د./ صفوت روبيل بسطا
 17 مارس 2012
عشر سنوات كاملة علي إنتقال أبونا وراعينا وحبيبنا حبيب الملايين البابا شنودة إلي السماء ، عشر سنوات علي غياب البابا شنودة بالجسد وبالجسد فقط لأن البابا شنودة عايش معانا بروحه وبكلامه وبصوته وبتعاليمه ، عايش معانا من خلال أقواله ومقالاته وأشعاره ، عايش معانا من خلال عظاته ، عايش معانا وهو  مازال يجاوب علي أسئلتنا وإستفساراتنا في كل المواضيع من خلال كتب سنوات مع أسئلة الناس ومن خلال الفيديوهات الملئ بها اليوتيوب والمواقع وفي القنوات المسيحية ،  عايش معانا من خلال أشعاره وترانيمه ونكاته وضحكاته ، البابا شنودة عايش معانا لأننا نؤمن أولا أنه .. ليس موت لعبيدك بل إنتقال .
 
 ولأنه وإن غاب بالجسد ولكن صوته وأقواله وتعاليمه وعظاته تملأ الدنيا .
 
وهنا وأود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير والاحترام لكل من ساهم ويساهم حتي الأن في نشر تراث العظيم البابا شنودة ، وكل من ساهم في نشر كتبه وكتاباته أو نشر عظاته علي اليوتيوب وعلي كل المواقع 
 
بجد أعظم خدمة كانت تصوير وتسجيل عظات ومحاضرات البابا شنودة من أيام ما كان أسقف للتعليم ، مع أنه أعلم أنه توجد مئات العظات التي لم يتم تسجيلها .
 
ولكن يكفينا ما تم تسجيله بعد أن صار بطريركا من سنة 1971 ، وخاصة ما تم تسجيله من محاضرات في الكلية الأكليريكية والتي ماذلت انا شخصيا أنهل منها علي مدار سنين طويلة وحتي اليوم  ، وكل يوم  أكتشف مواضيع جديدة لم أكن أسمعها من قبل .. نشكر ربنا ونشكر كل من كان له تعب في هذه الخدمة العظيمة وحافظ لنا ولأجيال قادمة علي هذه الكنوز التي لا تفني من تراث أبونا وحبيبنا ومعلم الأجيال البابا شنودة نيح الرب نفسه الطاهرة في فردوس النعيم. 
ونحن نحتفل هذا العام بمرور عشر سنوات علي هذه الذكري العطرة
 
الذكري !؟ كيف نقول ذكري والبابا شنودة كل يوم بل وفي كل وقت في ذاكرتنا وفي عقولنا وجوة قلوبنا بل وعلي شفاهنا في أي موقف أو تسائل دائما وأبدا تأتي سيرة البابا شنودة  ونقول البابا شنودة قال أو كان رأي البابا شنودة كذا ، كل هذا إستقر في وجداننا وفي عقولنا من ألاف الأسئلة التي أجاب عنها البابا شنودة .
 
هذه الأسئلة التي تحولت إلي كتب وإلي شرائط بل وإمتلأ بها اليوتيوب أيضا .
 
هذه الأسئلة والتي أصبحت كنوز لا تفني أيضا ، لأننا نجد فيها الأجابة علي كل تسائلاتنا سواء اللاهوتية أو الأجتماعية أو التفسيرية للكتاب المقدس .
 
البابا شنودة في خدمته المباركة وطوال حبريته العظيمة وأيام حياته كلها خادما وراهبا وأسقفا ثم بطريركا  قدم الكثير جدا جدا لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية في حياته المباركة علي الأرض وحتي بعد نياحته وإنتقاله إلي السماء يستمر عطاءه وخدمته لكل شعبه في كل مكان 
 
البابا شنودة شخصية تستحق الدراسة والفحص وأكيد سوف نجد لاهوتيين متخصصون في دراسة شخصية البابا شنودة لأنها شخصية لا تتكرر  ، شخصية كان لها كاريزما نادرة  وأعطي لنا مثالا وقدوة  لنا ولكل الأجيال في كيف تكون الخدمة وكيف يكون العطاء وكيف تكون المحبة والتسامح وكيف يكون الحفاظ علي الإيمان المسلم مرة من القديسين من غير خوف أو تهاون  ولا من غير  مجاملات ولا تنازلات كما نسمع مؤخرا !؟ 
والأهم علمنا كيف تكون الأبوة 
ربنا ينيح ويريح نفسك الطاهرة في فردوس النعيم يا أبونا القديس العظيم البابا شنودة الثالث 
صلي عنا يا من أبدا لم ولن ننساك وأبدا لم ولن تنسانا
وأذكرنا وأذكر شعبك والكنيسة أمام عرش النعمة