بقلم : صفوت سمعان يسى
منذ حل علينا النظام الحالى اعتقد الكثيرون أن شغلهم هو تهميش وازدراء الأقباط ، ومنذ نشر مقطع الفيلم المسىء ، اعتقد الأخوان والسلفيون أنها فرصة لجر كل الأسماء القبطية لساحات المحاكم وآخرين لجر رجال الدين القبطى كفرصة متاحة للتشنيع بهم واستدعاء الكراهية لهم وكان أخرها محام مغمور سلفى متعصب كاره ادعى انه من لجنة حقوق الإنسان وهو مطرود منها ، قام برفع بلاغ ضد الأب منتياس ومجلة الكتيبة الطيبية، وكانت التهمة فى منتهى السذاجة والسطحية وهى تهمة إزدراء الأديان والتحريض ضد طائفة المسلمين وسلطات الدولة وإشعال الفتنة الطائفية بسبب أن الجريدة نصت في أهداف صدورها علي إعادة بناء الهوية المصرية والقبطية من خلال رفض إدعاءات الانتماء للعروبة ومقاومة وسائل ترسيخها ونشر اللغة والفنون والآداب المصرية القديمة.....!!!
هو إحياء الهوية القبطية التى هى المصرية بفنونها وآدابها بقى عار وخيانة وإحياء الهوية الوهابية هو قمة الوطنية ...!!!
ولكن كانت الكارثة أن خرج علينا رئيس جهاز التعبئة والإحصاء وأعلن بدون أى مبرر فى ذلك التوقيت أن عدد الأقباط فى مصر خمسة مليون وشوية فكه ، وفى توقيت زيارة مرسى لواشنطن وفى ضوء الأعداد النهائى للدستور الدينى ، فهو توقيت سىء النية بامتياز، وكأنه يبلغ رسالة بأن الأقباط أقلية أخذت حقها وأزيد وان مطالبهم أكثر من حجهم ، وبالتالى لا يحق لهم أى مطالبات ومناصب تمهيدا للمحاصصة التى تتم فى الدولة لصالح الأخوان والسلفيين والفتات لباقى التيارات الأخرى ، وكذلك رسالة رد ضد أقباط المهجر بسبب أنهم سيتظاهرون ضده ، ورسالة للإدارة الأمريكية لتقدير الموقف بناء على العدد .
فإذا كان عدد الأقباط هو سبعة مليون فى عام 1974 رسميا ، وكان عدد المصريين يقدر بحوالى 40 مليون فهل عندما زاد العدد إلى 85 مليون ، الأقباط تناقص عددهم نظرا لأكل الفراخ البيضاء المسمنة بحبوب تحيد النسل ...!!!
فهل الأقباط يزداد عددهم ....علي حسب مزاج الحالة السياسية... فيكثر عددهم عندما ينزل شفيق الانتخابات ويقولوا أن ستة مليون قبطى أعطوا له (بخلاف من لم ينزلوا ومن لم يكتمل السن القانونية ،يعنى الضعف 12 مليون ) ويقل عددهم لما دولة الإخوان تريد التقليل من عددهم لتمرير دستورهم الطائفى و للتغطية علي استبعادهم من مناصب المحافظين و الوزارات و رؤساء الجامعات و المناصب العليا والمناصب الحساسة السيادية طبقا لنسبتهم الحقيقية بالوطن.
ولكن عدد الأقباط فى مصر طبقا لما نشره الكاتب الصحفى محمد الباز فى جريدة الفجر يوم 24/10/2011 بعنوان "إعلان مصر دولة خالية من الأقباط " ذكر فيه بالحرف الواحد :-
"منذ سنوات طويلة.. فالأقباط يميلون إلى التهويل يقولون إنهم ما بين 10 و15 مليون قبطي، وهو ما يبعث بالنار فى أوصال المتشددين من الإسلاميين الذين يهونون من الأمر كثيرا، فيقولون إن الأقباط ما بين 3 و5 ملايين فقط فى مصر.
لكن المفاجأة التى أنشرها هنا على مسئولية مصدر مهم فى مصلحة السجل المدنى
-أن عدد الأقباط الذين يعيشون فى مصر ومن واقع شهادات الميلاد وبطاقات الرقم القومى يصلون إلى 17 مليونًا.. كما أن هناك حوالى 3 ملايين قبطى يعيشون فى دول العالم المختلفة ولديهم الجنسية المصرية.
أى أننا أمام 20 مليون قبطى بالفعل.. وهو رقم كبير بالطبع يجعل من عملية إجلاء المسيحيين عن مصر أمرًا فى غاية الصعوبة، ليس بسبب الدين فقط.. لكن بسبب تشابك العلاقات الاقتصادية والتداخل الاجتماعى الهائل الذى لا يمكن أن ينكره أو يتنكر له أحد".
بعد كل ذلك مازال الكذب بكل صدق سمة التيار المتأسلم لأغراض فى أنفسهم ، فالكذب مباح وحلال ولا مانع من استخدام التقية.
طبعا لا احد يخرج علينا ويقولوا بلاش التقسيم الطائفى والعنصرية بتاعتكم ولكن أحب الفت نظركم أننا لم نستدعى ذلك فالكل مصريون ولكن لا تنسوا أن المادة الثانية قالت أن أغلبية الشعب يدين بالإسلام، يعنى أن هناك أغلبية وأقلية مذكور فى الدستور ، أذن فلنعرف التعداد الحقيقى طالما ارتكنا على لغة أغلبية وأقلية فى الدستور الطائفى...!!!
ولذلك أدعو الكنائس إلى إجراء تعداد لكل إبروشية لتعداد سكانها المسيحيون بأرقامهم القومية وبأسماء أولادهم وأحفادهم من واقع السجلات الموثقة والمسجلة على الكمبيوتر بكل كنيسة فى
حتى نحسم الجدل بأن الأقباط هم نسبة 5% بينما هم 25% أى ربع سكان مصر.
ولا ننسى أن مبارك ارتعب وهددً لما الكنيسة فى السنوات السابقة أرادت أن تعمل تعداد للأقباط خوفا من ظهور التعداد الحقيقى.
فالدول الديمقراطية لا ينتقص فيها حق الأقلية ولا يزاد فيها حق الأغلبية فكلهم مواطنون متساوون
عكس الدول الدينية التى لا تعطى الحقوق إلا لتابعى ديانتها أما الباقى فيجود عليهم بالفتات والذمية