بقلم جورج حبيب
ضاق الخروف بتبعيته للراعي
واحس انه كبير وكم هو عالي
ايظل طوال عمره منه يبالي
يتبعه وهو في الامر يغالي
اما ان الاوان ليستقل بذاته
يجري هنا وهناك كغيره
يجتاز ايما يشاء
وليكن كل شيء له مباح
وقرر الفرار من الراعي
ووقف عنه بعيدا في الاعالي
وظل الراعي ينادي
والخروف فرحا لا يبالي
فقد اصبح حرا
وملاه ذلك زهوا
والراعي يبحث ويدور
وعنه يفتش في الربوع
اين انت يا صغيري
لما بعدت عن عيوني
والخروف يجري منتشيا
وراسه لفوق وليس مرتعبا
والراعي ظل ينادي
يبكي خروفه في الليالي
وفجاة سقط الخروف في حفرة
ظن ان يخرج منها في لحظة
وحاول في كبرياء
وظل يحاول في عناء
ولكن الفشل صاحبه
والصواب في الخروج جانبه
وظل يبكي لعل الراعي يجيب
ولانقاذه يسرع ويعين
واتي الراعي سريعا
وله مد يده معينا
ومن الحفرة اخرجه
وترورقت عيناه وعاتبه
لما فعلت بي هذا
احببتك وطلبك كان مجابا
قال هذا كبريائي
علمني اياه شيطاني
ولكني ادركت اليوم درسا
لا خلاص لي وكم انا بك بهجا
وحمله الراعي علي منكبيه
ودموعه تجري علي وجنتيه
يا حبيبي من اجلك تركت السما
لافديك وتنعم اليوم وغدا
فلما تتركني وحدي
من ذا يرعاك الا انا وحدي