قررت عشرات الشركات العالمية الكبرى أن تنسحب من روسيا، مؤخرا، على خلفية العمليات التي أطلقتها موسكو في أوكرانيا المجاورة، ثم قوبلت بفرض عقوبات غير مسبوقة من الدول الغربية.
وبحسب شبكة "سي إن إن"، فإن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا شملت كافة المجالات، بدءا من الطاقة والسيارات، ووصولا إلى القطاع المالي والترفيه والوجبات السريعة، فضلا عن وقف استثمارات وخدمات.
في قطاع صناعة السيارات، مثلا، أعلنت شركة "فورد" الأميركية وقف عملياتها في روسيا، علما بأنها تملك 50 في المئة من شركة "فورد سولر"، وهذه الأخيرة عبارة عن مشروع مشترك مع شركة "سولر الروسية".
وتشير بيانات اقتصادية إلى أن هذا المشروع المشترك بين "فورد" والشركة الروسية يقوم بتشغيل 4 آلاف شخص.
في المنحى نفسه، أعلنت شركة "جنرال موتورز" الأميركية تعليق كافة صادراتها إلى روسيا، حتى إشعار آخر، بينما أعلنت "تويوتا" وقف صناعة السيارات في روسيا، وهو ما قامت به أيضا شركة "فولكس فاغن".
وفي مجال الطيران، قالت شركة "بوينغ" الأميركية إنها ستوقف تقديم الدعم لشركات النقل الجوي الروسية، مثل الصيانة والدعم التقني، فضلا عن وقف أبرز العمليات الجارية في موسكو.
وحذت شركة "إيرباص" حذو شركة "بوينغ"، فأعلنت عن وقف تقديم الدعم لشركات النقل الجوي الروسية، بما ذلك عدم الإمداد بقطع الغيار.
في غضون ذلك، أعلنت شركة "أبل" الأميركية العملاقة وقف بيع منتجاتها في السوق الروسية، وقامت بفرض قيود على بعض الخدمات الرقمية في البلاد مثل "أبل باي"، فضلا عن تقييد الوصول إلى منابر الإعلام الروسية خارج روسيا.
عقوبات شاملة
وقال عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه سيحظر الدخول إلى منصتين إعلاميتين تابعتين لروسيا، داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب ما اعتبر ترويجا "لأجندة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن".
وتعهد موقع "تويتر" بدوره بتحجيم ظهور المحتوى الصادر عن الإعلام الروسي الذي يجري اتهامه بترويج "الدعاية الرسمية"، أما شركة "نيتفلكس" فأكدت أنها ستوقف خدمة البث في روسيا.
وبادرت شركات أخرى في مجال التقنية إلى وقف بعض خدماتها في روسيا، أو فرضت قيودا على المحتوى الإعلامي الروسي، مثل "سبوتيفاي" و"روكو" و"يوتيوب" و"غوغل" و"إير بي إن بي"و"مايكروسوفت" و""إي بي إم" و"أمازون".
وفي مجال الاستشارات، أعلنت عدة شركات عن وقف أو تقييد خدماتها في روسيا مثل "أكانتشر" و"ديلويت" و"إي واي" و"كي بي إم جي إنترناشيونال" و"برايس ووتر هاوس كوبرز".
وعلى صعيد الطاقة، أعلنت "بريتيش بترليوم" البريطانية سحب حصتها من شركة "روزنفت" النفطية الروسية، وقدرها 19.75 في المئة، وهي واحدة من أكبر الاستثمارات الأجنبية في البلاد.
وانضمت إلى مسار العقوبات على روسيا كل من شركة "شال" و"إيكسون" التي تعهدت بالانسحاب من آخر مشاريعها في البلاد وعدم الدخول في أخرى جديدة.
وعلى المستوى المصرفي والمالي، أعلنت النرويج أن صندوقها السيادي الذي تقدر قيمته بـ1.3 ترليون دولار سيقوم بسحب حصصه من 47 شركة روسية.
واتخذت شركات مالية أخرى إجراءات للحد من نشاطها في روسيا مثل "ماستر كارد" و"فيزا" و"أميركن إكسبريس" و"موديز".
وحتى في مجال الإعلام والترفيه، لم تسلم موسكو من العقوبات الغربية، بعدما انضمت شركات مثل "ديزني" و"دايركت تي في" و"وارنر ميديا" إلى تقييد أنشطتها في روسيا.
وفي قطاع التجزئة، تم تقييد أنشطة عدة شركات في روسيا من بينها "زارا" و"إيكيا" و"إيتش آند إيم" و"إيتش آند إم" و"ماذر كير".
وانضمت شركات الوجبات السريعة بدورها إلى جهود عزل روسيا، فقامت كل من "ماكدونالدز" , و"ستاربكس" وشركة أخرى تضم "KFC" و"بيتزا هت" بوقف الأنشطة في روسيا.
وعلى مستوى السكك الحديدية، أعلنت شركة "ألستوم" وقف كافة عملياتها في روسيا، كما ستوقف كل الاستثمارات المستقبلية في البلاد.