كتب - محرر الاقباط متحدون
قالت الروائية سلوى بكر في تصريحات تليفزيونية :" لما تحجب بنات اعدادي وتلغي حصة الموسيقى والرقص يبقى بتجهز انسان داعشي.
وابدى اعجابه بهذه التصريحات الكاتب احمد علام وكتب عبر حسابه على فيسبوك :"
اتذكر يوما دراسيا فى إحدى حصصه كان المعلم يشرح لنا فى قصة طارق بن ذياد ويصف لنا مشهد قطعه لروؤس أهل الكفر إنتصارا لدين الله ، وحين خرجنا الفسحة ركبنا شجر المدرسة وقطعنا بعض أفرعها وصنعنا منها حرابا وعصيا ، وبعد انقضاء اليوم الدراسى قسمنا أنفسنا لفريقين ، فريق للمؤمنين وفريق للكفار ،،وتشاجرنا أمام المدرسة وكنا نضرب بعض حقيقيا فعلا وانضم أطفال الشارع وبقية زملاءنا فى المدرسة للفريق الذى كان يمثل دور المؤمنين الفاتحين وكان يوما مشهودا ، قامت المدرسة فى يومه التالى بإستدعاء أولياء أمورنا حتى يدفعوا فاتورة إصلاح التلفيات.
ولذلك فالكاتبة سلوى بكر لم تخطئ فى إشارتها عن أن شكل وسلوك وكيفية التعليم والتشديد على الطفلات الصغيرات من أجل إرتداء الحجاب والخمار ، هى سلوكيات مؤذية فعلا على الوعى العام لهؤلاء بعد كبرهم واتجاههم نحو التشدد ، فثلا هؤلاء الاولاد الذين دمروا أثاثات المدرسة منذ عدة أيام فى آخر أيام إمتحاناتهم ، لو أنهم يدرسون موسيقى أو يمارسون حصة رياضة فى المدرسة ، لم يكونو ليفعلو ذلك ، ولخرجت طاقاتهم فى شكل محمود .
ومن 115 عام فى حفل إفتتاح جامعة فؤاد الأول (القاهرة ) عام 1908 خطب أحمد ذكى وزير التعليم وقتها أن الجامعة ستخدم الدين - فوقف سعد زغلول محتدا وقائلا الجامعة لا ينبغى أن يكون لها دين ، وقام أحمد لطفى السيد صائحا العلم لا يخدم الدين بل الإنسان ، ولذلك كانت تلك الحقبة الأكثر تعددية وليبرالية وقبولا للأخر بمصر ،، ومع بداية السبعينات لما أصبح التعليم بمناهجه ومدارسه وجامعاته صوتا للدين لا العلم -أصبح مجتمعنا متحيزا للصوت الواحد والفكر والتوجه الواحد وأصبح مجتمعا عاطفيا مدمنا للشعارات وسهل الانقياد ومرتعا للتطرف الدينى والثقافى - فكلما أصبح الإنسان أسيراً لثقافة واحدة وفكرة واحدة ورأي واحد فسيكون أنانيا أحاديا متسلطا لا يؤمن بالتنوع ولا بحقوق غيره غير مراعيا لمشاعر الأخرين معه فى نفس المجتمع - لذلك يبدأ الإصلاح الحقيقي من تغيير مناهج التعليم الرجعي إلى مناهج صالحة لخلق إنسان العصر وإلغاء مناهج المغازى والحكايا و التسلط القبلي وهيمنة العادات والتقاليد المتخلفة إلى إنماء الحرية الإنسانية وقبول التعددية والمختلف جنسا وفكرا ودينا والتخلص من الإذدواجية الدينية والأخلاقية التى نحياها.