انتابت حالة من القلق بعض المواطنين بعد مقطع فيديو يظهر خروج ديدان من الأسماك التي تم اصطيادها من نهر النيل في إحدى قرى الدقهلية، وبادر بعض نواب البرلمان بتقديم طلبات إحاطة داخل مجلس النواب للوزارات المعنية منها وزارتي الزراعة والبيئة، لتوضيح هذا الأمر وفتح تحقيق موسع لتحديد أسباب خروج الديدان من خياشيم الأسماك عند لمسها.
وقد أوضح الدكتور عادل شاهين، أستاذ أمراض الأسماك والاستزراع السمكي في جامعة بنها، حقيقة هذا الأمر، قائلا إن ديدان الأسماك هي عبارة عن أطوار متحوصلة وهي لا تؤثر على الإنسان إلا في حالة تناوله لها نيئة، لأنها بدءا من درجة حرارة 75 درجة مئوية تتكسر وتموت سواء كان ذلك في الشوي أو القلي، مضيفا أن المقطع المتداول لم يظهر أي أشكال من الديدان وإنما حويصلات.
وأوضح «شاهين»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن هذه الحويصلات تحتوي على يرقة الديدان في الطور الثالث وهذه إما أن تكون ديدان اسطوانية أو طولية أو مفلطحة، مضيفا أن تلك الديدان نادرا ما تصيب الإنسان، ولا تصيبه إلا في حالة تناولها للأسماك نيئة أو غير مطهية جيدا، لأنها تموت عند طهيها.
وأشار إلى أن هذه الديدان أيضا تُزال آثارها من الأسماك بعد تنظيفها وبالتالي طالما تناول الشخص الأسماك نظيفة ومطهية فلا يمكن أن تنتقل إليه.
وأضاف أن هناك ديدان كاملة قد تتواجد داخل أمعاء الأسماك وهذه لا يمكن أن تصيب الإنسان أيضا إلا إذا تناول الشخص بيضها الموجود داخل الأمعاء، وهو أمر لا يحدث أيضا، مضيفا أنه حتى في أسماك الرنجة فالأشخاص يتناولونها بعد التنظيف والتسخين على النار، وبالتالي يقتلون أية يرقات من الديدان قد تكون داخل عضلات سمك الرنجة أو بيضها.
نصيحة مهمة عند تناول الأسماك
وأشار أستاذ أمراض الأسماك إلى أن المصريين ليس من عاداتهم الغذائية تناول الأسماك نيئة، فالأمر ليس بالخطورة التي يحاول البعض تصويرها، موضحا أن مصر على وشك تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، ومصر لديها معامل متخصصة يمكن تحليل الأسماك وتقول كلمتها في هذا الأمر وتحسم الجدل.
ونصح المواطنين بأنهم عند رغبتهم في شواء الأسماك يستخدمون الأسماك متوسطة الحجم وليست الكبيرة، حتى تتمكن النار أن تتخلل سائر جسدها بشكل صحي وتصل الحرارة داخلها إلى أكثر من 65 درجة مئوية وهي الدرجة الكافية لقتل أية ديدان قد تحتويها الأسماك، أما عند القلي في الزيت أو سلق الأسماك فهي بالتأكيد تكون قد تخلصت من أية ديدان فيها.