محرر الأقباط متحدون
طالب الكاتب والمفكر عادل نعمان، في مقالة بجريدة "المصري اليوم" بمحاكمة مَن حرض على قتل القمص أرسانيوس وديد بتهمة الفاعل الأصلى كما ينص ويشرع القانون.

وقال "نعمان"، إذا كنا نحاكم الفتيات المراهقات على التيك توك بتهمة التحريض على الفسق والفجور، ويقف مجتمع الشرف والفضيلة مؤيدًا ومزايدًا ونصيرًا، فمن باب أولى أن نحاكم مَن حرض على القتل بتهمة الفاعل الأصلى كما ينص ويشرع القانون، وإلا انصرِفوا وتغافلوا عن كل من حرضت على الفسق والفجور كما انصرفتم وتغافلتم عن كل من حرض على القتل.

وأكد أن قاتل القمص الشهيد أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء بالإسكندرية، ليس مختلًا عقليًا أو مريضًا نفسيًا، وإلا كان كل الغزاة فى تاريخنا القديم والحديث مختلين عقليا، ويجب محاكمتهم بأثر رجعى، ويطالبهم ولاة الدم وورثة المظالم بالقصاص والدية، ورد الغنائم والأسلاب والأموال وشرف المسبيات والمحظيات اللائى أجبرن وأرغمن على مضاجعة الأشاوس فى ميادين الجهاد، وسُحبن كالدواب مكبلات بالأصفاد والأغلال مئات الأميال ليلحقن بقصور الأمراء والحكام متعة للناظرين.

وشدد عادل نعمان، علي أن قاتل الكاهن ليس مختلا عقليا، بل قرأ وسمع وفهم واقتنع وخرج لمهمة قد ساقوه إليها بأجر، سوف يسبقه إلى السماء يفرح بهن ويسعد بلقائهن، وقد باع دنياه ودنيا غيره بهذا اللقاء المرتقب.. لكنه لم يسأل نفسه سؤالا واحدا: لماذا لم يرسل هؤلاء المشايخ أحد أبنائهم لهذه المهمة العظيمة النبيلة، ليسعد بالفوز العظيم هذا، أو ينال هو بنفسه هذا الشرف الكريم؟!.

وأكد أن هذا الخلل العقلى وهذا الاضطراب النفسى، الذى لا أعرف لماذا يصوب هؤلاء المختلون عقليًا سهام خللهم لرجال الدين المسيحى والزى المسيحى فقط دون غيرهم؟.. هى لعبة وكذبة يمارسها الهواة فى ساحات المحاكم، ليخرج المتهم منها إلى مستشفى الأمراض العقلية، وتتوه القضية سنوات وسنوات حتى يخرج مختل عقلى جديد وقاتل جديد ينضم إلى صفوف المختلين الذين يصطفون منذ قرون بلا محاكمة أو إصلاح أو تهذيب.

المحرضون على القتل هم مشايخ أحرار طلقاء ينامون فى سلام، وينتقلون بين ساحات الوغى يدعون المضللين إلى الجهاد ضد الكافرين المشركين، ويغرفون من الطعام ما لذّ وطاب على موائد المضيفين، وسط دعاء الأحباء بدوام نعم الله، ويعودون فى المساء إلى خدر وحضن النساء، منهن مثنى وثلاث ورباع، ولو كان الأمر بيدهم لزادوهن مئات من مِلك اليمين كما فعل الأجداد، ولو كان الأمر بالحق لكان مصيرهم خلف القضبان مع هؤلاء المختلين عقليا، أو خلف أسوار مستشفيات الأمراض النفسية.