حمدي رزق
ابتداء، الشكر واجب مستوجب للمستشار «بهاء الدين أبوشقة» على رئاسته لحزب الوفد العريق في فترة عصيبة ومرت بسلام، وسلم الراية طوعا، ولكن حضوره المستقبلى ضرورة في حزب الوفد، وأتمنى على قيادة الوفد الجديدة تكريمه، رمزية الوفد في الاحتفاء بشيوخه، وينزلهم منازلهم المقدرة.

أحسن الدكتور «عبدالسند يمامة»، رئيس حزب الوفد الجديد، في مفتتح رئاسته، قائلًا: «لا يوجد بينى وبين أحد خلافات، ولكن سيكون التقييم بالجهد والعطاء.. لا إقصاء ونقبل الرأى والرأى الآخر».

مبشر هذا التصريح المعتبر، الوفد لا يملك رفاهية الاحتراب مجددا، ضاع ما ضاع من عمر حزب الوفد بين احتراب وإقصاء، فرصة وسنحت لعودة الروح، وعودة الوفد إلى موقعه الطبيعى في ريادة المشهد السياسى المصرى.

الوفد تاريخ حى في ضمير الأمة المصرية، والتغيير سنة الحياة، والتغيير حياة، والحياة لا تقف على أحد، والوفد ليس مدونا في البطاقة باسم أحد، والحادبون على صحة الحياة الحزبية بل السياسية يغتبطون بالتغيير الذي يعبر عن حيوية سياسية، أما القاعدون عن التغيير فسينتخبون كثيرا، التغيير فعل أمر، وفرض عين، ليس أبدا فرض كفاية.

شعور التغيير يطوّل العمر، يطيل في الأعمار، والتغيير في أقدم الأحزاب الليبرالية الوطنية جاء على وقته، بعد أن تيبست الحياة الحزبية بالكلية وضمرت أعصابها الحية، باتت على خُشب مسندة.

الوفد الجديد ظل اسما قديما دون تجديد، والتجديد ليس بتغيير الوجوه فحسب، ولكن بتغيير السياسات والبرامج والقواعد الحاكمة دون تفريط في المخزون الاستراتيجى من الإرث السياسى العظيم الذي يتمتع به الوفد بين طبقات الشعب المصرى.

انتخابات الوفد الشفافة كما انتخابات نقابة المهندسين المعتبرة، تعبير عن توق للتغيير، وهذا مدعاة للغبطة، وللاعتبار، والدرس، واستيعاب أشواق المصريين لتغيير يملأ أجواء الوطن بالبشر والسرور.

الجمهورية الجديدة عنوان عريض للتغيير، تذهب سريعا إلى التغيير في كافة الوجوه، تجديد فرضته ثورة ٣٠ يونيو بإرادة شعبية لا شية فيها، ولأنها جديدة، كفكرة حضارية، توقا لمجتمع الرفاه، تستوجب تغييرا في مفرداتها السياسية الموروثة من الجمهورية القديمة.

ورثت الجمهورية الجديدة جملة أمراض سياسية متوطنة وسارية، تحتاج علاجا ناجعا، وكما يقولون آخر الدواء الكى على المفاصل المتيبسة لتسرى في نخاعها حرارة الأمل.

الجمهورية الجديدة بالضرورة ترنو إلى حياة حزبية مغايرة تواكب متطلبات التغيير الوطنى، أحزاب ونقابات وجمعيات تدفق الدماء حارة في عروق الوطن.

مصر تتغير للأفضل، وشواغل القيادة السياسية بالتغيير ظاهرة للعيان في كل شبر من أرض الوطن، والتغيير سنة الله في خلقه.

ما نرجوه تغييرا للأفضل في كل الوجوه، والسياسة متأخرة كثيرا عن حركة العمران، ومعمار السياسة قديم يحتاج إلى جهد جهيد للتغيير، حتى عمارات وسط البلد تتغير، ومصر تستحق تغييرا للأفضل دوما.

معلوم، «لكل امرئ من اسمه نصيب»، هذا ما قاله العرب قديمًا، ولعل «يمامة» الدكتور سند تكون يمامة بيضاء، فألا حسنا على الوفد وناسه.. نأمل خيرا
نقلا عن المصري اليوم