إعداد/ ماجد كامل
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 1 برمهات الموافق 10 مارس بتذكار نياحة جرجس بن العميد الشهير  بابن المكين الصغير. وقبل أن أبدأ في كتابة اي سطر عن ابن المكين الصغير ؛ أود ان أفرق بين جرجس بن العميد الملقب بالكبير ( راجع مقالي عنه  علي صفحة موقع الشروق يتاريخ الجمعة 26 ابريل 2013 ) . وجرجس بن العميد الصغير المقصود   في هذه المقاللة .  فهو حسب السنكسار القبطي  أنه تعلم منذ  صباه العلوم الكنسية ونبغ فيها ؛ ولشدة نسكه وزهده ترك العالم وغناه وكرس حياته للعبادة والصلاة مع البحث والدراسة والتأمل ؛ ثم ترهب في دير الأنبا يؤانس بمنطقة طرة بالقاهرة ؛ ووضع  أربعة مؤلفات نافعة هي:-

1-المستفاد من بديهة الاجتهاد .
2-تكملة  تاريخ الطبري.
3- مختصر البيان في تحقيق الإيمان  الشهير بالحاوي .
4-المجموع المبارك ( تاريخ مدني ) .
( لنا عودة تفصيلية لمؤلفاته ومدي صحة المنسوب اليه من عدمه خلال المقالة ) .

ولقد نبغ في دراسة  اللغات ( العربية – القبطية – اليونانية ) كما درس علوم المنطق والفلك والتاريخ   .... وقد كان له أخا  شقيقا يسمي " الأسعد إبراهيم "  وكان يعمل كاتبا لجيوش الملك العادل في القرن الثالث عشر الميلادي؛ ولما أكمل جهاده تنيح بسلام .

ولقد كتب عنه الراهب اثناسيوس المقاري  في كتابه " تاريخ الكتابات العربية ؛ الجزء الثاني"  حيث  ذكر عنه أنه كان طبيبا وقسا وراهبا متوحدا ؛ وكان له أخ يعمل في الحربية ؛ ومن هنا يمكن أن نستنج أن  أسرته كانت من وجهاءالمسيحين في البلاد ؛  ويؤكد الأب اثناسيوس المقاري انه حدث خلط كبير بينه وبين المكين الكبير كما  أعتقد كل من  "جورج جراف " و" القمص بطرس عبد الملك "  . أما عن قائمة مؤلفاته ؛ فهي حسب الأب  أثناسيوس المقاري :-

1-مختصر  البيان في تحقيق الإيمان أو " الحاوي المستفاد "
2-خطب الأعياد للمكين جرجس بن العميد الصغير .
3-كتاب مفقود باسم " المستفاد لذوي الاجتهاد .


( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- الراهب أثناسيوس المقاري ؛ فهرس كتابات  آباء كنيسة الإسكندرية ؛ الكتابات العربية ؛ الجزء  الثاني؛ الصفحات من 778-  786 .

ملحوظة هامة :-
بذلك يتضح لنا ان كتاب تكملة تاريخ الطبري ليس له ؛وانما للمكين الكببر ( راجع مقالة كاتب هذه السطور علي صفحة موقع الشروق بتاريخ 26  أبريل 2013 ) . "

أما عن كتابه العمدة " الحاوي " فهو موسوعة لاهوتية ضخمة ؛ تتضمن دفاعا عن التعاليم الخاصة بالطبيعة  الواحدة في شخص السيد المسيح  مكتوبة  بلغة عربية سلسة ؛ منتقاة الألفاظ  . ولقد كتبت عنه المؤرخة الكنسية الكبيرة  إيريس حبيب المصري (  1910- 1994    )  في كتابها العمدة " قصة الكنيسة القبطية – الجزء الثالث "  في فصل تحت عنوان "زعيم روحي "  ان أبن المكين كان شبيها بعدد كبير من الكتاب الذين حملوا الشعلة في كونه جندي مجهول ؛ وعن كتاب " الحاوي " قالت   أنه كتب في مقدمته " لما كانت هناك أهوية فاسدة لا توافق قواعد البيئة الارثوذكسية وبنائها في حقيقة التجسد الممجد .... وهو ما كان الآباء النجباء عمد البيعة الأرثوذكسية المؤيدون باليد المنيعة قد اجتهدوا وجاهدوا في محو أثره  من أذهان المؤمنين وأزالوا ذكره من السنة الأرثوذكسيين من أمثال مقالة أريوس الملحد الذي كان يعتقد بأن  يسوع المسيح ابن الله مخلوق من حيث حققيته ؛ ومقدونيوس القائل بأن روح القدس مخلوق كسائر المخلوقات وأوطاخي القائل بأن الجسد الماخوذ من مريم العذراء ليس كاجسادنا الآدمية بل مخالفا في جوهره ....  فلما  أجتمع بي بعض من  يجب علي حقه ؛ فأطلعني علي ما عنده من الحيرة والتقسيم ؛  قدمت له فتات موائد السادات "( إيريس حبيب المصري :- قصة الكنيسة القبطية ؛ الجزء الثالث ؛ صفحتي 219 ؛ 220 ) .

.  ويتناول القسم الأول من الكتاب حسب شرح الراهب أثناسيوس المقاري   من خمسة فصول ؛ وينقسم كل فصل  إلي ثلاثة مقاطع ؛ ويقدم في كل مقطع التعليم السليم ؛ ثم يقدم  اعتراضات الخصوم والرد عليها  . وهو في كل ردوه يعتمد  علي نصوص من الكتاب المقدس في العهد الجديد ؛ وعلي البراهين العقلية التي أعتمد عليها الفيلسوف الإسلامي "فخر الدين الرازي " ( 1149- 1210 )  ؛ وفي شرح الكتاب المقدس ؛ يعتمد علي النسطوري" أبي الفرج عبد الله بن الطيب " ( 980- 1043  ) .

أما القسم الثاني من الكتاب ؛ فهو يتكون من ستة فصول ؛ ويتكون كل قسم منها من ثلاثة رؤوس أو مقاطع  ؛ وتتطرق إلي قضايا متعلقة  ( الفردوس – الموت الذي دخل إلي العالم – إنكار البهود للسيد المسيح – عادات خاصة بالملكين – الرد علي أبي الفرج بن عبد  الله بن الطيب النسطوري – السبب الذي جعل السيد المسيح يعطي جسده ودمه منفصلين -  الصوم الأربعيني وكيفية تحديد موعده .

وفي مقالة هامة للدكتور القس " عيد صلاح " راعي الكنيسة الإنجيلية بعين شمس ؛ نشرت في "مجلة " النسور " بعدد شهر يناير 2021  ؛  أن هذه الموسوعة الهامة صدرت في ثلاث طبعات مختلفة  خلال القرن العشرين  هي:-

1-نشرة القمص بطرس عبد الملك ؛ وقد صدرت في القاهرة عام 1906 ؛ وتقع في244 صفحة تشمل المقدمة والفصول الثلاثة .
2-نشرة دار النشر القبطية " مختصر البيان في تحقيق الإيمان المشهورة بالحاوي  ؛ نشرت علي يد تاوضروس شحات وفؤاد باسيلي ( القمص بولس باسيلي فيما بعد ) .

3-نشرة دير السيدة العذراء الشهير بالمحرق ؛  في أربعة أجزاء ؛ صدرت عام 1999 ؛ وقدم لها المتنيح الأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير  في ذلك الوقت .

4-نشرة بخط اليد للدكتور "جورج حبيب بباوي "  في سلسلة " التراث العربي المسيحي " الصادرة عن الكلية الإكليركية بطنطا ؛ وهي مكتوبة بخط اليد ؛ تحت عنوان " المقدمة في التجسد لجرجس بن العميد " وهي تقع في75 صفحة .

5-نشرة مجلة الكرمة للأرشيداكون حبيب جرجس ؛ بباب " القضاء والقدر " نشرت في مجلة الكرمة عددي " يناير 1905 ؛ العدد الخامس؛ الصفحات من 180- 186 " و" عدد 8 فبراير 1905 ؛ العدد السادس؛ الصفحات  من 209- 219 )
( القس عيد صلاح :- مجلة النسور ؛ عدد شهر   يناير 2021 ) .

ويذكر القس عيد صلاح علي لسان العالم الالماني "جورج جراف "  عن كتاب " الحاوي " أنه  يتضمن دفاعا عن التعاليم الأرثوذكسية مكتوبا بلغة كلاسيكية منتقاة الألفاظ ومعتني بها ؛ ويعالج الأمور بطريقة  واضحة ووافية مما يشهد لصاحبه بتكوين لاهوتي سليم .ويؤكد الدكتور القس عيد صلاح أن الكتاب عبارة عن موسوعة لاهوتية في علم اللاهوت النظامي Systematic Theology حسب التعبير المعاصر ؛  ولقد تعرض ابن المكين في موسوعته  الي  عدم قيام الرعاة بواجباتهم فقال " ولم يخف عنك أن الرعاية ما نفرت من رعاتها ولا سلبتها اللصوص من مجدها وغناها وحياتها  إلا لعجز رعاتها عما أوجبه الله عليها . فتناهشتها الذئاب من بين أيديها ولولا خيفة الاطالة والاسهاب لذكرت ما قيل وما يلزم الرعاة عند ذوي الألباب " ( عيد صلاح :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 19 ) .

ولقد  أكد القس عيد صلاح في مقالته وجود بعض التأثر بالمصطلحات الإسلامية في كتاباته ؛ منها  استخدامه لمصطلح " السنة " مكان التقليد فيقول " السنة الأرثوذكسية " كما يقول " كل أمة تعمل البر وتأمر بالمعروف وتنهي عن  المنكر مقبولة عند الله ؛ وفي  الحديث عن القضايا المتلقة بالقضاء والقدر ناقش آراء بعض كبار الشيوخ المسلمين مثل ( البقلاني – الحسن الأشعري – المعتزلة ) كما عرض لبعض كتابات الفيلسوف اليوناني أرسطو  وأقتبس بعض العبارات من كتابه " السياسة " الأمر الذي يكشف عن ثقافته الموسوعية الكبيرة . كما أقتبس كثير من عيون الشعر العربي مثل قول الشاعر :-
ومن طلب العلي بغير  كد          أضاع العمر في طلب المحال .

كما أقتبس أيضا :-
بالعلم تحيا نفوس قط ما عرفت               من قبل ما الفرق بين الصدق والعين .
للعلم  للنفس نور تستدل به                  علي الحقائق مثل النور للعين .
( القس عيد صلاح :- النسور ؛ نفس المرجع السابق ؛ صفحة 21  ) .
كما قدم الدياكون جوزيف موريس فلتس في كتاب هام صدر له حديثا عن المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية  بعنوان " شرح الصلاة السيدية  للقديسين كيرلس وجرجس بن المكين "

حيث قام بعمل مقارنة للتأملات التي كتبها كل من القديس البابا كيرلس الكبير (   412- 444 ) وجرجس بن المكين في شرح الصلاة الربانية كما علمنا إياها  السيد المسيح نفسه ؛ حيث ذكر  في شرحه لأبانا الذي في السموات قوله  " انهم بعد إن كانوا مطرودين مننفيين من الرتبة الأعلي  أعني الفردوس العدني ؛ صاروا أبناء الملكوت ووارثين الملكوت الأعلي  وبعد أن كانوا عبيدا للشيطان ؛ صاروا أبناء الله ( جوزيف موريس :- شرح الصلاة السيدية ؛ المركز الأرثوذكسي للدراسات الأبائية ؛  صفحة 75 ) .

وفي تأمله لعبارة " في السمواات "  يقول "حتي يثبت  في عقولنا عظيم قدرته  ونؤمن بصدقه وعظيم قدرته فلا نتكل علي غيرنا ( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 76 ) .

وفي تأمله لعبارة " ليتقدس اسمك " يشرح   أهمية حرف " الياء " هنا  الدال علي الفعل المضارع ؛ ليبين   أن الأسم كما هو مقدس في الماضي ؛ هو مقدس ايضا في الحاضر والمستقبل (صفحة 78 من الكتاب ) .

وفي تأمله لعبارة "ليأت ملكوتك " يقول ابن المكين "  قوله ليأت ملكوتك يتضمن أيضا أشارة إلي المؤمنين ليطلبوا منه تسهيل طريق الخارجين عن الإيمان إلي الدخول في الإيمان ؛ وهذا يكون بالبشارة بشريعته . ويري ابن المكين إن هذه الطلبة  تكمل الإيمان  حيث إن سعي الإنسان المسيحي نحو الكمال هو وصية الرب لنا كونوا كاملين( مت 5 : 48 ) ؛ لذا يقول " وهذه الصلاة ليأت  ملكوتك  وطلبنا منه تسهيل الطريق لسائر الناس أن يدخوا في الشريعة المسيحية التي هي ملكوت السموات من جهة الكمال ( راجع الفقرة بالكامل في جوزيف موريس فلتس :- مرجع سبق ذكره ؛ صفحتي 84 و85 ) .

وفي تأمله  لعبارة " لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض يقول " يكون لإيمانهم ثمر بالفعل الذي هو " المحبة والود والسلام وكل الفضائل المطلوبة " وهذه الفضائل هي إنعكاس لمشيئة الله أن لا يهلك  أحد هؤلاء الصغار .... بمعني أن تجري مشيئته فينا نحن الأرضيين كما أجراها في السمائيين وهذا يستلزم منا أن نتشبه بالسمائيين بقدر الإمكان ( صفحة 85 و86 ) .

وفي تأمله لعبارة "خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم " يقول "  هو طلب التوجه   إلي طلب الخبز الروحاني ؛ وهو يتصف بالأوصاف التالية :-"بداية الحياة الأبدية للابرار السعداء ؛ فهو الأساس الذي صبر به القديسون علي شدائدهم واتعابهم ؛ وبه حملوا نير  المسيح المر الحلو علي أعناقهم ؛ وبه جاهد المجاهدون السعداء الشهداء واستهانوا بسفك الدم ومخوفات الأعداء ....... ويشدد ابن المكين  في شرحه لهذه  الطلبة ؛ حيث يؤكد أن سائر المفسرين لم يروا غير هذا الرأي الذي ذكرته"  .( راجع شرح الفقرة بالكامل في جوزيف موريس فلتس :- الصفحات من 88 -92 ) .

 وفي شرحه لمعني " أغفر لنا خطايانا  لأننا نحن أيضا غفرنا لكل  من أساء  إلينا يقول "إن أنواع الخطايا تتدرج تحت ثلاث رتب ؛ اما بالفكر او بالقول او بالفعل وأن سائر النوع الأدمي لا يخلو  منها إلا الذي تجسد علي غير المجري الطبيعي ؛ أعني من غير ولادة تناسلية وليس هو إنسان فقط بل إله متجسدا . .......وعندما علمنا السيد لم يذكر لنا الخطايا الفكرية لأن تلك معرفتها لعالم الأسرار فقط ؛وإنما ذكر الخطية الفعلية واللفظية وهي نتائج الخطية الفكرية .... ولقد جعل الرب هذا القانون الذي هو مغفرة خطايانا الواصلة بعضنا بعضا ؛ شرطا علينا كي لا نتقدم  إليه فنطلب منه مغفرة خطايانا إلا  بعد كمال الشروط " ( صفحتي 92 و93 ) .

وفي شرحه لمعني " ولا  تدخلنا في تجربة " يقول " ذلك إذا طلبت منه أن لا يدخلني في تجربة فقد طلبت منه المساعدة والمعاضدة لضعفي ونقصي وإلا يتخلي عني كي لا اقع في التجربة  ؛ اما إذا ثبت في نفسي احتياج الي المساعدة لضعفي ؛ فيجب علي ان لا أسترسل في أن  أدين الواقع تحت التجربة ؛ ولا أقسو عليه ؛ ولا أفرح بسقوطه ( صفحة 101 ) .

وفي شرحه لمعني " لكن نجنا من الشرير " يقول " أن الشرير هنا له معني عام ومعني خاص ؛ أما المعني الخاص فالمقصود به الشيطان ؛ وهو الينبوع الأكبر  للشر والعدو الأكبر  لكل المؤمنين . اما المعني العام فالشرير يندرج تحته اشرار الناس واحدا واحدا ؛ فهم الذين صاروا آلة يستعملها الشرير ظاهرا بتم بها وجوه الأذي . فالمعني الخاص  هو  مصدر الشر ؛ أما المعني العام فهو الآلة التي يستعملها ظاهرا .( صفحتي 102 و103 ) .
أما عن إضافة أسم ربنا يسوع المسيح للنص ؛ فهي حسب شرح ابن المكين قد أضافها الآباء المؤيدين بنعمة الروح القدس  اعتمادا فيه علي قوله " بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا " ( يو 14 :13 ) ولما كانت سائر الفضائل لا تتم بغير معونة الأبن ومساعدته ؛ وجب علينا ذكر الأبن دائما الذي أظهر سر الثالوث القدوس ( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- دياكون جوزيف موريس فلتس ؛ نفس المرجع السابق ؛ صفحة 190 ) .

 بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-السنكسار القبطي تحت يوم 1 برمهات .
2-إيريس حبيب المصري :- قصة الكنيسة القبطية ؛ الجزء الثالث ؛ موقع الكنوز القبطية ؛              الصفحات من 219—26 .
3-الراهب أثناسيوس المقاري :- فهرست كتابات آباء كنيسة الإسكندرية ؛ الكتابات العربية ؛ الجزء الثاني ؛  سلسلة مصادر طقوس الكنيسة 9/1 ؛ الصفحات من 778 – 686 .
4-دياكون جوزيف موريس فلتس :- شرح الصلاة السيدية ؛ للقديسن كيرلس الإسكندري وجرجس بن المكين ؛  مؤسسة القديس  أنطونيوس ؛ المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ؛  الطبعة الأولي؛ يناير 2022 .
5-القس عيد صلاح :-  ضرورة التجسد في الكتابات العربية المسيحية ؛ كتاب " مختصر البيان في تحقيق الإيمان الشهير بالحاوي لأبن المكين نموذجا ؛ مجلة النسور؛ عدد شهر يناير 2021         ؛ الصفحات من 16-27 .
6-القمص تاوضروس شحات وفؤاد باسيلي:-  مختصر البيان في تحقيق الإيمان "الحاوي "  دار النشر  القبطية بالقاهرة .
7- حبيب جرجس:- فصل القضاء والقدر من كتاب الحاوي للعلامة جرجس بن المكين ؛ مجلة الكرمة ؛ عدد شهر يناير 8 يناير 1905 ؛ العدد الخامس؛ السنة الأولي ؛  الصفحات  من 180- 186 .
8-شكر خاص  لجناب الأب الراهب المحبوب وديع عوض الفرنسيكاني لتفضله بالاتصال بي وإفادتي ببعض المعلومات القيمة ؛ فله مني جزيل الشكر .