كتب - محرر الأقباط متحدون
أمين سر دولة الفاتيكان يؤكد أن زيارته لأوكرانيا جاءت للتعبيرعن قرب البابا فرنسيس من الشعب الأوكراني
خلال الزيارة التي يقوم بها إلى أوكرانيا ، عقد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر مؤتمراً صحفياً في كييف بعد لقائه مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ، وأكد مجددا على استعداد الكرسي الرسولي لتوفير الأجواء الملائمة لإطلاق مسيرة تفاوضية أصيلة.
قال المسؤول الفاتيكاني إن زيارته هذه لأوكرانيا سمحت له أن يلمس لمس اليد الجراح التي يعاني منها هذا البلد، ولفت إلى أنه قام بزيارة ثلاث مدن هي بوشا وفورزيل وإيربين، مضيفا أن زيارته ترمي أيضا إلى التعبير عن قرب الكرسي الرسولي والبابا فرنسيس من الشعب الأوكراني، لاسيما في ضوء الهجوم العسكري الروسي ضد هذا البلد. وأوضح أيضا أن الزيارة جاءت استمراراً للاهتمام الخاص الذي يكنه الحبر الأعظم لأوكرانيا والذي انعكس من خلال إرسال الكاردينالين كونراد كرايفسكي ومايكل شيرني إلى هذا البلد في أكثر من زيارة.
في سياق حديثه عن زيارته لبوشا قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إن تلك المدينة شهدت على أحد أخطر الحوادث في أوروبا، وهي المجزرة التي ستدخل وللأسف تاريخ القرن الحادي والعشرين. واعتبر أن ما جرى في بوشا يشكل جرس إنذار بالنسبة لنا جميعاً لنعلم أنه لا يسعنا أن نعتبر السلام انجازاً حاصلا. وقال إن السلام هو هبة من الله، كما أنه هدف ينبغي أن يعمل من أجله باستمرار الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والسياسية. وإن لم نفعل ذلك فسنعرض أنفسنا للخطر كما تُظهر أحداث بوشا بصورة جلية.
بعدها عبر رئيس الأساقفة غالاغر عن الألم الشديد الذي يشعر به البابا فرنسيس إزاء العدد الكبير من الضحايا وأعمال العنف على أشكالها، فضلا عن تدمير المدن وشرذمة العائلات، والأعداد الكبيرة من المهجرين واللاجئين. وشدد سيادته في هذا الإطار على ضرورة إيجاد الطرق الملائمة لوضع حد نهائي لهذا الصراع المسلح، لافتا إلى أن الإيمان بالله والإنسانية يحملنا على المثابرة في تحقيق هدف السلام من خلال الصلاة والحوار وعدم الاستسلام أمام هذا التحدي الكبير.
هذا ثم عبر غالاغر عن استعداد الكرسي الرسولي لتسهيل عملية التفاوض، باعتبار أنها الدرب الملائمة للتوصل إلى حل منصف ودائم، لكن القيام بجهود الوساطة يتطلب الحصول على دعوة من قبل الطرفين المتنازعين . وأكد أيضا أن الكنيسة الكاثوليكية تسعى للاستجابة إلى الاحتياجات الروحية والمادية للشعب الأوكراني ، أكان في المرحلة الآنية أو على المدى البعيد. كما عبر سيادته عن امتنانه للسلطات الأوكرانية والكنائس المحلية والمنظمات الدينية على التزامها لصالح السلام والتضامن، وعلى الدعم المقدم للأشخاص الأكثر حاجة وشكر من يبذلون الجهود من أجل وضع حد لآلة الدمار والموت.
في أعقاب الزيارة التي قادته إلى بوشا تحدث رئيس الأساقفة غالاغر لموقعنا الإلكتروني وعبر عن تأثّره الكبير لتواجده في مدينة دُفن فيها مئات الضحايا. وقال إن ما شاهده يعتصر القلب من شدة الألم، مضيفا أن هذه المجازر ارتكبها الإنسان بحق الإنسان، وارتُكبت بشكل مجاني، ذهب ضحيتها مدنيون أبرياء قُتلوا بصورة همجية.
وأكد سيادته أنه واثق بأن الأوكرانيين سيجدون السلام فيما بينهم، بيد أن الجراح ما تزال عميقة، وتتطلب وقتا طويلا لتلتئم. كما ثمة حاجة إلى الكثير من الوقت لصنع السلام مع روسيا، لافتا إلى أنه يصعب في الوقت الراهن الحديث عن السلام والمصالحة نظراً لوجود كم هائل من الألم والمعاناة في قلوب الناس، ودعا للصلاة إلى الرب كي يساعدنا على مداواة الجراح.