بعد مسافة 1100 كيلو متر قطعها الطفل الأوكراني «حسن»، والذي يبلغ من العمر 11 عامًا، مُسافرًا من شرقي أوكرانيا، وصل أخيرًا إلى سلوفاكيا بسلام، حاملًا معه فقط حقيبتين صغيرتين وجواز سفر ورقم هاتف أقرباء له، وذلك بعد أن غادر منزله في زابوريجيا، لأنّ أمه لم تستطع أن تترك جدته المسنة، فساعدته على ركوب القطار وحين وصل ساعدته السلطات على الحدود.
وبحسب موقع «BBC»، قال المسؤولون الذين ساعدوا الطفل، إنّه بطلًا صغيرًا واستطاع أن يدخل قلوب كل من تعامل معه بابتسامته الهادئة، حيث وصل الصغير إلى الحدود حاملًا كيسًا بلاستيكيًا وحقيبة ظهر صغيرة حمراء وجواز سفره، وجرى استقباله من قِبل متطوعون قدموا له الطعام والشراب بينما اتصل ضباط الحدود بأقاربه في براتسلافا عاصمة سلوفاكيا.
الطفل كتب أرقام هواتف على كفه
وعن سبب سفر الطفل بمفرده كل تلك المسافة، قالت والدته جوبيا بيسيتشكا، إنّ هناك محطة توليد كهرباء تتعرض للقصف بالقرب من المكان الذي تقطن فيه، ولا تستطيع المغادرة لأنّها ترعى والدتها التي لا تستطيع الحركة بمفردها، لذلك أرسلت ابنها إلى سلوفاكيا في رحلة بالقطار استمرت 4 أيام، حيث كتب الأخير أرقام هواتف أقاربه على باطن كفه.
وطلبت الأم من السلطات، توفير الملاذ الآمن للأطفال الأوكرانيين من الحرب المشتعلة حاليا هناك بعد أن شنت روسيا عملية عسكرية خاصة.
ومحطة الطاقة النووية في زابوريجيا تعد هي المحطة الأكبر في أوروبا، وجرى السيطرة عليها من الجيش الروسي خلال نهاية الأسبوع، عقب هجوم قد يسبب دمارًا أكثر مما تسببت به كارثة تشرنوبل بحسب ما قاله الرئيس فلودومير زيلينسكي.
مليونا شخص يفرون من أوكرانيا
ووفق إحصائيات الأمم المتحدة، فر من أوكرانيا أكثر من مليوني شخص، 1.2 مليون شخص منهم وصلوا إلى بولندا، فيما وصل أكثر من 140 ألف إلى سلوفاكيا.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية السلوفاكية، إن الطفل حسن، أسر قلوب الجميع بابتسامته وشجاعته وإصراره على الوصول إلى الحدود، مُضيفًا أنّه استخدم رقم هاتف كان مكتوبا على كف الفتى وقصاصة من الورق كانت في جيبه لإخبار أقربائه في العاصمة السلوفاكية بوصوله، والذين سرعان ما حضروا لاصطحابه.