مفيد فوزي
ولما صارت الكرة (أفيون) الشعوب، وتكاد تكون فرحتها هى الفرحة الأعم والأشهر والأكبر بين ناس الأرض، أصبحت مصطلحاتها نمط حياة!. وقد أردت أن أشغل مساحة حرية ببعض القضايا، ربما المسكوت عنها أو المهمَلة، ولكن الحديث عنها يسلط الضوء عليها. وأظن أن الوعى بها ضرورة.
■ محنة اللغة العربية
أحفادنا لا تطيب لهم لغتنا العربية ويفضلون الكلام باللغات الأجنبية. لا تسأل لماذا. ربما كانت طريقة تدريسها عقيمة. ربما كانت الأمثلة من الشعر المختار سقيمة، وربما كان النحو بغيضًا.. ولهذا يهجرها أحفادنا إلى اللغات التى يسهل التعامل بها!.
ولعل هذه الظاهرة تبدو واضحة فى المدارس الأجنبية ومدارس اللغات، حيث لا جدية فى تدريس العربية، وحيث قلة أعداد مدرسى العربى، وحيث إن هذا الصنف من التعليم لا يأخذ الأمر جادًا!.
أما مدارس وزارة التربية والتعليم فهى لا تختار المدرس المؤهل لتدريس لغتنا الجميلة. إن مدرس أى لغة هو الأسلوب والشخصية. لا أنسى سيد أفندى عبدالله، فقد عشقت اللغة من أسلوبه وشخصيته، ومن هذه النقطة يجدر بنا أن نراجع أسلوب انتقاد مدرسى اللغة العربية وطريقة تعليم مناهجها فهى هوية المصرى وعلم بلاده.
■ التمريض فى مستشفيات استثمارية
أكتب وفى رأسى مئات الشكاوى من ممرضات المستشفيات الاستثمارية، ولا ينبغى التعميم لأنه ظالم، لكن الشكوى بالدموع من الأهل المصاحبين للمرضى رغم بذل العطاء لهن بسخاء، لكن المشكلة ليست فى المهنة بل فى حجم (الإنسانية) فى الممرضة. هناك ممرضات يستحققن لقب ملائكة الرحمة وهن قليلات، والشكوى من الأغلبية منهن كثيرة.
وسمعت طبيبًا يقول: (ممرضة الأمس كانت بنى آدمة).. وهذه شهادة مهمة.. وناهيك عن مستشفيات الحكومة، أقصد الميرى!. فالكلام يطول عنها ولا أبخسها حقها فى دورها فى زمن الجائحة الملتهب، فقد كان الطبيب والممرضة فى درجة الكمال.
حين قلت التمريض فى مستشفى استثمارى، قصدت أن الممرضة تتقاضى راتبًا معقولًا.
■ مشوار الربع ساعة فى ساعة!
عادى جدًا أن يأخذ مشوار الربع ساعة ساعة. وفى فصل الصيف يكون العذاب مضاعفًا. والسبب وحيد: وهو إصلاحات تتم فى المحاور، ولذلك يحدث التكدس المنطقى. وهو تكدس طويل الأمد.. والذى يهرب من المحور إلى الدائرى يجد أنه ليس وحده الذكى، فقد سبقه المئات إلى نفس التفكير. والمذهل أن التكدس يُعظم ساعات النهار وطيلة أيام الأسبوع. وربما بعد الإصلاحات فى الكبارى والميادين أقول: ربما تعود السيولة، أو مشوار الربع ساعة يستغرق دقائق لا أكثر!!.
■ كبارى المشاة..
من اسمها تستنبط أن الكبارى (للمشاة).. وبكلمات أخرى: الدولة تحافظ على مواطنيها بإنشاء كبارى تسهل حركتهم بدلًا من العبور المتشيطن من جانب إلى جانب، ووارد الحوادث مهما كنتَ حذرًا. لست أدرى، كيف نقتلع عادات نفسية وذهنية راسخة فى المخ وأهمها العبور سيرًا وليس العبور من وسيلة الكوبرى الآمنة.. هل نقدم إعلانًا على شاشة التليفزيون يقول (العبور الآمن)، أم أن العادات الذهنية والنفسية أشد تأثيرًا؟!.
■ ماسبيرو لا يجدد أجهزته
لاحظت مجرد ملاحظة أثناء زيارة تليفزيونية لبيتى لإجراء حوار مطول معى على شاشة (نايل لايف) أن الأجهزة (أجهزة التصوير والصوت فى ماسبيرو) لا تزال كما هى لم تتجدد بعد!.
ولا أدرى كيف يفكرون فى ماسبيرو، صانع وعى ووجدان المصريين!.
ولا أدرى مصير هذه الأجهزة بعد الاستخدام الطويل الممل!.
ولا أدرى هل هناك دعوة تشير إلى تحديث هذه الآلات!.
ولا أدرى هل سيبقون على قنواته أم يستخلصون منه كهلًا!.
المهم أن ماسبيرو رمز مهم كالهرم الأكبر، هو حصن الفن والثقافة.
■ خشية الحسد
دقة المعلومة تعتمد على الرقم الصحيح، ولكن فى مهمة جمع معلومات وخصوصًا الإحصاء، فإنه يحدث إخفاء الحقيقة من البعض، متعلمًا أو جاهلًا، فهو أو هى لا تعطى موظف الإحصاء الرقم الصحيح لعدد الأولاد، وذلك منعًا للحسد.. فإذا كان الأولاد ثلاثة، قال عندى ولد واحد!، وإذا كان الأولاد 8، قال ثلاثة فقط، لأن الخوف من الحسد قائم..!.. ولكن هذا خطأ حضارى!.
■ مذيعة أطفال
بعد نجوى إبراهيم وبقلظ، لا توجد مذيعة أطفال مثقفة تبصّر أطفالنا بضرر الموبايل، فقد صار طفل الخامسة فى يده موبايل وغالبًا ما يختلى به (و.. يفصّصه)، فالموبايل عالم سحرى خاص، وليس لدينا المذيعة المثقفة القادرة على مخاطبة الأطفال وكسب ثقتهم بشرط أن يتعلقوا بها. إلى الآن، لم ننجح فى اكتشاف ماما نجوى أخرى أو ماما سلوى أخرى. لابد من انجذاب الأطفال إلى مَن تخاطبهم. ولكن كيف نعثر على مذيعة تتوافر فيها الجاذبية والشخصية و.. الحنان؟.
هذا هو المهم.
■ كواليس
جمعت (100 حدوتة وحكاية من كواليس علاقاتى وحواراتى)، وكتبت الحواديت والحكايات بصيغة التغريدات، لتسهل القراءة كما يفضل الشباب. جمعتها فى كتاب يحمل اسم «كواليس»، وهو حكايات لها معنى وربما مغزى.. هى حكايات لم أذكرها ولكنها حدثت فى حياتى العملية والمهنية، بيد أنها تحمل رسالة بين السطور.