حمدي رزق
حسب المتوفر من معلومات أولية، فإن برنامج الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على قناة «مودة» السلفية الجديدة نسخة من برنامجه الذى يذاع على الفضائية المصرية.

والسؤال، هل تم السطو السلفى على برنامج الإمام الأكبر بغير علم، أم باتفاق مع المشيخة؟، وأشك أن الإمام الأكبر أو مكتبه يسمح بهذا الحكى، أو أن تنشر صورة الإمام فى إعلانات ضمن صور مشايخ السلفية فى صفحة قناة تعتنق السلفية، وتنطق بلسانها، ويظهر على شاشتها كل من هو ضد مدنية الدولة المصرية.

القناة بثت إعلانها على الفيس بوك متضمنًا صورة الإمام الأكبر ضمن مجموعة صور لعتاة السلفية، تحت عنوان «الطيب» الإمام الأكبر/ أحمد الطيب، يوميًا ٥.٣٠ مساء.

مستوجب بيان عاجل من مكتب الإمام يرفض الزج باسم الشيخ الطيب فى مثل هذه قنوات تنطق بلسان السلفية، بيان يقطع قول كل مرجف بموافقة الإمام، الشيخ الطيب أكبر وأجل مقامًا وأرفع من هذه من الظهورات فى مثل هذه قنوات، ولو أراد ظهورًا لفتحت لفضيلته جميع القنوات الوطنية.

السلفيون يبشرون بقناتهم الجديدة، وبصور شيوخهم، محمد حسان «بتاع معونة العزة»، ومحمود المصرى، ومصطفى العدوى، وحازم شومان، فى عودة غير حميدة، لا ينقصهم سوى عبد الله مجانص، وتكتمل دائرة الشر!.

معلومات متاحة، قناة «مودة» السلفية تم إطلاقها فى ٤ نوفمبر ٢٠٢٠، وتتبع الشركة الأردنية: السعودية للبث الفضائى وعنوانها (ناعور/ عمان/ الأردن)، تأسست فى العام ٢٠٠٨، وترعى الشركة نحو ٢٠ قناة تبث فى الأردن والعراق واليمن ومصر.

السلفية بعد هزيمتها فى السعودية، وتقليم أظافرها فى مصر، تعود بوجوهها المعروفة بحثًا عن موطئ قدم، ولتمرير مخططها الاختراقى مجددًا تسترًا وراء صورة الإمام الأكبر، وفضيلته منها براء.

وإمعانًا فى الخداع البصرى عن أهداف القناة الخفية ضمت فى إعلاناتها رموزًا صوفية مصرية، أبرزها الدكتور محمد الشحات العزازى، إمام مسجد السيدة نفيسة، وهنا يستوجب سؤال الشيخ العزازى بصفته إمامًا لمسجد رسمى، هل تحصل على موافقة وزير الأوقاف قبل التعاقد مع هذه القناة التى تحوم حولها علامات الاستفهام؟!.

وسؤال بسؤال، هل تملك هذه الشركة رخصة البث على الأراضى المصرية؟، وهل صحيح أنها تحمل ترخيصًا للبث من المجلس الأعلى للإعلام، وتبث من مدينة الإنتاج الإعلامى فى السادس من أكتوبر؟!.

والسؤال الكبير، ما معنى كل هذا التسامح مع الظهورات السلفية المكثفة مصريًا؟، وهل السلفية أصبحت براء من التحريض على الدولة المدنية، واستهداف رموزها الوطنية؟، وهل تغيرت السلفية بين عشية وضحاها؟، هذه اللحى حرضت، وكفرت، وفسقت، وسبت، ولعنت، وآخرها فى موقعة الإسراء والمعراج، والفيديوهات محفوظة.

الفار بيلعب فى عبى، قناة «مودة» وريثة قناة «الناس»، تقريبًا نفس رأس المال، ونفس الوجوه، هناك صلات عضوية تدعمها وجوه سلفية، وكما أسلفت، فرصة وسنحت بعد موقعة «الإسراء والمعراج» لظهور وجوه كانت قد كمنت فى الدغل، وتتربص بنا الدوائر، معلوم السلفية أخطر على الدولة المدنية من الإخوانية، صنوان، هم أَلَدُّ الْخِصَامِ.
نقلا عن المصرى اليوم