عرس الدنيا، للعراقي يونس علي الحمداني
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع
السفر يكشف الكثير، ويجعل الذوات أكثر وضوحاً مع التجارب والأحداث والمغامرات التي يخوضها أصحابها. وفي هذه الرواية لمؤلفها يونس الحمداني، أبطال ثلاثة، يكتشفون مدينة، ويكتشفون أنفسهم في الوقت ذاته.
نبيل وسليم ومصعب، ثلاثة أصدقاء من العراق، بعد أن خططوا لرحلة سياحية إلى اسطنبول التركية، ووزعوا الأماكن والجهات التي سيزورونها هناك على عدد أيام الرحلة، انطلقوا برحلتهم. ومنذ أن حطوا في مطار المدينة، باشر (نبيل) سارد الرواية ابتداءً من البقعة التي وطأتها أقدامهم، بوصف كل ما تطاله عيناه، حيث يصف كل شيء، وخصوصاً تاريخ المدينة. ومنه نعرف تفاصيل رحلات الأصدقاء فيها. وكل ما يواجهونه من مواقف.
الرواية الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، وإن كانت تصف يوميات لرحلة، ومعالم بلاد بعينها، إلَّا أنه لا يمكن أن نحصرها ضمن أدب الرحلات فقط، فهي تتناول أيضاً حيوات شخوصها بأحداث آنية وسابقة، وتؤسس لما هو لاحق. مما يجعلها عملاً أدبياً لا يلتزم بخط الزمن المفروض عادة في أدب الرحلات، بل يجعل من الرحلة فرصة للتعمق في الشخصيات، وجعلها تعكس تجارب بشرية يمر بها الإنسان في كل مكان.
لعل ما يميز هذه الرواية الواقعة في202 صفحة من القطع المتوسط، هو عناصر البناء السردي الروائي، حيث صيغت بلغة بسيطة لطيفة ومفهومة، تحاكي طابع الأحداث والشخصيات، كما إن عموم الأحداث فيها على قدر من التشويق، ومترابطة زمنياً ومنطقياً بحبكة جيدة.