كتبها - Oliver
- مثل كل موضع مقدس لا تستمد أورشليم عظمتها من مساحتها فهي اصغر مدن الأرض مساحة. أورشليم القديمة مدينة داود مساحتها كيلومتر مربع واحد. هضبة مستوية وسط جبال تحوطها كأبراج الحراسة .. تستطيع أن تدور حولها سيراً فى ساعة واحدة. الآن تمددت بفعل العمران و صارت 125 كم مربع. هذا الكيلومتر مربع لأورشليم القديمة تعرض للخراب 18 مرة عبر التاريخ. صار مقصداً لغزوات لا حصر لها. إستهدفتها كل القوى الكبرى و الصغرى و بقيت صهيون راسخة إذ استمدت وجودها من وعد الله ذاته. فما إستطاع التاريخ بكل محاولات التزييف أن يلغيها من على الخريطة. وعد الله لا يسقط و إن طال الزمن. حماية الله أقوى من كل جيوش العالم مهما كان تاريخها و أدواتها.
 
- باب الضأن : إثنى عشر باباً هى أبواب أورشليم على شبه أورشليم السمائية. كلها تحوى معان رمزية . لكل باب درس روحى. أولها و أعظمها باب الضأن. فهو يشير إلى المسيح حمل الله . لذلك لم يدع نحميا أحداً يبنيه سوى الكهنة. يبنونه كأنهم يبشرون بالمسيح. يعلنون الذبيح وسط الذبائح. لأن من هذا الباب كانت تدخل الذبائح التى ترمز للذبيحة الأبدية.
 
- باب السمك : المسيح صانع تلاميذه صيادين الناس لذلك بعد باب الضأن باب السمك. يدخل منه الصيادون ليبيعوا للشعب. كان السمك وجبتهم الرئيسية المعتادة. و المسيح يرمز له أيضاً بالسمكة لأن كلمة السمكة (إخثوس) هى الحروف الأولى من لقب المسيح (يسوع المسيح إبن الله المخلص) . صارت السمكة منذ القرن الأول رمزاَ للمسيح و المسيحيين. و إلى الآن ترسم فوق الهيكل.ترمز حروف السمكة  جوهر إيماننا  بشخص المسيح .
 
- الباب العتيق : هو أقدم باب لأورشليم. أقامه سليمان رمزاً للمسيح عتيق الأيام. المسيح هو باب الخلاص العتيق الذى ظهر لنا فى العهد الجديد. فشهد له يوحنا أن الذي يأتي بعدى هو أقدم منى. قبل إبراهيم هو كائن. مولود قبل كل الدهور من أبيه الصالح. عند العتيق الأزلى نترك العتيق من حياتنا و نلبس الجديد على صورته و مثاله.
 
- باب الوادى : كان يقود إلى وادى منحدر . لكن بتجسد المسيح نزل إلى هذا المنحدر و جعله جنة اللوز الخضراء نش6: 11. لم يعد هناك وادى ظل الموت. لأنه بموت المسيح داس الموت فى الوادى. صار المنحدر إتضاعاً حين تجسد المسيح لأجلنا.
 
- باب الدمن : هو مكان كانت العذراء مريم مع بقية عذراى أورشليم تحمل من داخل الهيكل مخلفات الذبائح لتتركها فى هذا المكان. هو للدمن أى للقمامة. فإن نويت أن تدخل المدينة المقدسة فدع هنا خطاياك. كل أفكار العالم يجب أن تلقيها هنا. هنا مكان تلك القمامة. سيأت من يحملها بعيداً و تتقدس أنت. العذراء مريم ما زالت تصلي كي يحمل المسيح عنا هذه القذارات فنتأهل للدخول من باب السمك الذى إصطاده روح المسيح للأبدية.
 
- باب الينبوع أو العين : الدخول من باب المسيح (الضأن) يجعلنا صيداً للأبدية (باب السمك) نؤمن بشخص المسيح الإله من الإله ( الباب العتيق) . نجتاز الموت (باب الوادى) تترك خطايانا يتكفل بها المسيح (باب الدمن) فتتدفق من جوفنا أنهار ماء حى .عين الروح القدس (باب العين أو باب الينبوع ) هذا هو الباب السادس الذى للإنسان المخلوق فى اليوم السادس.
 
- باب الخيل : كان لسليمان قصر و به خيول. كانت الخيول تدخل و تخرج من هذا الباب ( باب الخيل) . الخيول فى الأصل معدة للحروب. أم21: 31 لكن خيول المدينة المقدسة لم تكن خيولاً للحرب بل للخدمة فقط. لأن خيول الحرب لها تدريب خاص. أما خيول الخدمة فهى مستأنسة هادئة. إن الخيول رمز للقوة و الإقدام. الخيول هى الجهاد الروحى للذين إقتنوا باب الينبوع. أى الروح القدس. إر12: 5. و لكون الكهنة يستخدمون الخيول فى تنقلاتهم لذلك كانت مسئولية كل كاهن أن يمهد قدام بيته الطريق إلى باب الخيل. فبعدما بنى الكهنة باب الضأن كانت مسئوليتهم هى بناء كل ما يخص بيوت الكهنة كمنطقة أهل العور كذلك. فالكاهن يخدم نفسه و لا يطلب من الآخرين أن يخدموه. هو كإبن الإنسان جاء ليخدم لا أن يخدمه الآخرون.
 
- باب الماء : كان منه يأتى الناس بالماء لغسل الذبائح و تطهير الأوانى و المرحضة. قبل أن يحفر حزقيا بركة سلوام2 أي 32: 3 حين حفر قناة أوصلت الماء من نبع جيحون (عين العذراء) إلى أسفل باب العين فى سور أورشليم عمل هذا حزقيا بعدما تاب سنة 800 ق م أى بعد بناء الهيكل و المدينة بحوالى مئتى عام. كان النثيئيم هو شعب مسئول عن هذا العمل. صار العمل أسهل بعد بركة سلوام ( المرسل) لأن المسيح المرسل إلينا من الآب جعل الحياة فى متناول أيادينا بالفداء .
 
- باب الشرق : ما هو باب الشرق إلا المسيح . هو باب الإتجاه نحو المسيح. هو باب الصلاة و إلقاء النفس تحت أقدام المسيح. هو باب تسليم النفس للمسيح الذى كان يدخل منه الجنود ليصيروا فى جيش أورشليم.
 
- باب العد : هو الباب الذى يخرج منه الجيوش ليأخذ كل جندى خارج للجهاد نظرة تقدير و دعم و يسمع وعود الملك بالنصرة. و عند نفس الباب يتم عد الجيوش العائدة من الحرب لتنال الجنود أكاليل النصر و مكافآتها. إن باب العد يشبه الباب الضيق الذى منه ندخل ملكوت السموات. هو باب جهاد و صليب و إماتة و تضحية بالنفس و الحياة لأجل نوال الحياة الأبدية . هذه العشرة أبواب فى الإصحاح الثالث و يتبقي إثنان.
- لكن هناك ما لا يمكن إغفاله أن بين الأبواب كان هناك من يرمم الثغرات كانت أجزاء من السور غير مهدمة بالكامل. تحتاج فقط إلى دعم بسيط. ترميم للنفس بكلمة تثبيت. كلمة تشجيع و رجاء .. يبدو أن عملهم غير ظاهر كبناة الأبواب. لكن لولاهم لكانت هناك ثغرات للأعداء تهد الأبواب جميعها. لذلك من يرمم الثغرات هو من يصالح نفوس معثرة . من يعالج المنبوذين. من يهتم بالصغائر. من يخدم فى سرية. من يسند اليائسين و يعضد البائسين. ليس بناة الأبواب أعظم من مرممى الثغرات. لكل واحد عمل هام لا يمكن الإستغناء عنه. كل الأعمال التى تتم بالروح القدس توصل إلى المسيح المخلص و بهذا الخلاص ننجو إلى الأبد