Oliver كتبها
يا إبن أليصابات العاقر ما أحوجنا إليك الصوت الصارخ إبن زكريا الصامت تعال. يا صرخة الحق وسط مجتمع يلتحف بالظلم, أين أنت؟
أين أنت؟ تدخل إلي مضاجع الذين نام ضميرهم أو مات.فتصرخ فيهم لا يحل لك.لعل صرختك توقظ الموتي.
من مثلك يأتيه  من ينوون شراء ضميره, فيجدونه سداً  منيعاً عليهم يعلنون أمامه فشلهم وتوبتهم.

صوتاً كالسيف يدخل أعماقهم و لا يخرج سوي بعد أن يهذب وحشية المتسلطين و يهدي إنحرافات المتدينين.
زاهد أنت في كل شيء مكتفياً بالله.طعامك برياً و ثوبك بَرياً يا ساكن البرية تسكنك البرية أنت أيضاً.
علمت الأجيال درساً .يمكنك أن تغوي زاهداً يعيش في البرية لكن لا يمكنك أن تغوي زاهداً تعيش فيه البرية.
الذين عاشوا لأنفسهم هم في ثياب ناعمة الآن و لا نعرف ماذا سيلبسون حين تتعري الأعمال.

لماذا إذا خرج إليك الجميع يجدونك نفس الشخص.نفس اللغة و القوة.نفس الثقة و الإيمان.لا تتلون بكثرة المريدين.لا تغير جلدك الذي لوحته شمس البرية.أنت أنت لم تنافق سلطة و لم تخش إنساناً.أين نحن منك.ليتنا نثبت في الحق.

لو جئت اليوم ستجد نفس الناس.نفس التلون و النفاق.نفس الظلم و الإنحراف.لا ينقصنا سوي حضورك في ضمير المجتمع و صوتك يوقظ المستسلمين.هل تأت؟

يا إبن زكريا و أليصابات البارين.لم يربيك والداك  بل أنت تربية الملائكة.كنت ٌتعَد في فصل إعداد خدمة إلهي.إنفرد بك الله نفسه و أخبرك بإعلان ثالوثه.لذا ليس بين مواليد النساء من هو أعظم منك.
أيها الثائر علي كل ما هو فاسد.كل ما هو ردئ.كل ما هو غير لائق.تعال اليوم مر في شوارعنا لأنك ستري من هذا الكثير.لكنك تملك صوتك.هذا الذي به إرتجت المملكة.هذا الصوت الذي لم تستطع قوة أن تسكته و لا الموت.
هيروديا و سالومي
سالومي ترقص حتي اليوم.تتلون كي تخدع .تتلوي كالحية.ثم تطلب رأس الأبرار.سالومي في كل منطقة في بلادنا العربية.في الوزارات ترقص. في القضاء ترقص. في الساحات ترقص. وسط كراسي السلطات ترقص.سالومي ترقص في مجالس الوزراء و الشعب .ليس لها عمل سوي أن تتكسب من تلونها.و أمها تطلب رأس الأبرار.

سالومي تحتفل بميلاد السلطة كل يوم.تدعي إدعاءات كاذبة و تقيم حفلاً كاذباً .كل أفراح سالومي زائفة يعقبها الموت..و تفرح بالشر لا بالخير.و  بعد الرقص تبدأ طلباتها المميتة.سالومي ترقص في نعومة الحية و تطلب الثمن في قساوة القتلة.

هيروديا أمها لا زالت في بيوتنا يا يوحنا.تتودد إلي السلطة.حتي إذا وصلت إلي رأس المخدع  طلبت رأس الأبرار.تستخدم جمال إبنتها الزائف.و شعاراتها الكاذبة.

هيروديا تتحالف علي سرير الشر مع أكبر سلطة في المملكة.فالسلطات الشريرة تنام في حضن هيروديا.تنام علي مضطجع المكاسب الفاسدة.
كل رؤساءنا في بلادنا العربية ينامون مع هيروديا في سرير واحد.و ينجبون أولاد زني.و قوانين زني, و أحكام زني.ثم يندمون في النهاية حين يثور الشعب بلا جدوي.

كل رؤساءنا يحبون هيروديا و إبنتها .يحتفون بالتفاهة و الرقص.يرون نصف سالومي المتلوي.و هم مستعدون أن يدفعوا و لو نصف المملكة لأجلها.النصف للنصف.هذه قسمتهم.

في بلاد الإسلام يحبسون الثوار و يطلقون الراقصات.ثم يتباكون علي الفضيلة كذباً.
هيروديا و سالومي مثل الأحزاب الإسلامية تسعي للمكسب السريع و تنتهز فرصة تحالفها مع السلطة و تطلب حالاً رأس يوحنا قبل أن تفقد علاقتها غير الشرعية مع السلطة.

من هيروديا سوي الأحزاب المتسلقة.و من إبنتها سوي المتلونون ينافقون كل سلطة.
هيروديا تحتل بلادنا العربية بلا جيش.بلا قوة.بل بإستسلام قادتنا تعربد هيروديا و إبنتها. تدخل هيروديا و إبنتها قصر الملك بلا حساب.و هي الخائنة لرفيق العمر و شريك الحياة.

علي طبق
علي طبق تطلب رأس يوحنا.ما كان أحد يحسب أن رأس يوحنا طعاماً في طبق.لكن الظالمون لا يستريحون سوي بعد أن يتأكدوا من موت صوت الله الذي يؤرقهم.

علي طبق لأن رأس القديسين شهي عند القتلة السلفيين.و قهر الأبرياء لذيذ في أفواه الإخوان.لذا كل بلادنا العربية تقتل علي طبق.
سالومي مستعدة للرقص و هيروديا مستعدة بالطبق و رؤساءنا مستعدون لسداد الثمن للراقصات و المتلونين و لو طلبوا منهم أغلي ما في الوطن..
بالسيف تحكم بلادنا العربية و بالسيف تؤخذ.

علي طبق يقدمون الضحية للراقصة و أمها.ففي بلادنا العربية الإسلامية يعتبرون الراقصة أهم من الوطن كله لذا هم مستعدون للتنازل و لو عن نصف الوطن لأجل الراقصة سواء كانت في غزة أم جنوب لبنان أم في أفغانستان أوبغداد أو في أي مكان تطلبه الراقصة.فالطبق حاضر و السيف حاضر و قتل الأبرياء لعبة للسيف و التهمة لا شيء.

علي طبق يطلبون رأس يوحنا غير عالمين أن هذا الطبق يدور يدور و يأتي عليهم يوماً يجدون فيه رؤوسهم الطائرة.
الطبق هو شهوة البطن أو شهوة الحكم أو شهوة الجسد حيث هذه لغة الفاسدين.فإحذروا أطباق إبليس.لأن هيرودس ظن أنه قد تخلص من عدوه علي طبق فإذا بالطبق يطارده حتي الموت .

علي المخدع أقسم هيرودس أن يهدي رأس يوحنا علي طبق و علي مخدعه أنتن هيرودس و مات.

معمودية يوحنا
القاتل يحمل في يده سيفاً و الثائر يحمل في يده قضية.فقضية يوحنا أن يعد للرب شعباً مستعداً .مستعداً لكل ما هو بر و صلاح و حق و حب.مستعداً للتضحية بشهواته أموالاً كانت أم رغبات أم سلطة أم مكسب من أي نوع.

يوحنا الثائر يريد أن يوزع زهده علي جميع الثوار لكي يصبحوا مثله أصحاب قضية لا أصحاب مكسب.يحملون رسالة لا طبقاً.فأصحاب الطبق حتي التاريخ رذلهم و إحتقرهم.

معمودية يوحنا هي تغيير السلوك حتي يستعد القلب لمن يغير الطبيعة ذاتها.
من يستعد هو من يعدل إتجاهاته لتكن بوصلته متجهة إلي الملكوت في هذا يجد الروح فيه مسكناً مستعداً فيجعله شعلة تلهب كل من حوله و يصبح بنفسه أفقاً روحياً و عالَماً سمائياً يضم إليه طيور السماء التي تحوم أفكارها في السمائيات و تحلق رغباتها في كل ما هو إلهي.

معموديتك يا يوحنا جعلت الأردن شهي عند التائبين .حتي إذا ما جاء المسيح الذي هو أردن الخلاص كله صار لنا فيه غسيلاً أبدياً من خطايانا و إكتسينا بدمه و روحه فينا.فصرنا مثل الأردن ينابيع ماء حي.أنهار كثيرة متدفقة .أنهار حب و صلح و سلام و فرح و قوة و حق.

معموديتك يا يوحنا لا يلزمها سوي ماء.فما أسهل أن تحصل علي التوبة.دمعتان علي الوجنتين و قلب ينبذ الشر و في هذا تعمل النعمة جداً.

الثالوث الأعظم في المعمودية
روح الرب نزل و إستقر علي الأرض أولاً في المسيح ثم فيمن قبلوا المسيح.
نزل السيد في الماء فجاء العبد يسكب فوق رأسه ليعمده و إذ صعد من الماء سجد العبد يوحنا للسيد المسيح.

حل يوحنا سيور حذاء سيده قبل نزوله في الماء لأن هذه هي خدمة العبد لسيده.لم يكن أحد قد تجاسر أن يقترب من السيد كل هذا القرب حتي قدميه لذا صاح يوحنا أنا لست أهلاً أن أحل سيور حذاءه.

كان هناك لقاءاً سابقاً بين الملاك يوحنا و بين رئيس الملائكة الرب يسوع .حين أعلمه بالروح أن الذي يأتي بعده كان قبله.و حين أخبره أن الذي يجد الروح القدس نازلاً و مستقراً عليه هو هو.كان لقاءاً غير موصوف بلغة البشر.هل في الجسد أم خارج الجسد لا أحد يعلم الله يعلم.

الآب أعلن الإبن .و الإبن أعلن الآب .و الروح القدس أعلن الآب و الإبن فهذا هو عيد الإعلان الإلهي.

الذي هو فوق الكل نزل علي الأرض.ثم نزل في المعمودية تحت المياه ثم نزل تحت الصليب ثم نزل إلي الجحيم ثم قام و صعد بنا و أجلسنا معه في السماويات.

الروح اشار علي المسيح و إلي اليوم يوجه أنظارنا نحوه.فمعمودية المسيح خالدة.و عمل الثالوث أبدي و نحن في النهاية من يحصد المكاسب.
الآب كلم إبنه بعد خصومة مع البشر.لأن إبنه الوحيد هو البِكرُ الذي سر قلب الآب.و من خلاله فرح الرب بالكثيرين .

يوحنا يا شاهد الثالوث ما أروعك.تنحني إجلالاً لرهبة الثالوث و نحن معك.علمتنا الآب و الإبن و الروح القدس يا زاهد البرية قليل الكلام عظيم التأثير.
يا يسوع المسيح المتضع ما أعجبك.تعط دوراً للصغار و أنت غير محتاج إلي أحد أو شيء.تسمح لإنسان أن يعمدك.هو يشهد لك و أنت بإتضاعك تشهد له أنه أعظم مواليد النساء.

مكسب الإنسان ليس أن يشهد للرب فقط بل أن يأت اليوم الذي يشهد له الرب أن طرقه مستقيمة قدام عينيه.يشهد له الرب أمام ملائكته و ربوات قديسيه.
لا تكفوا عن الشهادة للرب حتي يشهد لكم يا أبطال الرب.لتتصاعد همتكم من تل إلي جبل إلي قمة حتي رأس الجبل تعلنون مجد الرب حتي يتحنن و يشهد لكم في مجده و مجد أبيه الصالح.

يا روح الله الصانع فينا طبيعة جديدة إصنع لبلادنا شخصية جديدة ترضيك.إصنع لشعوبنا طبيعة جديدة رقيقة تربح قبولك و تترنم به.
يا روح الله إغسل أنهار بلادنا.بحميم الماء الثاني حتي كل من يشرب منها لا يعطش إلي الأبد.

يا روح الله الأعظم .إغسل الضمائر الملوثة.و حطم الأطباق التي يضعون عليها رؤوس المظلومين.و أقم من قتلوا بسيف القهر و التعصب و التمييز و المحاباة فأنت صانع الكل جديداً.يا روح الله أسكن في بلادنا فتخرج منها الأرواح الشريرة التي وجدت فيها مسكناً.
 
يا روح الله يا روح النور أشرق لعل شعبنا يفيق من سباته و يجري نحوك.اشرق فتتبدد ظلمة صنعها أعداؤك.أشرق فليس سواك من يشرق في الظلمة و يقهرها.يا روح الله أنصت يا روح الله إستجب آمين.