رغم جسدها النحيل، تحمل سيدة خمسينية الأنابيب على منكبيها، فهي السند لأبنائها الـ6، بعد انحناء ظهر زوجها، الذي يكبرها بـ15 عاما، فقصة حبهما تشبه الأفلام الرومانسية.  

صفية فاروق، 55 عاما، تزوجت في عمر 14 عاما، لتبدأ رحلة من الكفاح لم تذق فيها طعم الراحة، عندما قررت مساندة زوجها القهوجي في عمله، منذ أول يوم لها في بيت الزوجية تأخذ طلبات زبائنه وتساعده في تحضيرها، غير آثمة على نفسها بل راضية هنيئة بما تفعله، رغم انحناء ظهرها، حسب حديث «صفية» في بث مباشر لـ«الوطن»: «كنت صغيرة لما اتجوزت بس وقفت مع زوجي في القهوة، وعمري ما اعترضت دايما واقفة جمبه»
 

أمل جديد
يحكي محمد إبراهيم، زوج «صفية»، 70 عاما، عن كفاحها معه فقد وقفت إلى جانبه عندما كان لا يملك شيئاً، سوى محل صغير بالايجار لبيع الشاي والقهوة، وعندما ضاقت الظروف خاصة بعد إنجابهما لـ6 أبناء اضطروا جميعا لمغادرة المدرسة بسبب الظروف الصعبة، التي وصلت إلى حد إغلاق الزوجان القهوة، ليواصلا رحلة جديدة بين الأنابيب، حسب كلامه: «الدنيا ضاقت بينا والشغل مكنش جايب همه، دورنا على حاجة تانية ناكل منها لقمة عيش والحمد لله ربنا كرمنا واشتغلنا في أنابيب الغاز».
 
رحلة كفاح «محمد» و«صفية»
40 عاما من الشقى والتعب، يتوجها رباط الحب، رغم فارق العمر بينهما من خلال العمل بين الأنابيب الذي استنزف طاقتهما، وزاد الأمر مشقة بعد مرض «السبعيني» وخضوعه لإجراء عملية الفتاق، وعلى إثرها لم يستطع العمل بقوة كما كان في السابق، لتتحمل «الخمسينية» المسئولية كاملة من حمل الأنابيب وتوصيلها للزبائن وتركيبها لهم، ورغم كل هذا لم تمل أو تكل في يوم بل ترى نفسها في عيون زوجها، حسب «محمد»: «ربنا رزقني بزوجة صالحة وقفت في ضهري لما تعبت بنصحى الصبح نفطر ونشرب الشاي سوا، وبعدين نركب على عربية خشب بحصان وأنا يدوب بخبط على الأنابيب عشان الناس تسمع وتيجي، وهي  تشيل الأنبوبة على كتفها وتوصلها لحد بيت الزبون، وبنملي الواحدة بـ79 جنيه ويدوب بنكسب فيها جنيه أو 2 جنيه».
 
غسالة وشاشة وخلاط
تمكنا «محمد» و«صفية» من زواج ابنهما وبناتهما الأربعة، وتتوقف جوازة الخامسة على غسالة وشاشة تليفزيون وخلاط، حسب «محمد»: «نفسي أجوز بنتي الأخيرة عشان لو جرالي حاجة أطمن عليها، حد يساعدني أجيب الـ3 أجهزة دول».