جريمة بشعة وغامضة حيرت رجال الأمن على مدى 15 يوما حتى نجحوا في فك طلاسمها، بعد العثور على جثة متفحمة أمام قبر داخل المقابر بمنطقة عرب راشد بمدينة حلوان، بعد دفنها بيوم جراء وفاتها بفيروس كورونا، الأمر الذي بات غريبا وغامضا لدى ضباط المباحث لبشاعة الجريمة وهولها لانتهاك حرمة الموت ونبش قبر واستخراج جثة وحرقها بعد التعدي عليها جنسيا، ليشاء القدر أن تنكشف الجريمة ويتمكن رجال المباحث من القبض على المتهم وتقديمه للعدالة ويعاقب بالسجن المشدد لمدة 15 عاما.
بلاغ بجثة محترقة
بداية الواقعة بتلقي قسم شرطة حلوان، بلاغًا من حارس مقابر بالعثور علي جثة سيدة محترقة ملقاة أمام إحدى المقابر بعد دفنها بيوم، جراء وفاتها بفيروس كورونا.
وبالانتقال والفحص تبين أن السيدة موظفة بمستشفى حلوان العام، وأصيبت بفيروس كورونا وتوفيت جراء الإصابة، وقام عائلتها بدفنها في مقابر عرب راشد.
المتهم
حل اللغز
وبعمل التحريات التي استغرقت 15 يوما نجح رجال المباحث في تحديد هوية المتهم وضبطه، وتبين أنه يدعى مصطفى محمود، وشهرته بسبوسة.
واعترف المتهم بارتكاب الجريمة واستخراج جثة المتوفاة وممارسة الجنس معها وحرق جثتها، بدافع الانتقام من حارس المقابر لوجود خلافات سابقة بينهما على حراسة.
عقوبة رادعة
قضت الدائرة 13 جنايات، برئاسة المستشار محمد عامر، بمحكمة جنايات القاهرة المنعقدة في التجمع الخامس، جلسة محاكمة «تربي حلوان»، المتهم بنبش أحد القبور في منطقة حلوان، واستخراج جثة فتاة حديثة الدفن، بعد وفاتها متأثرة بفيروس كورونا المستجد، 15 سنة مع الشغل.
أستاذ علم نفس: المتهم مصاب بالنيكروفيليا وجماع الأموات
دكتور أحمد فخرى
تعليقا على الواقعة قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك المساعد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، إن جماع الأموات أو النيكروفيليا هو انجذاب جنسي أو فعل جنسي إلى الجثث، يصنف الانجذاب على أنه أحد أنواع الشذوذ الجنسي تبعاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين.
وأرجح من خلال ملابسات الحادث أن هذا الرجل يعانى من تلك الحاله الشاذه وهذا نوع من الاضطرابات النفسية وليس اضطراب عقلى والفرق فى الاضطراب العقلى أن المريض يفقد قدرته على الحكم على الأمور ويفقد تحكمه فى سلوكه أما الاضطراب النفسي فنجد أن المريض لديه الوعى بتصرفاته ولديه القدرة على التمييز والحكم على الأمور.
وتابع "فخري"، نجد أن تلك الحالات الشاذة لها تاريخ مرضى منذ الصغر ارتبط بخبرات من الإساءة والعنف والاعتداءات الجنسية والعنف الجسدى وأيضا خبرات من التفكك الأسرى والصراع داخل الأسرة وفى أكثر الحالات نجد تعاطى المواد الإدمانية أثناء ارتكاب تلك الممارسات وأحيانا نجد أن المريض لديه عنف داخلى موجه نحو الآخرين.
وقيام المتهم بحرق الجثه بعد ارتكاب جريمته هو نوع من التطهر والخلاص من الذنب وهذا ما يدفعه إلى إشعال الحريق للتخلص من النجاسة والذنب فى نفس الوقت وأحيانا بدافع التشفى والتلذذ برغبة الانتقام.
أجد أن مثل هذه الحالات تتطلب مع العقوبة المفروضة عليها أن يتم إجراء تقييم نفسي شامل ودقيق لتقديم العلاج النفسي المناسب ومتابعة سير تقدم الحالة من أجل إعادة تأهيلها من جديد.
وأكمل هذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر لمؤسسات التنشئة والتربية والتعليم أن تقيم وتتابع بدقة سلوكيات الأطفال سواء تقديم الدعم للأسر والأطفال المعرضين للخطر أو لديهم اضطرابات منذ الصغر لوقايتهم وتقديم الدعم والخدمات النفسية والإرشادية لهم وكذلك اكتشاف تلك الحالات المضطربة داخل المدارس ومؤسسات الرعاية وتقديم الدعم النفسي لهم ومن خلال حملات التوعية النفسية التى تقدم فى وسائل الإعلام للتوعية بخطورة تلك الأمراض النفسية على الفرد والأسرة والمجتمع.