محرر الأقباط متحدون
بمناسبة اليوم العالمي السادس للفقراء ٢٠٢٢ ، والذي يحتفل به في الثالث عشر من نوفمبر تحت عنوان "يسوع المسيح افتَقَرَ لأَجْلِكُم".
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، يعود اليوم العالمي للفقراء مرة أخرى هذه السنة كتحريض سليم لكي يساعدنا على التأمّل حول نمط حياتنا وأشكال الفقر العديدة في الزمن الحاضر. قبل بضعة أشهر، كان العالم يخرج من عاصفة الجائحة، مُظهرًا علامات التعافي الاقتصادي الذي كان من المفروض أن يعيد الانتعاش إلى ملايين الأشخاص الذين أفقرهم فقدان عملهم. وانفتحت نافذة من الهدوء والصفاء، وعدت دون أن تنسينا ألم فقدان الأحباء، بالقدرة أخيرًا على العودة إلى العلاقات الشخصيّة المباشرة، واللقاء مجدّدًا دون قيود أو تقييدات. وهنا ظهرت كارثة جديدة في الأفق، فرضت مشهدًا أخر على العالم. جاءت الحرب في أوكرانيا لتضاف إلى الحروب الإقليميّة التي حصدت الموت والدمار خلال السنوات الأخيرة. لكن الصورة هنا تبدو أكثر تعقيدًا بسبب التدّخل المباشر لـ "قوة عظيمة"، تنوي فرض إرادتها ضد مبدأ حق تقرير مصير الشعوب. فتكرّرت مشاهد ذكريات مأساويّة، ومرة أخرى غطّت التهديدات المتبادلة لبعض المقتدرين صوت البشريّة التي تطلب السّلام".
وتابع البابا فرنسيس: كم من الفقراء تخلِّفُ حماقة الحرب، وأينما نظرنا، يمكننا أن نرى كيف يؤثر العنف على الأشخاص العزّل والأكثر ضعفًا. إجلاء آلاف الأشخاص عن بلادهم، ولاسيما الأطفال، لاستئصالهم وفرض هوية أخرى عليهم يجد ملايين النساء والأطفال والمسنين أنفسهم مجبرين على تحدِّي خطر القنابل لكي ينقذوا ذواتهم من خلال البحث عن ملاذ كلاجئين في البلدان المجاورة. أما الذين يبقون في مناطق النزاع فيعيشون يوميًّا مع الخوف ونقص الطعام والماء والرعايّة الطبيّة ولاسيما مع غياب المودّة والمشاعر. في هذه المواقف الصعبة، يُظلم العقل، والذين يعانون من العواقب هم العديد من الأشخاص العاديّين، الذين يضافون إلى العدد المرتفع للفقراء. كيف نقدم جوابًا مناسبًا يحمل التعزية والسّلام للعديد من الناس، الذين تُركوا رَهنَ ظروف غير ثابتة وغير مستقرة؟
وواصل بابا الفاتيكان يقول يأتي اليوم العالمي السادس للفقراء، مع الدعوة - المأخوذة من القديس بولس الرسول – لكي نحدق نظرنا إلى الله الذي "افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه". خلال زيارته إلى أورشليم، التقى بولس ببطرس ويعقوب ويوحنا الذين طلبوا منه ألّا ينسى الفقراء في الواقع، كانت جماعة أورشليم تعيش في صعوبة شديدة بسبب المجاعة التي عصفت بالبلاد. فاهتمَّ بولس الرسول على الفور بتنظيم حملة جمع تبرعات كبيرة لصالح هؤلاء الفقراء".