بقلم : ماهر حبيب
الشمس تغرب وتغوص فى اعماق البحر والنور بخفت أخذا معه نهاية نهار ولكنه أخذ معه روحا بريئة لشخص ذهب بأبنائه لنزهة معتقدا انه بعيدا عن الشياطين ومرحبا بالحياة داعيا للفرحة والتأمل بأبناء كنيسته وعائلته نزهة لم يأذى بها أحدًا ولم يضمر كراهية لإنسان لم يرفع صوته ناعقا بصوت أجش يخيف الناس بل جمع محبيه حوله لصفاء الروح بصوت هامس ليصل الى قلوب مستمعيه.
وهناك فى جنح الظلام ضمر الشيطان الشر وشحذ سلاحه وأعد عدته لينقض على رجل لم يؤذيه ولم يصنع له شرا ضاربا عنقه فى مقتل فى ضربة محترفين مدربين فهو يعرف مكان الشريان الذى سيجعل ضحيته ينزف دماؤه فى ظرف دقائق لا تتعدى اصابع اليد الواحدة متمتما بهذيان واقول لا يفهمها البشر بل يفهمها مصاصى الدماء وعاشقى القتل والخراب منهيا مهمته التى تم اعداده لها بإتقان آمنا العقوبة ضامنا ثواب اقنعوه بها معلميه ان سفك الدماء هى غاية إلهية وان السماء تتزين بالافراح لأن الشيطان قد قتل انسانا بريئا.
وهكذا سالت دماء على رصيف البحر وإقترب المشهد من مشهد ذبح الاقباط على شاطئ البحر فالبحر هو نفس البحر والقاتل واحد والمقتول واحد والفكرة واحدة وان إختلف الزمان لكن هى امتداد لخط مستقيم لا يتقاطع معه خطا أخر فالقاتل فى جعبته الامان ولديه الدفوع التى سيقدمها لقاضى سبق ان أعطى البراءة لقاتل لانه هناك من قدم الدلائل التى تعطى براءة ظالمة ورفع العصابة من على عينى العدالة فلا تحكم بالعدل بل تحكم بعين تتلفت يمينا ويسارا لترضى المتفرج العوام والذى يقف متحفزا منتظرا براءة القاتل ومعتمدا على ان الطرف الاخر ضعيف لا يستطيع ان يرد منتظرا عدالة جوفاء لا تعطيه حقه و أخر امله ان تتوالى التعزيات وكلامات الترضية والوعود الجوفاء فى إنتظار دماء جديدة قد تكون على الرمال او فى الطريق او حتى داخل الديار