هوت عملة بتكوين المشفرة بنسبة 23 بالمئة في تداولات آخر 7 أيام، متكبدة خسائر يومية تفوق 8 بالمئة بعد أن جمدت شركة سيلسيوس الأميركية لإقراض العملات المشفرة السحوبات والتحويلات محذرة من ظروف "بالغة الشدة"، في أحدث علامة على أن تراجع الأسواق المالية يلحق ضررا بسوق العملات المشفرة.
أثار تحرك سيلسيوس هبوطا في أرجاء العملات المشفرة لتنخفض قيمتها عن تريليون دولار للمرة الأولى منذ يناير /كانون الثاني 2021، مدفوعة بخسائر بتكوين.
مع هذا التراجع المرير، بلغ سعر بتكوين أقل من 23 ألف دولار الثلاثاء وهي مستويات متدنية لم تسجلها العملة المشفرة الأشهر منذ قرابة عامين.
في أسواق العملات المشفرة عموما كانت الخسائر فادحة للغاية خصوصا بعد أن فقدت القيمة السوقية أكثر من تريلوني دولار منذ القمة المحققة في نوفمبر الماضي عند 3 تريليونات دولار.
وفي تداولات أمس هوت بتكوين لأدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2020، لتخسر نحو ثلاثة أرباع قيمتها منذ أن حققت أعلى مستوياتها في نوفمبر الماضي.
وقد كبد الهبوط الحاد في العملات المشفرة، شركة "مايكرو استراتيجي" أكبر الشركات الحائزة للبتكوين في وول ستريت خسائر غير محققة تجاوزت المليار دولار.
تمتلك "مايكرو استراتيجي" 129 بتكوين بقيمة تقترب من 4 مليارات دولارات، في حين بلغت قيمتها الحالية نحو 3 مليارات دولار.
لم يقتصر الهلع من تأثيرات رفع الفائدة الأميركية، وهو القرار المرتقب غداً، على العملات المشفرة، بل كانت الاضطرابات سمة غالبة لتداولات الأمس في أسواق الأسهم الأميركية.
وسيطر القلق على معنويات المستثمرين في الأسواق العالمية، بما انعكس على شكل تراجعات حادة شهدتها أسواق الأسهم مع تخارج المستثمرين من الأصول ذات المخاطر المرتفعة، وكانت المحصلة دخول مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأميركي حالة السوق الهابطة، بعد أن خسر 22 بالمئة منذ القمة المحققة في يناير الماضي، ويسجل أسوأ أداء نصف سنوي منذ 2008.
يأتي الخوف المسيطر على معنويات المستثمرين، بالتزامن مع تزايد التوقعات بأن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة ثلاثة أرباع النقطة المئوية في اجتماع الغد، بدلا من نصف النقطة المئوية التي كانت متوقعة من قبل، وهذا الرفع قد يساعد في كبح ارتفاع الأسعار لكن قد يؤدي إلى تهديد النمو باكبر اقتصاد في العالم.