(ما لم تسمع به أذن)
كتبها : Oliver
- لم تسمع أذن بشرية حواراً بين أقانيم الثالوث. قليلاً ما تكلم الكتاب عن هذا لأن تركيزه كان علي حوار الثالوث مع الإنسان. كما أن البشر ليسوا مؤهلين لسماع لغة الأقانيم في حوارهم اللاهوتي الخاص.
أما في الأبدية فإن الأقانيم ستستعلن في كمال مجدها و نسمع حوار الإبن مع الآب و الروح القدس مع الآب و الإبن و نصير منذهلين كيف صرنا نحن حديث الثالوث الأقدس.هذا ما لم تسمعه أذن بعد و لا نعرف له وصفاً.
- مرة تكلم داود النبي عن حوار الأقانيم بقوله : قال الرب لربي إجلس عن يميني. الآب يكلم الإبن. و الأناجيل تذكر أحداثاً قليلة مثل شهادة الآب للإبن عند صعوده من المعمودية بقوله هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت. و مرة ثانية هذا هو إبني الحبيب له إسمعوا. لكن الوحي صمت عن الحوارات الكثيرة التي كانت تدور بين الآب و الإبن.
حين كان الرب يسوع يذهب إلي الجبل وحده و يختلي بالآب. هذا ما لم تسمعه أذن و سنسمعه و نعرفه و نمجد الثالوث لأجله.
- تعودنا أن نسمع الرب يحدث البشر. لكننا لم نسمع كثيراً و لا نعرف كيف يحدث الملائكة. اللغة السمائية لم تصل آذاننا بعد.سنوهب لغة الأبدية . سنتعرف بفرح عليها بل نقتنيها و نصير كملائكة الله نسمع من الله حواره معنا بلغة الملائكة. هذا ما لم تسمعه الأذن بعد لكنها في الأبدية ستسمعه.
- مرات عديدة قال الرب لتلاميذه القديسين و لنا عندي كلام كثير لأقوله لكنكم لستم تحتملونه الآن. هذا ضمن ما لم تسمع به أذن و سنسمعه. كذلك قال لهم رموز و أمثال عن ملكوت السموات و قد فهمناها بمستوانا البشري السطحي لكن حينما نصير في السماء ستسمع الأذن الشرح العميق و المعني الكامل لملكوت السموات هذا الذي لم تسمعه بعد لأننا في جسد ترابي لا يستوعب السمائيات كما ينبغي.
كثير من الأسرار الإلهية لم تنكشف لنا. لكن حين تصبح علاقتنا بالثالوث وجهاً لوجه في ملكوت بلا أسرار تسمع الأذن ما لم تسمعه من قبل و يأسرها أسرار محبة الله فتنشغل بالشكر والتسبيح بلا فتور.
- و نحن علي الأرض يشفع فينا الروح القدس بأنات لا ينطق بها. هو يشفع و نحن لا نسمع ما يشفع لنا به. في السماء لن تخفي علينا هذه الشفاعة و لن تتوقف لكننا سنسمع ما لم نسمعه من قبل من لغة الروح القدس. صحيح أنها لن تكن أنات فيما بعد لكن الشفاعة ستكون من أجل المجد و الأفراح بكلام سماوي إلهي لم تسمعه الأذن من قبل وستسمعه.ستصير لنا أذنان للسمع و سنسمع ما يقوله الروح في السماء.
- كلنا نقرأ الإنجيل هنا في أرض الظلمة. نفهم بعضه و نعمل قليلا منه و نقصر في الكثير. أما في الأبدية فسيكون الإنجيل خارج من فم الله له المجد بذاته. سنسمعه بتفسيره الكامل سنسمعه و مقاصد الله تتلألأ من فمه القدوس. سنسمعه بأذن سماوية لا تفرط في جوهرة منه.
ما قيل في آذاننا علي الأرض و لم نفهمه سيقال ثانية علي السطوح و سنفهمه بالكمال. و ستسمع الأذن الكلام كما لم تسمعه من قبل.
- الرب لم يقل لنا كل شيء علي الأرض. يوجد الكثير و الكثير مما لم نتعلمه و سنتعلمه. سنتعلم من الله ذاته. و يتم الكتاب القائل و يكون الجميع متعلمين من الله يو6: 45 . سيعود التعليم لمنبع التعليم المعلم الصالح وحده. و تصير تلمذة أبدية تحت قدميه. يضمنا بالحب و يعلمنا بشخصه له المجد. نجلس تحت قدميه بفرح و نسمع ما لم تسمعه أذن.
- ما لم تسمعه أذن هو صوت الله االشخصي لكل إنسان. مدح الله بنفسه للذين كرموه و خدموه بكل قلوبهم علي الأرض. سيسمع المفديون شهادة المسيح لهم قدام الآب. لم تسمع أذن هذه الشهادة علي الأرض لم تسمع أذن وساطة أقنوم المسيح لأقنوم. نؤمن بها و نستفيد منها لكننا لا نسمعها. في السماء سنري و نسمع الوساطة عياناً. سنتمتع برب المجد يشهد لنا نحن الصغار. سنسمع ما لم تسمعه أذن من الحب الإلهي.
- ربنا يسوع نشتاق أن نسمعك و نراك و نلتصق بك إلي الأبد متحدين في شركة مع الثالوث بغير إنقطاع. يا روح الله أعدد فينا الأذن السمائية و كمل فينا الحواس السمائية حين تتعطف بتغييرنا من ترابيين إلي سمائيين. لأننا بالحقيقة نعيش علي رجاء ما لم تره عين و ما لم تسمع به أذن و ما لم يخطر علي قلب بشر.