قام حقاً    قام رئيس السلام
رفعت يونان عزيز
قالَ  يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ " (يُوحَنَّا ١١: ٢٥-26 )
تهنئة قلبية خالصة بعيد " القيامة المجيد "  للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية وشركائه في الخدمة الرسولية  والقيادات الدينية للطوائف المسيحية  ورئيس بلادنا المحبوب عبد الفتاح السيسي  ورئيس الحكومة د مصطفي مدبولي والسادة الوزراء  والجيش والشرطة ومجلسي النواب والشيوخ والمحافظين ورؤساء مجالس المدن والقري  ولكل مسيحي مصر والعالم كله . أعاده الله علينا جميعاً  وعلي مصرنا الحبيبة بكل الخير والبركة والسلام مصلين لله أن يزيل الأمراض والأوبئة والحروب كما نريد انتهاء حرب روسيا وأوكرانيا ويعود الهدوء والسلام والاستقرار لتلك الشعوب وكذلك الشعوب والدول الغير مستقرة .  وتعزية السماء لأسر وأهل ولنا جميعاً في المنتقلين والشهداء  .        
 
في احتفالنا بعيد القيامة المجيد  :- المسيح لم يأتي برسالة أو دين يتبعه أنصار له ولا ملك أرضي لا بسيف أو سلطة وتسلط  وجاه  , إنما  أتي  ليخلص ويفدي الإنسان  الذي خالف  وصية الله  بالرغم من تحذيره له  منها وهي  ( موتاً تموت لو أكلت من شجرة معرفة الخير والشر )   الموت الأبدي والانفصال عنه ومخاصمة السمائيين للأرضيين .  فكان لأبد من يفدي ويخلص يكون إنسان , لذا نجده  كانت عنده الخطة  لعودة الإنسان للرتبة الأولي هي تقديم ذاته فداء عن البشرية ولأننا كنا غير مؤهلين لفهم قدرة ومحبة الله العظيمة الغير محدود ونحن محدودين , مهد الله لنا طريق الفداء فأرسل أنبياء ورسل  وعندما أكد للإنسان بدون الله  لا فداء موضحاً ذلك بمحبته الفائقة كل الحدود ورحمته الواسعة وعدله في حكمه كل في آن واحد . ولأنه كلي المحبة  للإنسان الذي خلقه علي صورته ومثاله  ويكون وريث للحياة الأبدية  "لأنه هكذا  أحب الله العالم حتي بذل أبنه الوحيد , لكي لا يهلك كل من يؤمن به , بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 16 )  مبيناً أنه   "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ." (رو 5: 12). لكي يستوعب الإنسان ذلك وجدنا المسيح ولد من العذراء بكلمة من الله "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ." (يو 1: 1) ولد فقير بسيط وديع متواضع القلب  أتي بالسلام  «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»." (لو 2: 14). أتي راعياً قال الرب: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ." (يو 10: 11). معلم  عظيم تعاليمه أثرت وتؤثر في البشرية علي مر العصور والأزمنة منها ( الموعظة علي الجبل ) غير المفاهيم المغلوطة وأكمل بتوضيح أكثر للناموس  لينير الطريق للحياة الأبدية لكل من يؤمن به , كان  يجول يصنع خيراً  شفاء المرضي بمختلف أمراضهم ,  النفوس المعزية بالأرواح الشريرة  أقام  ألموتي  حتي من تحلل جسده وأنتن . وبالرغم من كل ذلك رفضه ومازال يرفضه المتعصبون والبعيدين عن الحياة التي قدمها لنا مجاناً لنرث الأبدية فالمسيح أتي لفداء وخلاص البشرية كلها  في كل مكان  .  تألم جسدياً  كثيراً ونفسياً أهين ويهان  من رافضيه  . صلب علي صليب العار وحوله لصليب النصرة والافتخار به .  بالرغم تحمله  العذاب والمعاناة وهو علي الصليب  لم ينسي  أمه العذراء مريم قائلاً لها  يا امرأة هوذا ابنك. ثم قال للتلميذ: هوذا أمك.   )"يو19: 26، 27) والتلميذ يوحنا الحبيب  . ثم  صرخ  طالباً الغفران لكل من أهانوه وصلبوه قائلاً  يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون . هذا هو الصفح والغفران والرحمة  النابعة من  قمة المحبة  وإياها  علمنا  وبموت المسيح ماتت خطية الإنسان الأول ودفنت معه في القبر ومع فجر الأحد قام  المسيح  من الموت    إقام الراقدين ونحن معه  مبدد الظلام بنور قيامته منتصراً علي شوكة الموت الذي كان مخيف ومرعب ومزلزل كيان الإنسان قائلاً " «أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية» (1 كو 15 : 55) وبالقيامة فتح لنا باب الحياة الأبدية وأقامتا معه وصالح السمائيين بالأرضيين  ناهياً أسطورة الموت وأصبح موت الجسد الحالي هو جسر للعبور فكل من أمن به وأعتمد وعمل وسائط النعمة  والتسليم الكامل له فيعبر للملكوت . وكل من ظل ويظل ناكر وبعيد ولم يبالي  بأن المسيح هو الفادي ومخلص العالم وإنه  الحاكم العادل الذي يدين العالم سوف يلقي بالجحيم العذاب والهلاك الأبدي  . وَإِلَهُ ٱلسَّلَامِ ٱلَّذِي أَقَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ رَاعِيَ ٱلْخِرَافِ ٱلْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ ٱلْعَهْدِ ٱلْأَبَدِيِّ، لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلًا فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي لَهُ ٱلْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ. آمِينَ . ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٣: ٢٠-٢١

 رسالة لنا  :-  الإيمان الحقيقي بالمسيح  فادينا ومخلصنا وبالمعمودية لأنه بها الولادة الجديدة ونعمل بوسائط النعمة " الأسرار المقدسة التي سلمنا إياها منها ( التناول ) .  

                 الصلاة والصوم وبالمحبة الصادقة نتسامح ونغفر ولا نخاصم ولا نهتم بأمور العالم كلياً فإنه لا يقدر إنسان يخدم سيدين ( الله والمال )   فمحبة العالم عدواه لله.       

                 نكون رعاة أمناء علي أنفسنا ونجاهد ضد الشيطان الذي له طرق مختلفة في سقوطنا بتخدير ضمائرنا الصالحة فلا نتهاون في وصايا الله ولا نخدع بحبال الأفكار الشيطانية بل يكون لنا روح التمييز لما يأتي إلينا.

                علينا بالتسليم الكامل لمشيئة الله وإن سقطنا نقوم ونتوب  فهو شافينا مهما كانت خطيتنا , ونور لحياتنا  نلجأ له مهما أعمة الخطية بصيرتنا الروحية .

               نكرز بالإنجيل بكل مكان بأعمالنا الصالحة دون رياء أو مصلحة ونعيش بتعاليم ووصايا المسيح لكي نكون نور للعالم فيروا أعمالنا  الصالحة فيمجدون الله .