أظهرت دراسة جديدة أن مجموعة من الأدوية المستخدمة بشكل شائع لعلاج ضعف الانتصاب قد تكون قادرة على تعزيز تأثير العلاج الكيميائي لسرطان الحلق.
ووجدت الدراسة الممولة من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة ومجلس البحوث الطبية، التي نُشرت في مجلة Cell Reports Medicine، أن الأدوية المعروفة باسم مثبطات PDE5، يمكنها عكس مقاومة العلاج الكيميائي عن طريق استهداف خلايا تسمى الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان (CAFs) الموجودة في المنطقة المحيطة بالورم.
وأشار الباحثون إلى أن هذه المثبطات يمكن أن تجعل العلاج الكيميائي أكثر فعالية ضد سرطان الحلق، حيث أنها تعمل على إغلاق الإنزيمات التي تشكل دروعا واقية حول الخلايا السرطانية، ما يسهل على الأدوية الكيميائية تفجير الأورام.
وتشير الاختبارات التي أجريت في المختبرات والفئران، إلى أن الجمع بين الأدوية يمكن أن يعمل على المرضى من البشر وأنواع السرطان الأخرى أيضا.
وأضاف العلماء أن الرجال والنساء يمكن أن يستفيدوا من هذا العلاج، حيث أنه من غير المرجح أن تسبب الحبوب أي إثارة غير مرغوب فيها.
وقال مؤلف الدراسة البروفيسور تيم أندروود، من جامعة ساوثهامبتون: "إن العثور على دواء موصوف بالفعل بأمان للناس كل يوم يمكن أن يكون خطوة كبيرة إلى الأمام في معالجة هذا المرض الذي يصعب علاجه".
واختبر الخبراء الأدوية، المسماة مثبطات PDE5، بالاشتراك مع العلاج الكيميائي على خلايا سرطان المريء.
ووجدت الاختبارات مستويات عالية من إنزيمات PDE5 حول الأورام، ما يشير إلى أنها تساعدها على النمو.
في حين أن عقاقير ضعف الانتصاب تضغط على مستويات الإنزيمات، فتفتح الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي القاتل وتعزز فعاليتها.
واختبر الباحثون العلاج على الفئران المزودة بالأورام السرطانية المقاومة للعلاج الكيميائي، ووجدوا أنه لا توجد آثار جانبية سلبية للعلاج، وأن العلاج الكيميائي مع مثبطات PDE5 قلص الأورام أكثر من العلاج الكيميائي وحده.
مع سلامة هذه الأدوية المثبتة والنتائج الإيجابية لهذا البحث، فإن الخطوة التالية للباحثين هي المرحلة الأولى / الثانية من التجارب السريرية لاختبار مثبط PDE5 بالاشتراك مع العلاج الكيميائي في المرضى الذين يعانون من سرطان المريء المتقدم.
وإذا نجح هذا العلاج، فيمكن أن تمهد الدراسة الطريق لاستخدام مثبطات PDE5 في أنواع السرطان الأخرى.
وقالت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة: إن تطوير عقاقير جديدة للسرطان أمر مهم للغاية، لكن القيام بذلك من نقطة الصفر يمثل عملية صعبة، ويفشل الكثيرون على طول الطريق. لقد حرصنا أيضا على استكشاف ما إذا كانت الأدوية الحالية مرخصة لأمراض أخرى، يمكن أن تكون فعالة في علاج السرطان. وإذا تبين أنها علاجات ناجحة، فإنها ستثبت أيضا أنها ميسورة التكلفة وستصبح متاحة للمرضى بشكل أسرع من أدوية السرطان الجديدة".