التلوث ينتج من إطلاق نفايات بشرية في الهواء والأرض والمياه من دون اعتبار للعواقب، وهو تهديد وجودي لصحة الإنسان وكوكب الأرض، ويهدد استدامة المجتمعات الحديثة. هذا ما يعيد تقرير موقع "لانسيت" التذكير به، عارضًا نتائج دراسة تبين أن التلوث هو فعليًا مرض العرص الحديث.

 
بحسب التقرير، وعلى مدى العقدين الماضيين، زادت الوفيات الناجمة عن الأشكال الحديثة للتلوث (تلوث الهواء المحيط والتلوث الكيميائي السام) بنسبة 66 في المئة، مدفوعة بالتصنيع، والتمدن غير المنضبط، والنمو السكاني، واحتراق الوقود الأحفوري، وغياب الملاءمة في السياسة الكيميائية الوطنية أو الدولية.
 
على الرغم من الانخفاض في الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء والماء المنزلي، يبقى التلوث سبباً لأكثر من 9 ملايين حالة وفاة في كل عام على مستوى العالم. وهذا الرقم لم يتغير منذ عام 2015. يضيف التقرير أن أكثر من 90 في المئة من الوفيات المرتبطة بالتلوث تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
 
إن المجالات الرئيسية التي يجب التركيز عليها تشمل تلوث الهواء والتسمم بالرصاص والتلوث الكيميائي. بحسب التقرير، يتسبب تلوث الهواء في أكثر من 6.5 ملايين حالة وفاة في كل عام على مستوى العالم، وهذا العدد آخذ في الازدياد. إلى ذلك، الرصاص والمواد الكيميائية الأخرى مسؤولة عن 1.8 مليون حالة وفاة كل عام على مستوى العالم ، وهو رقم ربما يكون أقل من اللازم.
 
يؤكد التقرير تقصير دول العلم عن التحرك في هذا السبيل. يقول: "لم تفعل معظم البلدان الكثير للتعامل مع مشكلة الصحة العامة الهائلة هذه. على الرغم من أن البلدان ذات الدخل المرتفع سيطرت على أسوأ أشكال التلوث لديها وربطت بين التحكم في التلوث والتخفيف من آثار تغير المناخ، إلا أن عددًا قليلاً فقط من البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل تمكن من جعل مكافحة التلوث أولوية، أو خصص موارد لمكافحة التلوث، أو أحرز تقدمًا في هذا الإطار. على سبيل المثال، لا تحظى مكافحة التلوث باهتمام كبير، سواء في المساعدة الإنمائية الرسمية أو في الأعمال الخيرية العالمية".
 
يختم التقرير بالنأكيد أن "ثالوث التلوث وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي من القضايا البيئية العالمية الرئيسية في عصرنا، وهذه القضايا مرتبطة بشكل معقد وستفيد حلول كل منها في فكفكة عقد المشكلتين الأخريتين".