بقلم : أشرف ونيس🥀
✍️طال الصراع و طال أمده و حين نظر المتقلقل بين دفتى صراعه خلفا ، وجد بأن دهورًا طوالاً قد مرت على تخبطه بين حجرى الرحى !

ما بين نظرتنا لأنفسنا و اكتفائنا بما نحن عليه و بين تلك الأعين الفاحصة لتفاصيل شخوصنا و شخصياتنا ، تبرز حلقة من حلقات الحياة التى تخلت عن معنى الحياة فى ذاتها ، لكنها دأبت على القتال الذى قد يودى الى الممات دون غيره ، كادت ان تنفصل عن غيرها مما شكلوا و كونوا سلسلة أحداث أعمارنا ، كنقطة بين خط الزمن غير المحدود نهايته ، تأججت المعركة بين محيط تلك الدائرة الصغيرة محددة بأيام و أشهر و أعوام ، إلى أن وصل المعترك أشده ، و حينها همدت النيران ، و خمدت الأصوات المحفزة - كل من موقعه و ما له - و عندما سكن الكل بعد ذلك الاحتدام الذى طال ، نتأ و تفقأ و ظهر كما انجلى النضوج فى كل اشراق و ضياء .

لم تكن ثقتنا بأنفسنا و الاعتزاز بمملكتنا عن دون سواها و ليد لحظة تائهة فى عرض الزمن ، و لا هو نتاج صدفة يغلفها العشوائية و يستوطن بباطنها الفوضى فى شكلها المقيت ، لكنها المعاناة حين انصهرت و تصفت و تنقت ثم تشكلت و تكونت و تحددت بمعالمها المستبينة للجميع ، و حين انخلعت عن أحرف كلمة " معاناة " نراها و قد لبست ثوب أحرف كلمة جديدة ، و بنقاط هى كذلك ، لتكون فى النهاية كلمة " ثقة " التى سرعان ما تزواجت بإحدى الكلمات الأخرى و هى " نفس " و هكذا كانت هى : الثقة بالنفس .

فما أكثر تلك الانتقادات التى تولد من رحم بل أرحام شتى ، و ما أفظظ أولئك الذين أخذوا على أعتاقهم هدمنا و تشظينا بين كثير من المصائر التى تحددت بأن تكون بلا حدود بل وهدات من الهلاك ، انهم أشخاص و بشر تخلوا عن انسانيتهم عندما تركوا العنان للجهل و الشر ، ليصيرا شر جاهل و جهل شرير ، ليتجسدا كلاهما و يصبحان بشر جاهل و آخرون أشرار ، و ما أقبح كل منها عن الاخر ، احدهما يأخذ طريق النقض فى نقده ، و اخر يأخذ مسلك و درب اللامعرفة و اللاوعى فى نصحه ، و ما أتعس من انقاد وراء الجهل ، و ما أكثر تعاسة من رشف و شرب من السم المتماهى فيما يبدو حلوًا له ، و هكذا تخبط المتلقى من غيره فيما يرثوا و يبنى شخصه ، تارة شمالا و اخرى يمينا ، الى أن حابته الظروف و ثقلته الايام و منحته التجارب خبرة حياتية و حياة خبيرة بالامور فى دقائقها و التى منها تربعت الثقة على عرش المعرفة و الادراك الانسانى .

فما أحرى اختياراتنا ، و أحرانا أن نتدثر بالثقة التى تعلو الوعى و الفطنة ، فنختار هذا دون ذاك ، مفضلين الثمين عن الغث ، غير عابئين برأى من اهتموا بغيرهم دون ذواتهم ، فنبدو بذلك كاملين فى نظرنا ، و فى نظر من وعى و انتبه و أدرك و عرف ماهية القيمة فى الوجود .