع أي وقع فيما نهى عنه بأمر الله، فقال العلماء في هذا الحكم بأنه يوجد فرق بين الرجل الذي يجامع زوجته في أول الحيض والرجل الذي يجامع زوجته في آخر الحيض، فالرجل الذي يجامع زوجته في أول الحيض فيكون عليه كفارة وقيمتها دينار أي تساوي 4 جرامات وربع من الذهب عيار 21، أي يكون عليه 4000 آلاف مصري، وهذا يكون بعد التوبة إلى الله ويستغفره.
وأوضح الداعية في الأمر الآخر وهو لو جامع الرجل زوجته في آخر أيام الحيض فيكون عليه نصف دينار، مؤكدًا أن الكفارة تكون تأديبا للنفس، لأنه أقدم على ما من شأنه ان يضر بنفسه.
وبين أبو بكر ان ربنا-سبحانه وتعالى- نهانا في القرآن الكريم عن قتل النفس أو إلقائها في التهلكة، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة البقرة "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
فأما لو جامع زوجته بعد انتهاء مدة الحيض وقبل الاغتسال، فيوضح أبوبكر أن الاغتسال يكون علامة الطهر، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى- في سورة البقرة "وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ".
ونصح الداعية كل رجل وامرأة انه يجب عليكم الإسراع في الاغتسال، لأن عدم الاغتسال يكون جريمة في حق نفسك وبيتك وأولادك، وهذا لأن الجنابة والحيض والنفاس تكون مصيبة في تأخير الاغتسال، لأنك تؤذي ملائكة البيت وملائكة الأرض.
وأكد أبو بكر أنه لو وقع شخص على زوجته بعد الانتهاء من مدة حيضها وقبل الاغتسال فيكون آثما ولا يوجد كفارة عليه ولكن عليه أن يتوب إلى الله ويستغفره.