الأقباط متحدون | عندما حكم الخلفاء مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٩ | الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٠ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
الكاتب
محمد حسين يونس
محمد حسين يونس
جميع مقالات الكاتب
راسل الكاتب
أحدث مقالات الكاتب:
طباعة الصفحة
فهرس برديات أمحوتب
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٤ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

عندما حكم الخلفاء مصر

الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٢ - ٤١: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمد حسين يونس
مع الديكتاتورية والحكم الفردى تختلط المفاهيم بحيث لا يستطيع من (يملك) أن يفرق بين ما هو شخصي وما هو عام ، يحكي ابن اياس عن الخليفة هارون الرشيد (أنه قد بلغه عن واليه في مصرموسي الحطيب أنه قال أنا أحسن من هارون الرشيد، فأنا أحكم مصر، فقال والله لاولين علي مصر أوحش الناس فاستدعي عمر مهران وكان شنيع الخلقة ذرى الشكل أحول العينين وولاه) هذه القصة صدقت أولم تصدق هي النموذج الذى (أجده) يعبرعن العلاقة غيرالسوية بين أهداف الخلفاء المتضاربة مع مصالح الموالي المقهورين المهمشين. 
 
((حكم مصر من 18هـ الى بداية حكم الفاطميين (358 هـ)، اثنان وسبعون أميرا عينهم الخلفاء الراشدين وخلفاء بنى أمية وبنى عباس بمعدل والى كل خمس سنوات وكان بعضهم لا يكمل الشهر والبعض الآخر يتولى لأكثر من مرة طبقا للحالة المزاجية للخليفة أو لحجم الأموال التى يرسلها الى مقر الحكم، وكان هؤلاء الامراء إذا تولوا على مصر يسمون عمال الخراج ، وكانت الخلفاء يشترطون عليهم فى كتب تقليدهم، بالمال الذى يلتزمون به))،بعض هؤلاء الولاة كانوا خصيانا أو عبيدا وأغلبهم حضرلمصر فقيرا، ثم..!!
 
فلنقرأ ما كتبه المؤرخون العرب عن أحمد بن طولون ((جاء الي مصر وهو ضيق الحال يحتقره من يراه حتي أن أحد التجار ارسل له خمسة الاف درهم صدقة )) وعندما مات ((خلف من الذهب العين عشرة الاف الف الف دينار( عشرة مليارات) ومن المماليك المشتروات سبعة الاف ومن العبيد الزنج اربعة وعشرين الف ومن الخيول سبعة الاف ومن البغال ستة الاف ومن الجمال عشرة الاف ومن الفصوص والجواهر مائة صندوق هذا خارج الضياع والاملاك والبساتين)). 
 
أوما دونوه عن عبد الله بن ابي سرح الذى تلاعب بكلمات الوحي وحرفها ثم ارتد عن الاسلام معلنا عدم تصديقه لما كان يملي عليه من القران لدرجة أن الرسول (صلعم) أمر بقتله بعد فتح مكة ((حتي لو وجد متعلقا باستار الكعبة))، هذا المغضوب عليه ولاه الخليفة عثمان(أخوه في الرضاعة ) إمارة الصعيد وتحصيل الخراج منها ثم حكم مصر بالكامل ((إتعين مكانه عبد الله بن سعد بن أبى سرح وقدر يطلع من مصر مبلغ أكبر من اللى كان بيجيبه عمرو بن العاص والسبب فى كده إنه فرض على المصريين ضريبة راس فوق الخراج فجاب 14 مليون دينار فإتبسط عثمان بن عفان من المبلغ فقال لعمرو بن العاص : درت اللقحة بعدك يا أبا عبد الله، بأكثر من درها الأول فرد عليه عمرو بن العاص: نعم، ولكن أجاعت أولادها يعنى جوعت المصريين المنهوبين)).
 
ما أتعس هذه الامة، لعشرات القرون كان هناك ( في مكان ما خارج الحدود ) خليفة يختار لها حكاما لا يدعمهم لديه الا المهارةً والدهاءً في نزح أموال أهلها المغتصبة ، لقد كانت مدة ولاية أى منهم تطول أو تقصر طبقا لما يبديه من جهد في تحميل القوافل بخيرات المصريين المنهوبة،وتزويدها بالفيء، المؤن، الجوارى، العبيد، وأموال تعبربهاالصحارى وتنتهي الي خزائن حكام المدينة،دمشق،بغداد،أوالاستانة ،بحيث أصبحت انجازات عامل الخراج الناجح تقاس بقدرته علي حلب أخر قطرة من الضرع المسكين وتمكين ضوارى الخارج والداخل من لحم وشحم الفريسة. 
 
الوالى المحظوظ بحكم مصر كان عليه دفع الثمن، هدايا ،تقدمات ورشا بكل ما هو غال وثمين من ((بغال حبشية وجمال بجاوية والثياب الديبقية ومقاطع الشرب الاسكندرانية والطرز البهنساوية وإجلال الخيل العربية والستور الفيومية والعسل النحل المصرى وعسل بنها)) لمن رشحه ،من ايده ،من لم يش به من رجال وحاشية وسمار وندام الخليفة .
وكان عليه كي يحمي نفسه من الحساد والطامعين في احتلال مكانه أن يحذو حذو معاوية ((أول الخلفاء المسلمين الذين اتخذوا الحشم والحجاب على أبوابهم وكان له فى المسجد مقصورة تحرسها السيوف عند صلاته )) فيشترى لنفسه العبيد ويسلح مليشيات الحرس من المماليك يشبعهم-حتي التخمة- ليستبقيهم علي ولاء له مستقويا بهم علي المناوئين .
 
تكاليف الهدايا والرشا والحماية هذة كانت تأتي مما يكسبه إما بالعنف والسرقة من الشعب و بيت المال أو بالتربح من منصبه (فاتاحة الفرصة للنهيبة من التجار،رجال الاعمال ،المستثمرين الاجانب، ليجعل بينهم وبين العسس ،رجال الدين ،رجال الجباية شراكة تفيد الجميع) كانت توفرله سداد التزامات نفقات الحياة الرخية ،الرفاهية والابهة 
 
ما أشبه اليوم بالبارحة تمر القرون و المصرى يحكمونه بنفس الوسائل والاساليب-خليفة من خارج الحدود يرسل واليا مختارا بعنايه- لتجريف امكانيات ونهب أموال شعب لا ينظرخلفه ليتعلم أو يتعظ يحدوه ألامل في أن يكون والي اليوم خيرا من الوالي بألامس . 
 
تراث العرب في حكم مصرعندما استلهمه منتفضوا يناير 2011 فإن مرشد المؤمنين (أطال الله بقاءه نثر كنانته بين يديه فعجم عيدانها مصطفيا أمرَّها عودا وأصلبها مكسرا فرمانا) بعبد الله ابن ابي سرح(من الطغاة البغاه ،يرتد عن اى وعد او اتفاق، يتلاعب بالحليف قبل الخصم) وبعمر مهران (الذى لم يجد الخليفة من هو أكثر منه قبحا ليحط من قيمة حكم مصر اذا ما أجلسه علي مرتبة امارتها) وأحمد ابن طولون ( الذى بدأ متسولا ذرى الهيئة وانتهي مراكما لمليارات الذهب ) يتقدمون جموع الانكشارية ،الغوغاء ،البهاليل، الارهابيين، المنتفعين والزاعقين..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :