حمدي رزق
وقال محمد صلاح للكبيرة إسعاد يونس : «لو مُت دلوقتي هكون حققت حلم حياتي " ، وردت الجدات الطيبات فى قعور البيوت ، بعد الشر ، الشر بره وبعيد ، تعيش أنت وتتهني وتحقق كل أحلامك.

لافت أن أنظار عامة المصريين، وخاصتهم صوب حبة كريز الكرة العالمية "محمد صلاح"، التفاف عاطفي ، وحب عارم، لا مثيل له، لم يحدث قبلا إلا فى حالات نادرة تاريخيا، ربما فى حالة طيب الذكر العندليب عبد الحليم حافظ ، كان يتألم تتوجع بنات حواء .

مواعيد مباريات صلاح من المواعيد المحترمة عند العموم، يضبطون يومهم على موعد صلاح، ويتفرغون تمامًا ليتسمروا أمام شاشات التليفزيون فى قعور البيوت الطينية، والصالونات الفاخرة، وعلى المقاهى الشعبية، والكافيهات فى الكمبوندات، جميعًا على قلب رجل واحد اسمه صلاح.

تتعالى الآهات طربا مع إبداعات صلاح، والصرخات تدوى إذا سقط صلاح متألما، والمزاج يروق ويعتدل مع تسجيل صلاح، كل هدف أجمل من سابقه، صلاح لا يسجل أهدافا عادية، يمنح الكرة بعضا من سحره الجميل.

الكورتجية ( مشجعو الكرة ) فى عشقهم للكرة مذاهب، أما الطيبون فلم يجربوا فرجة على كرة القدم إلا ليشاهدوا ولدهم يبدع فى ملاعب الإنجليز، عجائز حول نار الركية فى صقيع الشتاء يدعون لصلاح من قلوبهم، الست الطيبة صرخت على مدافع تشيلسى العملاق عندما ضرب صلاح، "ضربة فى قلبك " ، قوم يا حبيب قلبى اسم الله عليك وعلى حواليك ، الشاب الجميل ارتدى كل خزانة ملابسه ليتكتك فى البرد على كرسى فى القهوة ليشاهد صلاح .

وهكذا باتت مصر وبعض دول الجوار والملايين حول العالم تعيش حالة اسمها صلاح. لماذا نحب الألمانى "يورجن كلوب" المدير الفنى لليفربول لأنه يحب صلاح، وباء "جوزيه مورينو" بغضب المصريين لأنه خذل صلاح فى بداية المشوار، و عجبا السنغالى الرهيب "ساديو ماني" لا يحظى بتعاطف جمهرة المصريين، "مش بيمرر لصلاح" ، و"اليسون بيكر" حارس ليفربول مفضل عندنا لأنه سرعان ما يوصل صلاح لمرمى الخصوم.

رواج "حرامى الدش" الذى يفتح القنوات المشفرة رائج تماما فى الأسواق، فقط لأنه يتيح مشاهدة صلاح ، وهذه متعة يدفع فيها الكثير من لحم الحي ، وللأسف يضن ليفربول بالقليل على صلاح، لا يريد زيادة راتبه !!

لو خلع صلاح فانلة ليفربول الحمراء، لوأدت شعبية ليفربول فى قلوب المصريين والعرب أجمعين، قميص صلاح وحده يغل على ليفربول مبيعات لم تعرفها الإدارة المتعنتة يوما، إذا غادر فلتتنزل اللعنة على الليفر، لن يحصد حتى كأس الحليب.

الحالة صلاح تسترعى الانتباه، ليس فى مصر فحسب بل فى العالم، إذا احتكم المراقبون لتصويت الجماهير لحصد صلاح جائزة القلب الكبير، لن ينافسه أحد فى حب الجماهير، وراءه ١٠٠ مليون مصري، ومضاعفات هذا الرقم عربيا، ودوليا، وإعجابات لا تعد ولا تحصى. صلاح حالة عنوانها التوفيق، ويد الله حاضرة، وقلب طيب عطوف، وابتسامة مشرقة، ودموعه قريبة، وأخلاقه عالية، متربى فى بيت طيب، ووراه أمهات طيبات تدعين له فى كل صلاة فى غبشة الفجر.
نقلا عن المدار