Oliver كتبها
أيها الحبيب الرائى يوحنا ,كنت قبلاً فى الروح و رأيت الإله المهوب.ثم دعاك لتصعد. فإلى أين دعاك لتصعد؟ هل للرؤى درجات أم السكني فى الروح تختلف فى مكانتها و وظائفها؟
- قلت أنك كنت في الروح.حين قال السيد الرب أن أكتب للسبع كنائس فكتبت ما قاله السيد.كان الخطاب الأول فى الرؤيا للأساقفة و كنائسهم على الأرض سواء لزمان القديس أو لخدام كل زمان لكن الرؤيا التالية هى للبشر كلهم بغير تحديد هذه درجة أعلى من الإعلانات الإلهية يلزمها عملاً إلهياً ليتحضر القديس يوحنا لتلك الرؤى الأعظم .
-ها الآن يأمرك الرب أن تصعد فهل تصعد من الكتابة إلى الرؤية بالعين عين الروح.رأيت باباً مفتوحاً فى السماء لكن الوصول إليه يلزمه أمراً إلهياً و رؤية ما داخله تتطلب عملاً إلهياً .السيد لا يرغب أن نبق بغير نمو حتي في الروح.لا يريد ثباتاً لنا فحسب بل إنفتاحاً متوالياً فى عالم الأمجاد.هلم فإصعد لأريك .هذه دعوته لكل من يحب الروح القدس و ينصاع له.
-لم يصعد القديس يوحنا من ذاته لا يقدر أحد أن يصعد من ذاته إن لم يجتذبه الآب..فهو فى عالم لا يدرى أين يصعد فيه أو كيف ينزل منه.عالم الأرواح ليس مثل أمكنة الجسد.فالصعود يمكن أن يكون فى العمق.فى الدخول إلى حجال الملك.فى الترقى فى الحب الإلهي.فى قدر المعرفة بالأبديات عن إختبار و وداعة.ليس الصعود للأرواح كالصعود للأجساد.لكن حين أمر السيد تلميذه أن يصعد قاده للصعود بالدرجة التى تكفى له كي يري ماذا بداخل الباب المفتوح فى السماء.لأن المسيح له المجد هو الباب المفتوح فى السماء لكل طالبيه.معاينة الإبن تتم بالروح القدس
- كنت فى الروح كأن الروح تبادل معك روحك.كان فى الروح هذه هى البداية فى الأبدية فى الفردوس نصير فى الروح و يصير روح الله سيداً علينا. .أخذت من الله روحه و أخذ الرب روحك كي لا تنحجب عنك المعرفة الخالصة عن الأمجاد.كنت فى الروح و ما إكتفيت بل الآن – صرت فى الروح- ما الفرق؟ الفرق فى مقدار معرفة القديس لنفسه.فى البداية كان فى الروح ليتحكم الروح القدس و يقوده .
-هو فى الروح لكنه يدرى بنفسه و لأنه أطاع و عاش نقياً مستعداً لهذا الإتحاد الروحى اللامرئي فقد حانت لحظة جديدة لترقية أخري في عالم الروح.ها هو قد صار فى الروح.أي نسي نفسه كليةً و كأنه لم يعد ذا جسدٍ أصلاً.الصيرورة فى الروح هو إنفصال تام عن كل ما هو مادى.ستأخذ المعانى و الأسماء و الألوان و الأرقام و الأبعاد و الأشكال معنى مختلف حالما صرت فى الروح.معها ستتعلم لغة الروح.إنها إنخراط فى الأبدية.صرت فى الروح فما عدت نفس الإنسان الذى نعرفه و لا نفس القلب أو حتى نفس الفضائل.لقد إنتقلت إلى مستوى لا يصله أحد إلا لما يصير فى الروح. حتي الجسد فى وقت ما سيصير فى الروح و يصبح نورانياً ممجداً.
- لما كان يوحنا الرائي في الروح رأى الباب من بعيد مفتوحاً لكنه لما صار فى الروح دخل الباب نفسه دخل فى المسيح و تعايش مع ما يراه كأنه جزء منه و فيه و معه.صار فى الروح أى صار ضمن عمل الله فى الأبدية.صار يوحنا فى الروح فلم يعد ينفصل عما يراه و صارت اسئلته بالروح لا بلسان الإنسان.صارت الإجابات تأتيه بالروح فما عادت تنفع كلمات الأرض لتشرحها لكن الروح إحتفظ له بالأسئلة و الإجابات و الرؤي لكي تبقي لنا ليراها كل منا حسب مقدار ما يكون في الروح و حسب نعمة من يصير في الروح.
- إصعد لترى.فالصعود لازم للرؤية.وقت قيامة مخلصنا رأته المجدلية مرتين رؤية العين الجسدية فلما أرادت أن تلمسه طلب منها أن تنتظر حتى يصعد أكثر فى إيمانها فتراه جالساً على العرش .كان يطلب لها الأفضل و الأسمى.لم تنتبه المجدلية وقتها لقيمة الصعود و لم تدركه لكنها بالتأكيد أدركته فيما بعد.كذلك توما الرسول أراد أن ير رؤية الجسد لكن الذى نال التطويب هو من ير رؤية الروح حين قال مسيحنا الحبيب طوبى للذين آمنوا و لم يروا (رؤية الجسد) و كما صعد رب المجد بجسد بشريتنا و جلس عن يمين أبيه بجسم بشريتنا و به وحده صرنا كلنا مؤهلين للأمجاد هكذا يحتاج الجميع أن يصعد فى المسيح يسوع له المجد.يصعد فى الفكر و الإيمان و المحبة و لا سيما يترك جاذبية الأرض عن ميوله و إشتياقاته ليتيح مكاناً للروح القدس يكون فيه و يصعد به لير ما أعده الله لمحبى إسمه القدوس
ليس للصعود فى الروحيات آخِر أو منتهى.كما أن هناك اللازمن و اللامكان هناك أيضاً اللا حدود لأى مجد لا منتهى فى كل شيء لذلك فالصعود فى الأبدية لازم و دائم.تظل من صعود لصعود و من مجد إلى مجد.إنها طبيعة الأبدية أن تظل فى صعود مستمر.فى نمو متتال بلا توقف أو تحسب أنك أدركت كل شيء بعدها.فالحياة مع الثالوث الأقدس لا يمكن إجتياز بحورها اللانهائية.لكنك عند كل مرة تُحسب كاملاً بحسب مجدك.
- حين صار القديس فى الروح صار العرش قدامه فى السماء.مع أنه هو فى السماء أيضاً.هذا يعني أن الصعود لم يصل إلى آخره.لا زال يبصر العرش دون أن يقترب منه.لكنه سيقترب فيما بعد.بدأت كل الأحجار الثمينة تأتي على روحه لكي يصف ما يراه.هذا كاليشب و ذاك كالزمرد و هذا كالعقيق و آخر كالذهب لقد كانت هذه أثمن الأحجار و الأوصاف فما وجد غيرها ليكتبها للأرضيين لكن حين تصير فى الروح لن تر اليشب أو العقيق أو الزمرد و الذهب بل سترى الأوصاف الأبدية التي يضعها الروح لكل ما ترى فى المسيح كما رأى القديس فى الجالس على العرش.
- ستتعلم أوصاف الروح الأبدية و مجد السمائيات و تنسي أحجار الأرض الثمينة فلن تعد ثمينة و لا موجودة فيما بعد بل سترى كم الأبدية ثمينة و مسيحنا القدوس أثمن من كل الوجود الذى عرفته و رأيته و إشتهيته من قبل. لذلك يذكرنا يوحنا الرائي أن ما رآه يشبه و يشبه و يشبه لأنه يقوم بالتشبيه لنا بما نعرفه لا بما يعرفه هو حين صار فى الروح.و كما يرصع الذهب بالأحجار الكريمة فتزداد قيمته ها هو المسيح العظيم يرصع الملائكة بوجهه المنير بكل ألوان ثمينة فيأخذون من نوره نوراً و من مجده مجداً و هكذا سيحدث معنا فى السمائيات سيكون المسيح إكليلنا المرصع.
- كيف نصير فى الروح من دون سبعة أرواح الله أى الروح القدس الكامل العامل فى السبعة مصابيح نار متقدة قدام عرش المسيح.هذا عمل الروح لكي يجعل كل من ينال وساطة المسيح متملكاً فى الروح فيصير في الروح لكي يدرك الجالس على العرش.بل و ينال منه شركة السمائيات.
-لابد أننا سنصعد ذات يوم بنعمة روح الله و بوساطة إبن الله و سنصير جميعاً فى الروح ما أجمله يوم.أما على الأرض فيمكن أن نتذوق بعضاً من المجد لو كنا فى الروح.يمكن أن ننسى الجسد وقتاً ثم نعود.
-يمكن كما أمكن القديس بولس أن يقول عن نفسه أفى الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم الله يعلم.هكذا علمنا أن إنطلاق الروح ممكنة.و عودتها مذخرة بخبرات سمائية ممكنة أيضاً لكي نثق أن المسيح كما وعد تلاميذه القديسين أن يجلسوا معه فى عرشه وعد أيضاً التائبين و المستندين عليه و رافضي اليأس و الخطية .للقلوب التي إمتلأت محبة وحناناً .للنفوس العفيفة و لكل من يسعى لينال وعده الأمين.المسيح مات من أجل الكل و هو على عرشه سيهب الذين قبلوه أن يكونوا معه و يصيرهم فى الروح لكي يتنعموا فى الأبدية.هلموا نصعد فى محبتنا للمسيح و للجميع و ثقتنا فى شخصه المبارك و إنقيادنا لروحه القدوس و حبنا للآب فننجو.