د.امير فهمي زخاري المنيا
📣وليه اخد لقب 📢انبا📢
لماذا لقب الشهيد الانبا ونس بكلمة(أنبا) رغم صغر سنه؟

"أنبا" هى كلمة سريانية معناها أب بالعربية ولا يلقب أحد بهذا اللقب الا من كان ابا روحيا بالحقيقة او ابا بالايمان وهذا المعنى نعرفه من قصة مامرقس الرسول عندما كان صبى وكان سائرا مع والده (أرسطوبولس) تجاه نهر الاردن فى الصحراء أبصر أسدا ولبؤة وبفضل ايمان الصبى مارمرقس انقذهما الرب فقال والده له" انت ولدى لكنك صرت أبى بالايمان".

نشأته وحياته
نظرا لعدم وجود مخطوط عن حياة القديس انبا ونس فقد حكى لنا السلف الصالح والاجداد السابقون الذين عاصروه بان الانبا ونس ولد من أبوين فقيرين بمدينة الاقصر ولقب بإسم يؤنس بعد أن نال نعمة الشموسية وكان وحيدا لوالديه ونشأ على حب الفضيلة وحب الكنيسة ومخافة الله وقراءة الكتاب المقدس والاطلاع على سير القديسين والشهداء ولذلك عاش راهبا ناسكا رغم صغر سنه اذ كان عنده اثنى عشر سنه كان محبا للفقراء وتعلم الالحان الكنسية وكان يساعد فى عمل القربان فى ايام الجمع والاحاد واما بقية الايام التى بلا قداسات فكان يطلب من جيرانه عمل خبز صغير المسمى بالحنون كى يتغذى عليه.

الروئ والاحلام
"ويكون بعد ذلك انى أسكب روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويرى شبابكم رؤى". (يؤ 28:2).
بعد أن شهد القديس عذابات المؤمنين رأى فى حلم أثناء الليل رؤيا مضمونها أنه سوف ينال اكليل الشهادة من أجل محبته فى الملك المسيح فذهب لاسقف المدينة (الاقصر) وقص عليه الرؤيا وطلب منه أن يدفن جسده فى مدافن أم قريعات فى الاقصر فوعده بتحقيق طلبه.

عذباته واستشهاد.
حدث ذات يوم انه أغار جماعة من الاشرار بقيادة الوالى الرومانى على مدينة الاقصر وبعد ان عذبوا كثيرين من المؤمنين سمعوا ان القديس الانبا ونس يثبت المسيحيين ويحثهم على الذهاب الى الكنيسة ويشجعهم على الاستشهاد حبا فى مخلصهم يسوع المسيح الذى سفك دمه الكريم على الصليب فأرادوا أن يقبضوا عليه ويقتلوه فبحثوا عنهم الى ان عثروا عليه وأمسكوه فلم يخاف بل كان فى شجاعة الاسد الزائر معترفا بايمانه المسيحى وقال لهم "لن أترك ايمانى وايمان أبائى.

"لى اشتهاء أن انطلق واكون مع المسيح ذاك أفضل جدا" (فى 23:1).
فبدأ الاشرار يعذبونه بعذبات كثيرة وهو صابر وشاكر كالصخرة يستنجد بالمسيح الذى أحبه وضمد جراحاته وأخيرا فصلوا رأسه عن جسده وكان ذلك يوم السبت 16هاتور فى بداية القرن الرابع الميلادى.

حمل المؤمنين جسد القديس الذى عرفوه من ملابسه التي اعتادوا أن يروه بها وبأمر أسقف المدينة بحثوا عن رأس القديس التى وجدوها بحرى المدينة عند جزع نخلة .

كفنوه بأكفان غالية ووضعوه في أنبوبة من الفخار وصلوا على جسده الصلاة التى تليق بالقديسين وحسب وصيته دفن في مدافن "أم قريعات"
كيفية اكتشاف جسده.

فى عهد المتنيح القديس مرقس مطران الاقصر وإسنا وأسوان سنه1879م نشأت فكرة ازالة المقابر من وسط المدينة ولكن كيف هذا وهو لايعرف قبر القديس من بين القبور ولم تكن هناك طريقة غير الصلاة والصوم فصلى وصام الانبا مرقس صوم انقطاعى ثلاثة أيام وفى اخر يوم ظهر له ملاك الرب وأعطاه علامة على قبر القديس وبالفعل توجه الانبا مرقس ووجد العلامة وتم نقل الجسد وهو الآن فى مدرسة الاقباط بالاقصر ويأتى له الزائرون من كل انحاء البلاد ومن الخارج أيضا إذ له شفاعة قوية وسريع الندهة جدا وكما أن شفاعة العذراء مريم تشفى المرضى وشفاعة مارجرجس تخرج الشياطين أعطى الرب للقديس الأنبا ونس سلطان القدرة على العثور على الأشياء المفقودة والضائعة وله العديد من المواقف والمعجزات مع الكثيرين..
د.امير فهمي زخاري المنيا