د.امير فهمي زخاري المنيا
من المتفّق عليه عندنا نحن المسيحيون أن يسوع عاش٣٣ سنة فقط.

ذكر القديس لوقا في إنجيله أن يسوع بدأ حياته العلنية وهو بعمر ٣٠ (23:3) وصُلب ومات بعد ثلاث سنوات أي وهو ابن ٣٣ عاماً.
يعود هذا الاعتقاد ايضاً الى ما ذكره يوحنا في إنجيله وهو أن يسوع احتفل معهم بالفصح ٣ مرات (يوحنا: 13:2 ، 4:6 ، 55:11).
قد يقول البعض لو أن يسوع عاش أكثر من ذلك لتمكّن من تعزيز ونشر تعاليمه بفعالية أكبر.
لكن الحقيقة هي أن للرقم ٣٣ له رمزيات عديدة ولله قصد في كل شيء مهما رأيناه أمراً ثانوياً أو غير مهم.

العدد ٣٣ في التقليد اليهودي
ملَك داود في أورشليم ٣٣ سنة.
وليعقوب كان ٣٣ سليل (ابناء وأحفاد) اذا عددنا ابنته وابنه واحفاده من زوجته الأولى ليئة.
بحسب التقليد اليهودي في زمن المسيح كان على الرجل أن يتزوّج بحلوله سن ال٣٣.
ومن كان يتعدّى هذا العمر أعزباً كانوا يضايقونه ويعبسون في وجهه لأنه خالف العرف.
حتى أنّ هناك كتابات قديمة التي تنص على أن الحاخامات (كهنة اليهود) في القرن الأول يجب أن يكونوا متزوجين في هذا السن. العزوبية كانت أمراً غير عادياً في القرن الأول.

لذا عندما وصل يسوع لسن ٣٣ كان عليه أن يختطب لنفسه عروساً ويقدّم لها مهراً.
وهذا ما فعله.
فبحسب سفر الرؤيا 21:9 عروس المسيح هي الكنيسة وقد قدّم لها المهر حين اشتراها بدمه الثمين وافتداها بموته على الصليب.
لكن إن عاش يسوع أكثر من ٣٣ سنة وبما أنه لم يأتي لينقض الناموس (متى 17:5) فالناموس يفرض عليه الزواج الدنيوي.
إذاً الموت في عمر ال٣٣ حرّره من الزواج من امرأة دون أن ينقض الشريعة اليهودية.

تفسير القديس توما الأكويني
تساءل توما الأكويني لماذا مات المسيح في سن الثالثة الثلاثين وليس كرجل أكبر سناً الذي كان من شأنه أن يسمح له بالوعظ والتبشير بأكثر كثافة.
أول شيء يجب النظر فيه في نهج القديس توما هو أن الله لا يفعل أي شيء دون علّة.
بل لكل شيء جعل مخطّط.
ولاختياره اليوم والزمن والأحداث له أهمية.
فرضية أخرى هي أن حياة يسوع كان رسماً نحو الكمال.
وقد يفسد هذا الكمال لو أن هناك إفراط أو نقص ما.
مثلاً في سن صغير قد يفتقر الشاب الى النضج الفكري والرجل الأكبر سناً قد يفتقر للقدرات البدنية او الذهنية.
لذا يقول القديس هناك “سن الكمال” حيث يكون الشخص ناضجاً جسدياً وفكرياً عندما الجسم والعقل لم يصلا الى مرحلة التراجع. وقد اعتبر القديس توما سن الثلاثين لحظة الكمال.
على الرغم من أن اليوم يمكننا مناقشة ما إذا كان النضج الفكري والعاطفي لا يمكن تحقيقه في عمر لاحق إلا أنه وفقاً لتوما الأكويني توفي يسوع في أفضل لحظة من حياته دون مرض أو عيوب جسدية.
وقد أعطى الله الآب أفضل ما لديه.

يمكننا أخذ ثلاثة اعتبارات من إجابة الأكويني على السؤال لماذا مات يسوع شاباً:
1- أراد يسوع الموت شاباً لإظهار مدى حبّه لنا من خلال بذل حياته في اللحظة الأكثر مثالية من عمره.
2- بما أنه لم يصل الى مرحلة التراجع الجسدي (عندما يبدأ الجسم يفقد نضارته ونموّه) ولم يعاني من مرض فقد كان مثالياً له كإنسان مما زاد من عظمة ذبيحته.
3- بموته وقيامته شاباً أظهر لنا مسبقاً حالة القائمين من الموت.
وهو وعد كيف ستكون أجسادنا في السماء.
لهذا قيل في أفسس 13:4 “إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل.
إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ”.
الطوباوية ماريا داغريدا قالت أيضاً في كتاباتها أن سن ٣٣ عند الشخص هو سن الكمال لنموّه الإجمالي.
ولكن وبصرف النظر عن تفسير القديس توما الأكويني هناك رمزية مسيحية حول عدد ٣٣.

رمزية العدد ٣٣ في المسيحية
الرقم 3 يشير الى الثالوث الأقدس: الآب والابن والروح القدس.
العددين معاً أي ٣٣ يشير إلى الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الابن يسوع المسيح.
من جهة أخرى الله هو ٣ في ١ إله واحد في ثلاثة أقانيم: الامتلاء الإلهي.
بالنسبة المئوية نشير الى الإمتلاء ب 100٪.

و 100٪ مقسمة على ٣ نحصل على عدد متكرر 33.333333٪ (جزء عشري لا نهائي).
الرقم الأخير بعد الفاصلة (الجزء العشري) هو تكرار مما يدل على أن القيامة هي لا نهائية أبدية.
يسوع المسيح يحقق ٣٣ معجزات في الأناجيل منها ٢٤ معجزات شفاء.
وفقاً لرؤيا الطوباوية ماريا داغريدا كانت العذراء مريم على الأرض لم تتغيّر جسدياً منذ أن أصبحت بعمر ال٣٣ ليظهر أنّ جمالها كان كاملاً خارجياً وداخلياً.

كاتدرائية القديس بطرس في روما لديها ٣٣ كابيلا ( داخلها وفي السراديب)
تحدّث دانتي في الكوميديا ​​الإلهية عن ٣٣ أغنية في المطهر ٣٣ في السماء.
العدد ٣٣ استُخدم ٦ مرات في الكتاب المقدس.
الكلمة مثَل\أمثال” ذكرت في الأناجيل الأربعة ٣٣ مرة
كلمة “الصليب” ذُكرت ٣٣ مرّة في العهد الجديد

كلمة المرض” ذُكرت ٣٣ مرّة في العهد القديم
كلمة إبليس\ الشيطان ذُكرت ٣٣ مرّة في العهد الجديد
الكلمات “الصوم”، “الضيق\الضيقة”، “معجزة”و”اللعنة” ذُكرت ٣٣ مرّة في الكتاب المقدس.
واخيرا النور المقدس الذى يظهر من قبر السيد المسيح فى يوم سبت النور  .. يظل لمده ثلاث وثلاثين ثانيه (وهى عمر المسيح على الأرض) ذات طبيعه نورانيه ثم يتحول بعد ذلك الى طبيعه ناريه ... طبعا دى مش صدفه ... ده حساب وترتيب ربانى عجيب...
د.امير فهمي زخاري المنيا