حمدى عبد العزيز
لأنني لاأميل إلي السينما الأمريكية التي تهيمن عليها احتكارات هوليود بمعاييرها التجارية .. فدائماً مااجد ضالتي في مشاهدة السينما الأمريكية المستقلة والمتمردة علي هوليود ، ولذلك فإنني بالإضافة إلي أعمال السينمائيين من خارج أمريكا
انحاز إلي تجارب أثنين من أهم رواد السينما المستقلة الأمريكية وهما المخرجان الأمريكيان (بول توماس اندرسون) و(جيم جراموش) ..
فهما يقدمان سينما ليست مستقلة فقط من حيث ظروف الانتاج والتمويل ولكنهم يقدمون سينما متمردة من حيث الموضوع علي هوليود وعلي سينما الهيمنة الرأسمالية ، وفضلاً عن تمردهما علي صعيد الشكل والصورة واللغة السينمائية فإنهما يقدمان موضوعات تشكل نقداً جاداً ومريراً للنظام الرأسمالي وللهيمنة الرأسمالية علي البشر ..
هذا الحديث هو لأنني أشاهد للمرة الثالثة فيلم (ستكون هناك دماء .There Will Be Blood) للمخرج الأمريكي بول توماس اندرسون ، وهو الفيلم الذي اعتبره الكثيرون - واعتبره أنا - رائعة من روائع السينما العالمية ، وتحفة سينمائية مفعمة بأرقي العناصر الفنية والفكرية ، وبطل الفيلم الممثل البريطاني الأيرلندي دانيال دي لويس قدم في هذا الفيلم درساً فريداً في الآداء السينمائي يضعه في مصاف عبقريات الآداء السينمائي لدرجة أنني اعتقد أنه لو لو يقم في حياته سوي بآداء دوره في فيلمين فقط هما (القدم اليسري) للمخرج الأيرلندي جيم شيريدان ، و(ستكون هناك دماء) للعبقري توماس بول اندرسون لتكفل آداءه في هذين الفيلمين لوضعه في الصفوف الأولي لعباقريات الآداء السينمائي علي مدي تاريخ السينما العالمية ..
ارجوكم وادعوكم لمشاهدة فيلم (ستكون هناك دماء) للمخرج الاستثنائي المتمرد بول توماس اندرسون ..
ستعاينون الكثير من قصص الصراع المبكر علي الطاقة البترولية ، والصراع من أجل الهيمنة الرأسمالية وصراعات الهيمنة الدينية وعلاقتها بالرأسمالية.
لن استطرد
حتي اتيح لمن لم يشاهد الفيلم أو من لم يقرأ عناصره بعد أن يحلق في فضاءات قراءاته بمستوياتها المتعددة كيفما يشاء ..
ولنا لقاء آخر
احاول فيه تقديم قراءة مفصلة لهذا الفيلم الذي اعتبره حدثاً سينمائياً تاريخياً يستحق الإلتفات والقراءة الفاحصة التي تمسك بالدلالات التي يشع بها الفيلم وتستخلص منها الدروس الإنسانية الهامة ..
الفيلم موجود كاملاً ومترجماً علي موقع (إيجي بيست) ..