Oliver كتبها
-من يعرف أسرارك يا أول الأبرار.من يفهم يوماً من أيامك فى الفردوس.من يدرك عظمة ما كنت فيه قبل الخطية.من يستوعب تلك الحكمة التى نلتها و بها منحت أسماءاً لكل الموجودات.من سواك عاش إنسان ما قبل الخطية.تاج الخليقة مكسواَ بالبراءة و القداسة و المحبة النقية و المعرفة و الكمال. 
 
- من غيرك رأى الله و قضى معه الليل و النهار.من نام مرتكنا على صدره و تآلف مع لغته لأن معه وحده كان يتحدث آدم.من تظلل بشجرة الحياة.من رأى غنى الله مثله و عاين عظمة خلائقه السمائية.من تصادق مع الملائكة مثل أبونا آدم.من كان يحس الله من قبل أن يتكلم؟من عاش مفتوح العينين كل الوقت تنكشف له السماء.يأخذ من الله كل معرفته بإنسكاب و شعور بكم هو مدلل فى هذا الوجود.
 
- من تسلط على الخليقة.و صار سيداً للجميع حين لم تكن الوحوش وحوشاً .لمن خضع الجميع إلا لآدم و من الذى تسلط على الخليقة سواه.من أخذ سلطاناً كسلطان آدم.من مثله وديع و متضع  لم تبهره العجائب مثلما آدم؟لهمن غيره جبار بأس عند قدميه تنحنى أعناق الأسود و يخضع اللوياثان.تتلوى التنانين طالبة رضاه .له أطاعت الحيتان العظيمة و أسرعت نحوه طيور السماء مستجيبة.
 
-من مثله أفلح الأرض فرأي خيرها من غير جهد.ببركات السماء تبارك حتى المنتهى.من مثل أبينا آدم رأى حواء فأحبها من غير وصية لأن الحب كان لغة آدم الوحيدة.حين لم يكن فى الوجود خطية.
 
- أعظم من قديس أنت يا أبى.أسمى من الأنبياء.أنت بركة الآباء كلهم.من برك إنتقل البر لجنسنا.نعم أخطأت و ضاع الكثير مما كان فيك و كان لك.لكنك ظللت تحب الله وتحن إلى عشرته و تنتظر الفداء. 
 
-بعد الخطية إحتفظت بذكريات الحياة مع الله.إشتقت جداً إلى نسل المرأة الذى سيسحق رأس الحية.أنت علمت هابيل البر. سلمته تقليد الفردوس فهان الموت عنده من أجل الله.أنت أخبرت أخنوخ عن الله و إستئمنت متوشالح على أسرار كثيرة.نوح يعرفك و ينحنى لك فتباركه.تركت فى الآباء ذكريات الفردوس قبل الرحيل. حواء لم تنقص شيئاَ عنك هى أيضاَ فى ذاك البر الأول.جد و جدة المسيح.
 
-لا تقولوا أن آدم ليس قديساً و لا باراً لأنه أخطأ.بل قولوا أنه محبوب الله الذى مات لأجله و رده إلى الفردوس.لا تستهينوا بعظمة أبينا آدم لأن الله سر أن يجعله أول من يعرفه و يحيا معه و يختبر محبته.آدم و حواء هما أول من جاء من نسلهما الرب يسوع بالجسد و بر هابيل متعلماً من بر أبويه.
 
- من أجل هذا دعا الروح  القدس المسيح الرب أنه آدم الثانى.لم يستنكف أن يدعوه آدم كإسم حبيبه الأول.نعم لا مقارنة بين آدم الأول و الثانى لكن هذا لا يمنع من الإعتراف بمكانة آدم الأول عند الله و عندنا.فلا يتجرأ أحد على آدم فيما بعد لأنه أول أب يستحق الإكرام.لو عاش أحدنا يوماً فى الفردوس لعرف عظمة آدم جيداَ.إن خطية آدم لا تسمح لنا بالإستهانة به.فما نحن بحلونا و مرنا إلا شيئاً طفيفاً من آدم .الولادة من فوق أنقذتنا من سقطة آدم و كل خطية و الآن يسكن أبونا آدم الفردوس فكيف لا يكون مكرماً .نرجو ألا يعلم أحداً عن آدم بتجاسر و إستهانة فهذا غير ما تعلمناه من روح الله فى الكتاب.
 
- آدم يشفع فى أولاده لأنه يشعر بمسئوليته عنهم كأب إذ أخطأوا بإرث الفساد الأول الذى تسبب فيه أيضاً  آدم كواحد من كبار سكان الفردوس يشفع فى أولاده كمسئول بإعتباره أب لجميعهم. أن خلاص آدم أبينا سبب رجاء لكل خاطئ.إذا كان أول خاطئ نال الخلاص فليس عسيراً أن يخلص صغاره.
 
-الكنيسة تذكر آدم و حواء بإحترام فى الصلوات  و الألحان والقداسات كما فى صلاة باكر.جئت و خلصت أبانا آدم من الغواية و عتقت أمنا حواء من طلقات الموت. و فى القداس الباسيلى (رد آدم و بنيه إلى الفردوس) و لا يوجد واحد من الآباء المفسرين من أنكر خلاص آدم .لغة الكنيسة لا تتجاسر على آدم رغم الإعتراف بالخطية الأولى.لكنيسة الكاثوليكية تحتفل به كقديس مع حواء و تعيد لهما يوم 24 ديسمبر .لذلك من يتكلم بقباحة على آدم لا يجيد لغة الروح و ولا يعرف عظمة أبينا المهيب آدم.