بعناق حار مع المدرب يورغن كلوب في النفق المؤدي لملعب المباراة، استرجعت جماهير ليفربول ذكريات نجمها البرازيلي السابق فيليب كوتينيو بقميص "الريدز"، وتساءلت عما حل به في 6 سنوات "مظلمة".
وبينما انطلق نادي ليفربول إلى قمة الهرم المحلي والأوروبي، في الأعوام الستة الماضية، عانى كوتينيو من "ضياع" في عالم كرة القدم، بدأ برحلة "فاشلة" مع برشلونة الإسباني، وتجربة "هامشية" مع بايرن ميونيخ الألماني، وانتهى به المطاف الآن مع صاحب المركز 12 بالدوري الإنجليزي، أستون فيلا.
لقاء كوتينيو المفعم بالمشاعر مع كلوب، جاء قبل انطلاق مباراة ليفربول وأستون فلا بالدوري الإنجليزي الممتاز، مساء الثلاثاء، في مباراة استرجعت فيها جماهير "الريدز" ذكريات نجمها الأول في يوم من الأيام.
عندما كان في ليفربول لستة أعوام بين 2011 و2017، أصبح كوتينيو من أفضل اللاعبين بالدوري، ونال جائزة لاعب الموسم في ليفربول عامين متتالين، واختير ضمن تشكيلة الموسم في البريميرليغ مرة واحدة.
ولكنه قرر الرحيل واتباع حلمه باللعب مع برشلونة، وترك مشروع ليفربول تحت قيادة كلوب، وهو القرار الذي أبعده عن الأضواء، وحرمه من أن يكون أحد أفضل اللاعبين في العالم، نظرا لقدرة كلوب الفائقة بتطوير اللاعبين.
درس لصلاح
ويخوض اليوم النجم المصري محمد صلاح، مفاوضات شائكة مع ليفربول لتجديد عقده مع الفريق، وسيتحتم عليه اتخاذ قرار بالبقاء أو الرحيل، حيث سيحصل على العائد المادي الذي يطمح له.
صلاح تحول إلى واحد من أفضل لاعبي العالم، تحت قيادة كلوب، ونجح بتحقيق جميع الألقاب الممكنة مع الفريق، وهو ينافس هذا الموسم على لقب دوري الأبطال والدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد وجائزة الحذاء الذهبي وجائزة الكرة الذهبية، بعد أن نال جائزة أفضل لاعب بالدوري.
ولعل "خطيئة" كوتينيو بالرحيل، وترك المنظومة المتجانسة في ليفربول، تمنح النجم المصري تحذيرا قويا، بحال الحياة "ما بعد كلوب".
فكوتينيو الذي كان موهبة فذة لا يختلف عنها اثنان، كان بإمكانه أن يصبح أفضل لاعب في الدوري لو استمر مع كلوب، لكنه فضل الأموال والأضواء في إسبانيا، وانتهى به المطاف في أستون فيلا.
ويعتبر كلوب من أفضل المدربين في العالم، بميزة تطوير اللاعبين، حيث نجح بتحويل روبرتو فيرمينو من مهاجم جيد في هوفنهايم الألماني، إلى هداف رئيسي في منتخب البرازيل، ومثله ساديو ماني الذي قدم من ساوثهامبتون الإنجليزي وتحول لأحد أفل لاعبي العالم، وكذلك الكثيرين ومن بينهم المدافع آندي روبرتسون الذي جاء من الدرجة الأولى، والبرتغالي ديوغو جوتا الذي كان لاعبا احتياطيا في ووفلرهامبتون.
على صلاح أن يفكر كثيرا، قبل الرحيل، فنهايته قد تشابه نهاية كوتينيو، الذي لا تزال الجماهير تتذكر لمساته الساحرة في أنفيلد، ولكنه لا يعيش الآن سوى على هذه الذكريات، لأنه ببساطة لم يجد نفسه خارج منظومة ليفربول.
I need a moment pic.twitter.com/Y66UJ7yUDo
— Belinder (@_bubblxs) May 11, 2022