بابا الكنيسة الكاثوليكية يستقبل المشاركين في جمعية "رواكو" المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية
محرر الأقباط متحدون
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة لهيئة "رواكو" المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية، وتُعقد الأعمال من العشرين وحتى الثالث والعشرين من يونيو وقد افُتتحت بقداس إلهي ترأسه عميد دائرة الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري.
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة إلى المشاركين في أعمال الجمعية العامة الخامسة والتسعين لهيئة رواكو رحّب فيها بجميع الحاضرين وقال إن حدس رواكو يتماشى مع المسيرة السينودسية التي تقوم بها الكنيسة الجامعة؛ فعملية تقديم مشروع مساعدة تعني مشاركة أطراف متعددة، وأشار إلى أن لكل واحد دورا ويُدعى إلى الحوار مع الآخرين بالتشاور والدراسة وطلب الاقتراحات والشروحات وتقديمها، السير معا، وأكد أيضا أن الأدوات الإعلامية التي تقوم مكاتب الهيئة بإعدادها ستجعل هذه المسيرة أكثر فعالية، ولكن من الأهمية بمكان أن تدعم هذه الأدوات اللقاء والحوار الذي تم التوصل إليه على مر هذه السنين، من خلال المساعدة على تنمية "سيمفونية المحبة" بشكل جماعي.
وأشار بابا الفاتيكان إلى أنه حين تعزف أوركسترا عملاً مهما تقوم بداية بضبط الآلات الموسيقية، وهكذا فقط يكشف الأداء مهارة الموسيقيين، وأضاف: خلال إعداد سيمفونية المحبة، واصلوا السعي إلى الانسجام وابتعدوا عن كل ميل إلى العزلة والانغلاق على الذات، مسلطا الضوء على القرب من الإخوة والأخوات وخدمة الكنائس الكاثوليكية الشرقية في البلاد الأم كما في بلدان الانتشار. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أنه من أجل الانسجام، من الأهمية بمكان التناغم في الاصغاء المتبادل الذي يسهّل التمييز ويقود إلى خيارات متقاسمة، كنسية حقًا. وتابع أنه هذا ما تم بالفعل خلال مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في سوريا الذي عُقد في دمشق في مارس الماضي والذي شارك فيه شباب كثيرون بشكل فاعل. وأضاف الأب الأقدس أنه في صحراء الفقر والإحباط التي سبّبتها اثنتا عشرة سنة من الحرب التي أوهنت سوريا الحبيبة والمعذبة، كما قال، تمكّنتم من أن تكتشفوا ككنيسة أن الينابيع التي تجعل الحقول تزهر مجددا وتعطي الماء للعطاش ستتدفق فقط إذا عرف كل واحد الإصغاء إلى الآخرين لتحديد الأولويات الحقيقية. وأشار إلى أن هذه قطرة في محيط الحاجات، ولكن قطرة الكنيسة لا يمكن أن تغيب أبدا، فيما يُنتظر دائما ألاّ تُطفئ الجماعة الدولية والسلطات المحلية آخر شعلة أمل لذاك الشعب المتألم كثيرا.
وتابع البابا فرنسيس كلمته قائلا إن الأسلوب السينودسي حرّك أيضا الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط، وفي أيلول سبتمبر القادم تُصادف الذكرى العاشرة للإرشاد الرسولي الكنيسة في الشرق الأوسط الذي أصدره سلفي بندكتس السادس عشر خلال زيارته لبنان. وأضاف البابا فرنسيس أن أشياء كثيرة قد حصلت خلال هذه السنوات العشر لافتًا إلى الأحداث المحزنة في العراق وسوريا، والاضطرابات في بلاد الأرز. ولكن كانت هناك أيضا أنوار رجاء، تابع البابا فرنسيس، كالتوقيع في أبو ظبي على الوثيقة حول الأخوّة الإنسانية. وأشار من ثم إلى أهمية التحقق على أرض الواقع من ثمار السينودس من أجل الشرق الأوسط؛ وتحدث أيضا عن ضرورة إيجاد وسائل محدثة وطرق ملائمة للتعبير عن القرب من كنائس المنطقة. مع الأمل أيضا، وكما قال، في استئناف عمل طاولة التنسيق حول سوريا والعراق التي تم إطلاقها منذ بضعة أعوام، وإدراج لبنان أيضا في التفكير المشترك.
هذا ودعا البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة لهيئة رواكو إلى مواصلة وضع أيقونة السامري الصالح نصب أعينهم، وقال: لقد فعلتم ذلك وأعلم أنكم ستواصلون القيام بذلك أيضا إزاء المأساة الناتجة عن النزاع في تيغراي والتي جرحت مجددا أثيوبيا وجزئيا ارتريا، وخصوصا إزاء أوكرانيا الحبيبة والمعذبة حيث عدنا، وكما قال الأب الأقدس، إلى مأساة قايين وهابيل؛ واندلع عنف يدمّر الحياة، عنف شيطاني، ونحن مدعوون كمؤمنين إلى الردّ بقوة الصلاة ومساعدة المحبة الملموسة، بكل وسيلة مسيحية كي تترك الأسلحة المكان للمفاوضات. هذا وشكر قداسة البابا فرنسيس في كلمته جميع الحاضرين على إسهامهم من أجل حمل حنان الكنيسة والبابا إلى أوكرانيا وفي البلدان حيث تم استقبال اللاجئين، كما ودعا إلى عدم التعب أبدا من الصلاة والصوم والمساعدة والعمل لكي تجد دروب السلام مكانًا في غابة النزاعات. وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة لهيئة رواكو شاكرا الجميع على يقومون به، وطلب منهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله.