مدحت بشاي
فى متابعتى فى البداية لما نشر عن أخبار الدراما الرمضانية لهذا العام أزعجنى غياب فرسان الكوميديا عن مسلسلات العام.. لن نرى يحيى الفخرانى وعادل إمام ومحمد إمام وياسمين عبد العزيز ودينا سمير غانم، ولكن هناك زخم من الأعمال الكوميدية مع فرسان قدامى وجدد، وهو أمر طيب ومطلوب أن تفرز الدراما الجديد من المواهب كل عام.
ونأملها دراما كوميدية تعتمد ركائز قوية تتناول واقعنا وتستند إليه؛ لتترك للتاريخ صورة شاهدة عليه، وتترك لنا بسمة ممتعة فى زمن شح فيه الضحك، واتكأت الظروف الواقعية والمعيشية على كواهل المتفرجين، فغلفتها بطبقة تصادر كل حقوقنا ونصيبنا فى مجالات الضحك، أوبئة وأمراض وتبعات حروب تأتينا بكوارث معيشية، ولا ترحمنا البيئة ومتغيراتها المناخية لنعيش الفصول الأربعة فى اليوم الواحد.
يقول (برجسون) فى كتابه «الضحك» عن هذا الشأن: «جربوا اللحظة، الاهتمام بكل ما يقال، وبكل ما يجرى، تصرفوا بالخيال، مع أولئك الذين يعملون، تحسسوا مع أولئك الذين يتحسسون، وأعطوا أخيرا لودكم أوسع مداه، كما لو كانت هناك عصا سحرية سترون الأشياء الأكثر خفة تتخذ وزنا.. ابتعدوا بأنفسكم.. شاهدوا الحياة كمتفرج لا مبال، كثير من المآسى تتحول إلى كوميديا».
تشارك الفنانة يسرا خلال الموسم الرمضانى هذا العام بعمل كوميدى لأول مرة وهو مسلسل «أحلام سعيدة»، وتدور الأحداث حول 4 سيدات فى منتصف العمر تجمعهن الظروف سويا ويواجهن العديد من المشاكل فى حياتهن يتم معالجتها بشكل كوميدى.
ويعود هذا العام الفنان أحمد مكى بالموسم السادس من مسلسل الكبير أوى بطولة أحمد مكى، رحمة أحمد، محمد سالم، بيومى فؤاد.
يشارك الفنان أكرم حسنى فى السباق الرمضانى بالمسلسل الكوميدى «مكتوب عليا»، كما يعرض خلال السباق الرمضانى الجزء الثانى من المسلسل الكوميدى فى «بيتنا روبوت» الذى تدور أحداثه حول المهندس يوسف الذى يبتكر روبوتا ويقوم عدد من الشركات بمنافسته.
وتنافس أيضا فيفى عبده فى رمضان هذا العام بالمسلسل الكوميدى «شغل عالى» والذى يشاركها فى بطولته الفنانة شيرين رضا.
ولا شك أن هناك فارقا كبيرا بين الضحك والكوميديا؛ فالضحك غريزة إنسانية فطر عليها الإنسان، نتاج تفاعلات كيميائة فيزيائية. وعلى سبيل المثال (الزغزغة) أو النكتة، أو غير ذلك من المثيرات الفسيولوجية التى تنتج الضحك، أو لعلها مقرونة بغريزة الانتصار فى وضع المقارنة أو ما يسمى نظرية الإحلالية عن شخص وقع فى مقلب تتعالى ذواتنا عليه. فالضحك يختلف تمام الاختلاف عن فن صناعة الكوميديا.
نأمل ألا تكون كوميديا هذا العام امتدادًا لكوميديا أعوام سابقة (وأستشعر ذلك من استعراض مؤشرات الأعمال)، فالتمكن من فنون الكتابة الكوميدية وإخراجها بات حرفة نادرة إلى حد بعيد للأسف.
وأوافق الكاتب الكبير وائل لطفى رئيس تحرير جريدة الدستور، فيما دعا إليه فى مقاله الافتتاحى الأخير وإعلانه احتياجنا للضحك.. كتب «نريد قناة تعرض فقط الأفلام الكوميدية القديمة والحديثة.. تعبنا من وجع القلب.. اعتبروا أننا نريد أن ننسى أو نحصل على هدنة أو استراحة.. لا أظن أن الأمر مقتصر على الضحك فقط رغم أهميته.. نحن محتاجون للاهتمام بكل ما هو روحى ونفسى وإعلائه على كل ما هو مادى وحسى.. لقد تحولنا عبر عقود إلى كائنات مستهلكة.. نعيش لنستهلك ونأكل ونمارس المظهرية».
نقلا عن المصري اليوم