انتقد المخرج داوود عبدالسيد، ارتفاع أسعار تذاكر دور العرض السينمائية خلال الفترة الحالية، معتبرًا أن أسعارها للشرائح العليا من الطبقة المتوسطة، وبالتالي أصبحت دور العرض طاردة للشرائح الوسطى والأقل من الوسطى في تلك الطبقة: «الأسعار للشرائح العليا من الطبقة المتوسطة ونوعية الجمهور واهتماماته أصبحت مختلفة.. والأوضاع الجديدة فرضت سينما تجارية خالية من الهموم.. والحب همّ وأي قضية هي همّ».

وأكد «عبدالسيد»، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «كلمة أخيرة»، المذاع عبر فضائية «ON»، أن السينما الحالية خالية من القضايا، مشددًا على أن هذه ليست «سينما داوود عبدالسيد»، ولا سينما محمد خان ولا سينما بشير الديك وعاطف الطيب وخيري بشارة: «أي فيلم جيد يجب أن يحمل قضية للناس».

عبدالسيد: الرقابة المؤسسية الحالية مشفتش أسوء منها
واعتبر داوود عبدالسيد أن المجتمع ليس على درجة واحدة من ناحية التفكير والذوق العام، فالمجتمع يضم بين جنباته الأكثر تحفظًا والأكثر تحررًا، مضيفًا: «الرقابة المؤسسية الحالية أنا مشفتش أسوء منها والرقابة الاجتماعية ليست شديدة الضيق لأن جمهور السينما حاليا متعلم وبيشوف أفلام الخارج».

وأكد المخرج داوود عبدالسيد أن هناك أجيال جديدة من صُناع السينما كُتاب ومخرجين ومصورين، ووصفهم بأنهم أصحاب مواهب، لافتًا إلى الإنتاج بات يعتمد على تنوع وسائل العرض عبر المواقع والمنصات أو الحصول على دعم من المهرجانات وتمويل من أماكن مختلفة لتصوير الفيلم: «من يختار الفيلم هو الممول وعادة ما يكون غير مصري».

عبدالسيد: حرصت على صناعة أفلام تعيش
وعلق «عبدالسيد» على قلة أعماله الفنية، لافتًا إلى أنه أخرج 9 أفلام، كتب منها 8 أفلام معتبرا كل عمل قدمه بمثابة عملين فنيين ولازالت لديه مشروعات فنية استغرقت وقتا كبيرا في إعدادها ولكنها لم تٌنفذ، مشددًا على عدم مسئوليته عن إنتاج بعض الأفلام مرجعًا المسئولية إلى الصناعة ذاتها.

وتابع: «الشباب جمهوري الذي يمدني بإحساس بالتميز لأنني اعتدت على صناعة أفلام تعيش وليست أفلام تنتهي بمجرد عرضها السينمائي.. والأجيال الجديدة مختلفة تبحث عن عمق ما في السينما وهو ده اللي بيبسطهم وبيسعدهم ودي شهادة من المستقبل للماضي».

وأشار عبدالسيد إلى أن نوعية جهور السينما تغير: «مشاهدو السينما في التسعينات كانوا يتركزون في «وسط البلد» ودور العرض الكائنة في الأحياء، إلا أن الوضع تغير حاليًا لحساب سينمات المولات، فالعائلات تزور المولات بحثا عن السينما النظيفة.. سينما متجرحش حد وفيلم الأسرة كلها تتفرج عليه».