بقالم : الدكتور مجدى شحاته
بعد وصوله الى البيت الابيض فى يناير من العام الماضى ، والرئيس الامريكى جو بايدين يخطط فى قطع سبل التواصل وتقليص المساحات المشتركة بين واشنطن وموسكوالتى بناها الرئيس السابق دونالد ترامب خلال مدة رئاسته الوحيدة . وتبنى الرئيس بايدين سياسة ( عدم الوفاق ) ضد روسيا ، بالهجوم الشخصى على نظيره الروسى فلاديمير بوتين .
أثار الرئيس الامريكى جو بايدن سلسلة من التصريحات الكلامية المثيرة للجدل والمخالفة للأعراف الدبلوماسية فى حق نظيره الروسى الرئيس فلاديميربوتن . جاءت التصريحات فى وقت بالغ الاهمية والخطورة قبل واثناء الحرب الاوكرانية والتى تضع العالم فى أجواء حرب عالمية ثالثة . تصريحات خلقت مواقف محرجة ومقلقة فى اروقة البيت الابيض ، حيث اشار خبراء سياسيون ومحللون متخصصون فى الشأن الدبلوماسى ان مثل هذه التصريحات عندما تصدر من رئيس دولة بحجم الولايات المتحدة الامريكية ، ضد رئيس دولة كبرى لها مكانتها مثل روسيا وفى وقت حرج للغاية ، يعتبر أمر فى منتهى الخطورة ، يبتعد تماما عن أصول الاعراف الدبلوماسية ويوصل العلاقة بين الدولتين الى حافة الخطر.
عندما كان جو بايدن نائبا للرئيس اوباما سأله صحفى مشهور( جورج ستيفانوبولوس) فى شبكة ABC الامريكية ، عما ان كان يعتبر الرئيس الروسى بوتين ( قاتل ) فأجابه بايدن " نعم أعتقد ذلك " واضاف بايدن محذرا " وسيدفع الثمن غاليا ". وعلى الفور استدعى الكرملين السفير الامريكى فى موسكو للتشاور وتقييم العلاقات بين البلدين . بعد نشوب الحرب الاوكرانية وفى تصريح للرئيس الامريكى حدث يوم السبت 26 مارس من العام الحالى وصف الرئيس الروسى بانه ( كاذب ). فى توصيف جديد قال الرئيس الامريكى جو بايدن عن نظيره الروسى فلاديمير بوتين وذلك يوم الخميس 27 مارس الجارى فى احتفال بمبنى الكابيتول اثناء الاحتفال ب ( عيد القديس باتريك ) " الجمهورية تقف جنبا الى جنب ضد ديكتاتور .. قاتل .. وبلطجى خالص ، يشن حربا غير اخلاقية ضد شعب اوكرانيا " وأضاف " يدفع بوتين ثمنا باهظا جراء عدوانه " . فوق كل ذلك كان الرئيس بايدن قد صعد من لهجته بيوم واحد واصفا الرئيس بوتين بانه " مجرم حرب ". فى المقابل علق المتحدث الرسمى باسم الكرملين ديمترى بيسكوف ان وصف الرئيس جو بايدن لنظيره الروسى بوتين بانه ( مجرم حرب ) " امرغيرمقبول ولا يغتفر" ، مضيفا انه " لا يمكن التسامح مع صدور هذا الوصف من رئيس دولة قتلت قنابله مئات الآلاف فى العالم أجمع" . وخلال تفقد الرئيس الامريكى احدى معسكرات اللاجئين الاوكرانيين فى العاصمة البولندية وارسو، وصف الرئيس بوتين ب ( الجزار ) ردا على سؤال عن رايه فى الرئيس الروسى !!. ضمن قمة التصعيد للهجوم الشخصى من الرئيس جو بايدن ضد نظيره الروسى فلاديمير بوتين ، ما جاء فى كلمة القاها بايدن فى العاصمة البولندية وارسو عندما قال بايدين " بحق الله ، لا يمكن لهذا الرجل ( بوتين ) ان يظل فى السلطة " . الامر الذى اعتبره خبراء ومحللين فى الشئون السياسية بانه تصريح خطير يحرض الشعب الروسى للانقلاب على رئيسهم او بمثابة دعوة صريحة لتغيير النظام !! الامر الذى دعى الخارجية الروسية من استدعاء السفير الامريكى فى موسكو جون سوليفان وتقديم احتجاج رسمى بهذا الشأن . كذلك وصف السيناتور جيمس ريتش فى لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ بان التصريحات ( خطأ مروع ) وان الامور ممكن فى تسبب ( مشاكل ضخمة ) . كلام بايدن تسبب فى حالة شديدة من الحرج والارتباك داخل الاوساط السياسية فى البيت الابيض، مما دفع المسؤلون باصدار بيان فى محاولة للتخفيف من وقع الخطأ الدبلوماسى والسعى وراء ايجاد تبريرمناسب حتى لو كان غير مُقنع او معقول من وراء العبارة التى قالها بايدن فى حق بوتين . وصرح مسؤول البيت الابيض " ما أراد الرئيس قوله انه لا يمكن السماح لبوتين بممارسة سلطة على جيرانه أو على المنطقة . لم يكن يتحدث عن حكم بوتين فى روسيا ولا عن تغيير النظام " . بعدها قال وزير الخارجية الامريكى انتونى بلينكن : " بالنسبة لنا لا يتعلق الامر بتغيير النظام فى موسكو ، على الشعب الروسى أن يقرر من يريد ان يقوده " .
فوق كل ذالك صرح جو بايدن فى مؤتمر صحفى من البيت الابيض انه لن يتراجع ، ولن يعتذر عن ذلك ، ولن يسحب اى كلمة من كلامه .مؤكدا اذا كانت تصريحاته قد ستسبب فى رد فعل سلبى من ناحية الرئيس بوتين قال بايدن : " لا أهتم بما يظن ، سيفعل ما سيفعله بغض النظر "
اذا كان العالم يبحث عن مخرج وحل للحرب الوكرانية التى تضع العام فى أجواء حرب عالمية ثالثة . ولا شك ان اى حل ( دولى ) لابد ان يتطلب تواجد واشتراك كلا من واشنطن وموسكو والسؤال : هل من اليسير ان يحدث ذالك فى ظل ما تم ذكره ( باختصار ) عن تصريحات الرئيس الامريكى جو بايدن وكما جاءت فى كافة وسائل الاعلام العالمية ؟