محمد أمين
دوره فى إسقاط دولة المرشد لا يمكن أن يُنسى.. ولا أبالغ إذا قلت إن دوره كان أكبر من كل الإعلاميين الذين كانوا يعملون إلى جواره فى تلك الفترة.. أتحدث عن الإعلامى توفيق عكاشة الذى لم يكتف بدوره الإعلامى فقط، ولكنه نزل إلى الميدان يبذل جهده للتوعية والتأثير.. وكان الأكثر مشاهدة والأكثر تأثيرًا.. وكأن أكثر الإعلاميين استهدافًا.. ولا تتخيل أنه الآن أكثر الإعلاميين تعاسة واكتئابًا وإفلاسًا، لبعده عن الشاشة!.
«عكاشة» كان إلى جوار دوره الثورى يعلِّم جيلًا من الإعلاميين ويساعدهم ويقدم لهم فرصة، وحين تم استبعاده لم يقدم له أحد شيئًا فباع عفش بيته ليعيش.. وأتفق مع الكاتب الكبير مصطفى بكرى فى الإشادة بدوره فى ثورة 30 يونيو وقيادة المظاهرات فى المحافظات لإسقاط الإخوان.. حتى تم عزل مرسى وسقوط دولة المرشد!.
هذا تاريخ لا يمكن أن يُنسى.. كما لا ننسى دور حياة الدرديرى معه.. ولا ننسى أيضاً طاقم برنامجه «مصر اليوم»، وعلى رأس هؤلاء عز الأطروش الذى كان ينادى عليه حتى حفظه جمهور شاشة الفراعين.. وهؤلاء الآن لا يعملون بالمصادفة.. لم يقل أحد إنهم يريدون قناة من بابها، ولكن ممكن أن يقدموا برنامجًا عبر أى قناة ولو لفتح باب للعيش والكسب.. صحيح أن ظروف مصر تغيرت ولكن من الممكن أن يقدم عكاشة شيئًا يتناسب مع ظروف مصر اليوم. فى مرحلة التنمية. هو فقط إعلامى يمكن أن يتماشى مع الظروف الحالية!.
إننى هنا أثنى على مصطفى بكرى الذى تذكر اسم توفيق عكاشة دون شعور بالغيرة المهنية، ولكنه كان يقول كلمته للتاريخ.. وإذا كنا نتحدث عن التاريخ، فإن اسم توفيق عكاشة لا بد أن يُذكر فى تلك الفترة التى ناضلت فيها مصر لإسقاط دولة المرشد.. فقد كان توفيق يقدم معلومات للجمهور نتحقق منها بمرور الوقت، وكانت تحليلاته السياسية صالحة لكل الأجيال والشرائح.. وكان يشرح ببساطته المعتادة للجميع كأنه يجلس على المصطبة!.
فهل تصدق أن توفيق عكشة الذى ملأ الدنيا وشغل الناس لا يعمل الآن، ولا يجد ما يعيش منه؟. وأتوقف هنا أمام شهادة بكرى الذى قال إنه الوحيد الذى تجرأ وأذاع خطة الطوارئ، فأسقط مخطط الجماعة.. وإذا كان عكاشة قد فقد الوسيلة التى يكشف بها عن حقيقة دوره فى الثورة فنحن كلنا نملك أن نشير إليه، ليس من أجل عكاشة ولكن من أجل التاريخ، ونحن جميعًا أحياء وشهود على ذلك!.
لست من أصدقاء توفيق عكاشة المقربين، حتى أنتصر له ولكنى أنتصر للتاريخ الذى عايشته، وحتى لا يموت توفيق عكاشة قهرًا وكمدًا.. وهذه مناسبة لأدعو لفتح المجال له حتى يعيش بشرف!.
فقد عوقب على موقف وأُخرج من البرلمان وكان هذا يكفى، ولا يتم تصفيته نفسيًّا وإعلاميًّا، على خط ارتكبه ولم يحسن تقديره.. الأصل أن من يعمل سوف يخطئ، وأن من لا يعمل لا يخطئ.. ولا يصح أن نقعد بلا عمل حتى لا نخطئ!.
وأخيرًا فإن عكاشة لا يعرف لماذا يجلس فى بيته، فهو من الزملاء الذين يعرفون معنى الدولة ويمكن أن يجد عملًا الآن لتوعية جمهوره العريض، ويمكن أن يساهم فى حياة كريمة، وله طريقة معروفة يتميز بها فى مخاطبة أهل الريف، ونحن أحوج ما نكون لجهد كل الإعلاميين خاصة توفيق عكاشة!.
نقلا عن المصري اليوم