الكاهن القبطي من أكثر الشخصيات القبطية التي يتعرض لمضايقات واضطهاد وإساءة وتطاول باستمرار ومعهالسيدات والبنات الفبطيات .
لماذا ؟!!
لأن شكلهم مميز ومعروف هويتهم من أول نظرة .!! ، فالبنات والسيدات لأنهم غير محجبات بعد أن نجح الإخوان في جعل الحجاب علامة دينية تميز بين المسيحية وغير المسيحية .
والثاني الأب الكاهن حيث شكله مميز ومعروف من ملابسه والصليب الذي يرتديه والعمه فهي ملابس تظهره من اول نظره لاي شخص مسيحي وأنه كاهن قبطي ارثوذكسي .
والتاريخ البعيد والحديث والمعاصر يحكي لنا عشرات أو مئات المرات التي تعرض فيها الآباء الكهنة الأقباط الي ضيقات أو مضايقات أو حوادث عنف انتهى كثير منها الي القتل .
فحادثة ابونا ارسانيوس لم تكن الاولى ، ولن تكون الأخيرة ، فيكفي أن هناك على الاقل ثلاثة كهنة تم استشهادهم على يد متطرفين في السنوات الأخيرة .
والكاهن القبطي يتعرض لمضايقات وتحرش لفظي ، واحيانا فعلي ، ربما في كل يوم يحرج فيه الي الشارع .
سخرية أو ألفاظ نابية أو مضايقات حتى من أطفال صغار ، ولا انسى عندما قص أحد الآباء أنه تعرض الي سخرية من شخص معوق !!!
فالجميع من صغره رضع التعصب وافكار الكراهية ضد ما هو مسيحي وبالطبع الكاهن على رأس هذه الرموز التي يستوجب المضايقات والإساءة
اسالوا أي اب كاهن كم من المرات تعرض الي مثل هذه الأمور وبأي الاشكال وستسمعوا قصص لها العجب .!!
لماذا ؟
الكاهن مثله مثل الكنيسة وبها منارة عليها صليب ، شكلها يزعج المتطرفين ، ويستفز المتعصبين وبهيج شيطان الإرهابيين لذلك يكون سعي دائم الي التخلص منه أوعلى الأقل التنكيل به والإساءة إليه وهذا أبسط الأمور .!!!
و لأن ثقافة المجتمع كانت ومازلت ثقافة متشبعة بكثير من أفكار التطرف والكراهية ضد الأقباط وكنايسهم ونسائهم واباؤهم .
افكار غذاها تيار متطرف على مدار قرون وبعد أن تراجع هذا التيار في النصف الأول من القرن العشرين عاد للظهور بقوة وعنف مع بداية السبعينات ، وعندما اخترق الفكر الوهابي المتطرف مجتمعنا المصري فبعد أن كان المجتمع وصل إلي قدر كبير من التسامح ، وقبول الآخر في القرن العشرين تقهقر للخلف وتحول مع الوقت الي مجتمع أكثر تطرفا وكراهية وعنفا ضد الآخر بل ازداد التطرف والعنف عن البلدان التي صدرت لنا افكار الكراهية والتطرف هذه !!!
وبالطبع اول هذا الآخر هم أقباط مصر .!!!
أن حوادث الإرهاب ضد الآباء الكهنة ولا اتكلم فقط عن الحوادث المعروفة والتي تنتهي بالقتل ولكني اتحدث عن الحوادث المتكررة وتحدث باستمرار أنها نتاج فكر متطرف أصبح منتشر كالسرطان في مجتمعنا ينتشر وينهش في جسد المجتمع دون أن يتم معالجته بشكل جيد .
فقط مسكنات لمرض خطير . التطرف والعنف أصبح ثقافة في مجتمعنا.
الكراهية أصبحت منتشرة بشكل يقلق .
الاخلاق بدأت في مرحلة انهيار مع انتشار التدين الشكلي وكلما زاد التدين الشكلي زادت الكراهية والعنف وزاد الفساد وانهارات الاخلاق . والدليل ما نعيشه من أمور سيئة وتزاداد سوء مع الوقت داخل مجتمعنا !!!
وللاسف ربما يكون هناك رغبة عند البعض في تغيير هذا الواقع الأليم ولكن لا توجد خطوات جادة في العلاج . فكما ذكرت الورم لا يمكن أن نعالجه بمسكنات لكن علاجه الاستئصال ثم علاج اثاره الي أن يتعافى الجسد مرة أخرى وهذا لم يحدث الي اليوم .!!!
نعود مرة أخرى الي الكاهن القبطي والذي عندما يرتدي ملابس الكهنوت السوداء يحمل صليب ونير ثقيل صليب الاضطهاد ونير المضايقات اليومية والحوادث التي كثير منها مدبر بشكل أو بآخر !!
الكاهن القبطي بالتحديد بشكله المميز المعروف الذي يثير الشياطين وما أكثر الشياطين في مجتمعنا .!!!
لذلك نجد باستمرار حوادث عنف ضد الكهنة الأقباط . حوادث يعلن القليل منها ولا يعلن الكثير جدا منها .!!
وهنا اذكر الكاهن القبطي بالتحديد فهو دائما المستهدف وهو الصيد الثمين لدى المتطرفين والارهابيين وهو الذي يزعج أبناء ابليس وهو الذي يعاني ويحتمل دون أن يتكلم .!!!
نصلي أن يعطي الرب معونة وقوة لكل آباءنا الكهنة وان يتم تغيير هذا المجتمع الي الافضل ويكون أكثر تسامح ومحبة وقبول للاخر فما نراه من تحريض وعنف وتطرف حتى على مواقع السوشيال ميديا يدق جرس انذار عن خطر حقيقي أصبح موجود نتاج الأفكار المتطرفة التي ملأت مجتمعنا ..
الرب يحفظ كنيسته وشعبه ويحفظ بلادنا من كل شر وينفعنا بصلوات آباءنا الذين استشهدوا من أجل إيمانهم ومن أجل هويتهم المسيحية .
* عصام نسيم : الكاتب والباحث القبطى