ما زالت السرقة من الجرائم المنتشرة وبصورة كبيرة، خاصة أن البعض أصبح يستخدم أساليب جديدة في محاولة للإيقاع بالضحايا للاستيلاء على متعلقاتهم الشخصية تحت تهديد السلاح، وهذا ما حدث مع سائق في منطقة الدقي فقد خدعته فتاة بعدما اتفقت مع شاب مرتبطة به عاطفيها، وقاما بسرقة سيارة المجني عليه وكل متعلقاته الشخصية تحت تهديد السلاح.
تفاصيل كثيرة حول الواقعة كشفتها التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة بشمال الجيزة، والتي تبين من خلالها، أن الواقعة بدأت بتلقي ضباط مباحث قسم الدقي بلاغ من «م. أ.ف» فى العقد الثالث من العمر، يتهم فتاة بخداعه والاشتراك مع آخر وسرقة سيارته ومتعلقاته الشخصية، وعلى الفور تم عمل التحريات اللازمة لكشف ملابسات الحادث، وقام ضباط مباحث القسم بوضع خطه أمنية لتحديد هوية المتهمين تتمثل في فحص كاميرات المراقبة الكائنة بخط سير المجني عليه، وكذلك عرض بعض صور دي المتهمين في هذا المجال علي المجني علية للتعرف عليهم، وخلال السير في الخطة البحثية التي تم وضعها، رصدت إحدي الكاميرات لحظة ركوب المتهمة مع المجني عليه والتحري عنها تبين أنها تدعى «م. ال.ع» تبلغ من العمر ٢٥ عامًا مقيمة في أوسيم، بينما لم تتوصل الجهات الأمنية لهوية المتهم الثاني، وقد تمكنت قوة أمنية من القبض عليها، واقتيادها لديوان القسم وإخطار النيابة العامة للتحقيق.
وبمواجهتها بالمجني عليه تعرف عليها، وبسؤالها حول تفاصيل الحادث، بدأت المتهمة تروي تفاصيل الواقعة، حيث أكدت أنها تعيش وسط أسرة بسيطة الحال، وقد عملت في مجالات كثيرة، ولكن راتبها كان يكفي نفقاتها الشخصية بالكاد، لذلك كانت تسعى للبحث عن عمل آخر من أجل الحصول على زيادة في الراتب أو توفير المال لمساعدة أسرتها، وخلال تلك الفترة تعرفت على شاب وجمعتهما علاقة عاطفية سويًا، ونظرًا لمروره بظروف مالية صعبة قررا البحث عن طريق سهل يتمكنان من خلاله من الحصول على المال، ولأن الشاب كان عاطلا عن العمل ويصاحب العديد من أصدقاء السوء فكان سهلا عليه إيجاد عمل غير شرعي، فكان الأسهل بالنسبة لهما السرقة، بالفعل اتفقا سويًا علي استدراج المارة أو تثبيتهم باستخدام أسلحة بيضاء وسرقتهم.
وأضافت المتهمة أنهما بدآ العمل وفي المناطق المجاورة فقد كانا يتربصان للمارة ليلًا ويقومان بتثبيتهم وأخذ متعلقاتهم الشخصية، في بداية الأمر لم يرتكبا جرائم عديدة، ولكن مع مرور الوقت قررا توسيع نشاطهما وقد اقترحت المتهمة على الشاب أن تقوم باستدراج المارة بحجة قضاء أوقات ممتعة معها أو السائقين بحجة توصيلها ومن ثم يقوم المتهم الثاني بانتظارها في مكان متفق عليه وبعد ذلك يقوم هو بتثبيت المجني عليه بسلاح والاستيلاء على الأموال والهواتف التي يمتلكها، واستمر الحال هكذا حتي يوم الواقعة، فقد استقرت المتهمة على العمل بمنطقة الدقي وفي منتصف الليل استغلت مرور المجني عليه بسيارته وأوهمته بأنها مريضة وتحتاج إلى أن تذهب للمستشفي، ونظرًا لأنها خدعته بمرضها ولكون الوقت متأخرا فقد أقلها المجني عليه وهو حسن النية. وأوضحت التحقيقات أنه خلال سير المجنى عليه كانت المتهمة تتفق مع الشاب على المنطقة التي سينتظرها فيها، وبالفعل في منتصف الطريق فوجئ السائق المجني عليه بشاب يقف أمام سيارته فتوقف خشية أن يصطدم به، وفور نزوله لاستطلاع الأمر فوجئ بالشاب يشهر في وجهة سلاحا أبيض ويهدده به ويطلب منه استخراج كل متعلقاته، كما أن المتهمة أخذت مفتاح السيارة، وتعديا عليه بالضرب وتركاه وفرا هاربين، وعلى الفور توجه السائق لقسم الشرطة وقام بتحرير محضر وروى فيه كل ما تعرض له، وعلي الفور تم تحديد هوية المتهمة والقبض عليه ويعمل رجال المباحث على تحديد هوية المتهمة الآخر، وقد أمرت النيابة بحبس الفتاة بعد توجيه لها تهمة السرقة، كما أمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب.
وفور ورود تحريات الأجهزة الأمنية التي أكدت بأن المتهمة اعتادت ارتكاب جرائم السرقة بالاشتراك مع آخر، قد أمرت النيابة بإحالة الواقعة التي حملت رقم ١٧٦٠ لسنة ٢٠٢١ لمحكمة الجنايات، والتي أصدرت حكم بمعاقبة المتهمة بالسجن المشدد ٧ سنوات لاتهامها بالاشتراك مع آخر وسرقة المجني عليه والتعدي عليه بالضرب.