بقلم جورج حبيب
حينما تحل ذكري نياحة البابا شنوده يدور بالذهن ذكريات جيلنا اذ قد تاثر كثيرا هذا الجيل بوجود قداسته علي الكرسي المرقسي-وقتها كنا في اوائل العشرينات من عمرنا وبداية دراستنا بالسنة الاولي بالجامعة

والحقيقة تقال انذاك لم يكن هناك خدمة وعظ الا نادرا لبعض الشخصيات وكانت الموضوعات مرتبطة بالمناسبات كالصوم الكبير وخلافه-لكن حينما سيم قداسة البابا شنوده بطريركا  وكان وقتها يكتب مقالا بجريدة وطني القبطية -وحقيقة شد انتباهي اسلوبه الادبي وقدرته اللغوية في تداول الامور الروحية-وقتها شدني ذلك ولاني من عشاق اللغة فقد تذوقت بحلاوة ما كان يكتبه من تاملات عميقة منسوجة بكلمات رقيقة ذات نكهة روحية مميزة انذاك

ووجدت انه في الاعياد -عيدي الميلاد والقيامة كان قداسته يلقي كلمة امام الحاضرين ليلة العيد في الكاتدرائية -وقد كان يلقيها ارتجالا ودون القراءة من اوراق-الامر الذي كان يبهر الحاضرين حتي غير الاقباط من روعة وسلاسة الاسلوب وعمق المعني -الامر الذي كان يشدني لامعن في كل كلمة كان يقولها بل وكل الحاضرين كنت تلاحظ مدي شدة انتباههم وانبهارههم بما يقوله وحتي اخر كلمة من عظته

والحقيقة ان قداسته بث في الكنيسة عصر المعرفة والتعمق في طقوسها وايضا من خلال عظة قداسته في اجتماعه الاسبوعي-علاوة علي تدريسه بالاكليركية بالقاهرة -ولما كنت ادرس بجامعة القاهرة فقد اتاح هذا لي حضور بعض المحاضرات لقداسته بها  

    وبعدها عرفت ان لقداسته العديد من الكتب الروحية والتي الفها منذ ان كان اسقفا للتعليم  وقبل رهبنته ايضا -ولعل من هذه الكتب كتاب انطلاق الروح وقد الفه قبل رهبنته-وكم حوي الكتاب من موضوعات روحية وتاملات عميقه-ناهيك عما شمل من اشعار تجعلك امام شاعرا ذا مشاعر روحية جياشة ولنفس تاقت الي عشرة الله في سكون الصحراء

     ليس لي دير  فكل  البيد      والاكام ديري ( من قصيدة سائح 1954 )

         اننا في جيلنا كم كنا محظوظين لوجود قداسته ولك ان تختار البابا الصحفي ام الشاعر ام استاذ التاريخ ام الاسد المزمجر ضد اي تعليم خاطئ -وتعجب انك تجد في قداسته كل هذه المواهب مجتمعة
لقد تعلمنا وتثقفنا وعرفنا كنيستنا وكتابنا المقدس من خلال عظاته وكتبه ومواقفه
ابا وبطريركا وعالما واديبا وصحفيا وفوق كل هذا يحمل قلب طفل وديعا متواضعا مثل سيده
    طوباط في ذكراك العطره -اذكرنا امام العرش السمائي لينفعنا الله بصلواتك

وبعدها عرفت ان لقداسته العديد من الكتب الروحية والتي الفها منذ ان كان اسقفا للتعليم  -ولعل من هذا الكتب كتاب انطلاق الروح وقد الفه قبل رهبنته-وكم حوي الكتاب من موضوعات روحية وتاملات عميقه-ناهيك عما شمل من اشعار تجعلك امام شاعرا ذا مشاعر روحية جياشة ولنفس تاقت الي عشرة الله في سكون الصحراء

انا ليس لي دير.  فكل الاكام ديري
اننا في جيلنا كم كنا محظوظين لوجود قداسته ولك ان تختار البابا الصحفي ام الشاعر ام استاذ التاريخ ام الاسد المزمجر ضد اي تعليم خاطئ -وتعجب انك تجد في قداسته كل هذه المواهب
لقد تعلمنا وتثقفنا وعرفنا كنيستنا وكتابنا المقدس من خلال عظاته وكتبه ومواقفه