كتب – محرر الاقباط متحدون 
 
ولما كان هذا الموت عن الذات ضروريا للوصول إلى الله، فإنه يبادر ويتدخل في حياة صلاتنا، مانعا عنا لذة حضوره المحسوس، ويرفع عنا، نوعا ما، المقدرة على الصلاة ويحقق في نفسنا صعودا إليه بالإيمان.
 
عندئذ نتعلم المعنى الحقيقي للأمانة نحو الله، إذ نرتضي أن نطلب حضوره في الظلمة ونثبت في التجارب والمحن والعجز وتوالي الفشل، حتى نسير إليه من غير أن نراه ومن غير أن نتذوقه.
 
 فإذا ما ثبتنا في جفاف الصلاة اليومية نختبر الطوبي الأخيرة التي أعلنها المسيح قبل تركه الرسل ليعود إلى الآب : طوبى للذين لم يروا وآمنوا " (يو ۲٠/ ۲۹). 
 
نمونا بالأمانة في الصلاة مشروط بمجابهة الصعوبة، بهذا النوع من الصليب في حياتنا، صليب العجز عن الصلاة، عندئذ يكون إصرارنا على طلب وجه الله الكريم خير وسيلة للنمو في الأمانة والمحبة وبرهانا عنهما.
 
الانبا توما حبيب, الامانة, المحبة, وجه الله, الصلاة, صليب,