كتبها - Oliver
- الله كلى القدرة كامل المعرفة. يعرف أن آدم وحده لن يكون حسناً. سيحتاج معيناً نظيراً. و آدم لم يحتاج معونة فى وجود الله لكن معينة أى مثيلة له فى جنسه البشرى شريكة له فى المحبة الإلهية و المحبة الإنسانية التى ولدت بعد خلقة حواء. لأن كل المخلوقات كان لها نظير إلا آدم.فلما خلقت حواء جاءت و معها حب جديد على الوجود هو حب آدم لحواء و حواء لآدم فكان الحب هو العون المقصود بقول الرب لنخلق معيناً نظيراً لآدم.

- لم يخلق الله حواء مع آدم فى الوقت نفسه. بل أراد شيئين قبل أن يخلقها. الأول أن يعرف آدم حاجته إلى حواء. حتى متى صارت له  حواء غلبته المحبة . لهذا قال الرب بلسان آدم : ليس حسناً أن يكون آدم وحده.

- الثانى أن آدم تكرم من الله بحكمة و سلطان على الخليقة كلها. أعطى للموجودات أسماءاً و هذا ليس أمراً هيناً فالإنسان لا يمكن أن يحوى في عقله ملايين الأسماء كما كان في عقل آدم. أما حواء فلم تسهم بمنح أسماء للموجودات مثل آدم و ليس لها هذه الخبرة التي للرجل. لكن من حقها كرامة هى أيضاً كما صار لآدم مجد الرجل الأول فخلقها الله من جزء حى من جسد آدم و ليس من التراب كما آدم. لهذا سميت حواء أى أم كل حى لأنها خلقت من ضلع حى . كأن حواء منذ خلقت و هى مترفعة عن التراب.

- لما سقط الإثنان وعد الرب أن الخلاص بنسل المرأة أى المسيح له المجد الذى سحق رأس الحية. فكما أن حواء أغويت أولاً فإن حواء الثانية القديسة مريم ولدت الذى خلصنا من الغواية.

- قبل ولادة الأسباط من يعقوب أب الآباء كان الكتاب المقدس حريصاً أن يذكر كل شخصية و زوجته. و يعلمنا من الإثنين معاً كما فى حياة إبينا إبراهيم و سارة و أبينا إسحق و رفقة و أبينا يعقوب و ليئة و راحيل. ثم بعد بركة يعقوب للأسباط بدأ التدقيق فى الأنسال حتى يتم المكتوب بنسل المرأة.

- من الملاحظ أن كثيرات من نساء الكتاب المقدس كن ملكات. و الكتاب المقدس بدأ بملكات الأمم مثل ملكة سبأ ( التيمن) التى جاءت من منطقة سبأ قرب البحر الأحمر لتتعلم الحكمة من سليمان النبى. ثم وشتى ملكة الفرس مع زوجها أحشويرش و كرامتها أنها لم ترض أن تكون منظراً للرجال السكارى بأمر زوجها فلما أبت ذلك  إنتقل منصب الملكة بتدبير إلهى إلى إستير ليتمجد الله بها و يستخدمها فى إنقاذ الشعب اليهودى من الإبادة بمشورة هامان الرديئة.

- كان لإثيوبيا و مصر نصيب كبير من ملكات كثيرات. نعرف بعضهن من الكتاب المقدس مثل تحفنيس التي تزوجت هدد إبن ملك آدوم الذى قتل على يد يؤاب قائد جيش داود النبى. 1مل11: 19 و 20 و ملكة كنداكة (أى الغفران) و هو لقب لكل ملكات إثيوبيا (الحبشة) .مثل لقب فرعون لملوك مصر.

- على أن الكتاب يذكر ملكات فقدن المجد اللائق بهن .داود النبي إعتزل زوجته ميكال بنت شاول الملك لأنها إحتقرته و أهانته لما رقص قدام تابوت الرب عند عودته من أرض الفلسطينيين 1صم18.ثم تزوج أبيجايل فصارت الملكة المكرمة لحكمتها فى إنقاذ داود من سفك الدماء.1صم 25. و هكذا الفرق بين حواءتين .

- على أن بثشبع الملكة التي إفتتن بها داود النبي فتآمر على قتل زوجها أوريا الحثى حتى تصير له و أحبها حب العاشقين أكثر من جميع نساءه 2صم 11 . ظلت بتشبع بكرامتها لا ينسب لها خطأ بل لداود النبي نسب الرب الخطأ و حمله دم أوريا .مثلما عزل آسا الملك أمه معكة لأنها عملت سارية لتمثال لها 2أخ 15: 16 كما خلعت هيروديا نفسها من التاريخ بتوصيتها قطع رأس يوحنا المعمدان .

-  إن إيزابل زوجة آخاب كانت الصورة القاتمة لملكة لا يذكر لها الكتاب عملاً صالحاً 1مل16 و 2مل9 فصارت رمزاً إنثوياً للشيطان رؤ2: 2. و لم تكن عثليا إبنتها سوى صورة مصغرة من أمها الشريرة.2مل11 و2أخ 22 و 23. فلم تكن هاتين المرأتين معيناً نظيراً كما حواء بل أدوات هلاك فى يد إبليس.

-  سليمان الذى يرمز للمسيح في مواقف متعددة جعل لنفسه ستون ملكة. ليس للزواج بل للكرامة. فإن كل من إرتبطت بالملك صارت ملكة هكذا يكون لكل نفس تتملك في المسيح يسوع. لهذا يقول عن هؤلاء أنتم ملوك و كهنة.نش6: 8 رؤ1: 6 رؤ5: 10و لهذا نرتل عن العذراء جلست الملكة عن يمينك أيها الملك.

- إن حواء كيان حي في قلب الرجل. مثلما كل آدم حى في قلب حواءه. و أما الذين تبتلوا و تكرسوا فهؤلاء صار فيهم كما في قلب الله. حب كامل للجميع.إذ فى المسيح يتساوى الجميع في الحب و المجد و الوعود التى لنا من قلب الله.