د. أمير فهمى زخارى 
من المعروف أنَّ الانفعالات النفسية الشديدة والمستمرة تؤدي إلى مشاكل صحية عديدة ؛ لأنَّ الجسم يرد عليها بإفراز بعض الهرمونات والأجسام الالتهابية التي تؤدي إلى الضرر أحياناً بالخلايا السليمة...
 
إلا أنَّ دراسة حديثة أظهرت أنَّ قليلاً من نوبات الانفعال القصيرة أو الخفيفة قد تؤدي إلى إفراز جزئيات نشطة تحمي الخلية وتقضي على جميع الأجسام الخلوية التالفة أو الأجسام البروتينية التي فقدت هيكلها الحيوي. 
 
أجريت هذه الدراسة على دودة C. elegan إذ يشبه وسطها الحيوي الكيماوي الوسط لدى الإنسان. 
 
 وقد وجد الباحثون أنَّ الدودة البالغة تعيش مدة أقصر عندما تكون حياة الدودة هادئة ولا تفرز الجزئيات النشطة ، ولكن عندما كانت تتعرض الدودة إلى ضغوط من نوع ما يؤدي إلى تحرير الجزئيات النشطة التي تلاحق الأجسام البروتينية التالفة وتقضي عليها ، وكذلك تحمي الخلايا السليمة من أن تدمر بسبب الضغوط المصاحبة ، وبالتالي تؤدي إلى إطالة عمر الدودة مقارنة بالدودة الهادئة.
 
من هذه الدراسة يقول الباحثون إنَّ نوبة انفعال خفيف هي ظاهرة صحية مفيدة للجسم وتخلصه من الرواسب التالفة وتحمي الخلايا السليمة من التلف. 
 فالدودة الهادئة أقصر عمراً من الدودة العصبية نسبيا!!
 
تفيد هذه الدراسة أن ما يعترينا من انفعال خفيف ، سواء في البيت أو العمل، هو أمر صحي وقد يكون مفيدا. 
وقد يقودني هذا إلى القول أن الانفعال الخفيف ليس فقط مفيدا للخلايا الحيوية في أجسامنا.. بل إن الانفعال الخفيف قد يفيد في تجديد العلاقة التي سيطر عليها البرود والروتينية. 
 
ويمكن القول أن البيت الذي يخلو من الاختلاف البسيط قد يكون بيتا باردا تموت فيه عواطف وأحاسيس... 
وأرى أن يقام خلاف خفيف في البيت الهادئ لتحريك التفاعل والاحتكاك ثم المصالحة ثم اللقاء بعد الفراق العاطفي والسير معا من جديد..!
بنقول شويه انفعال بسيط ... مش نكد وطفشان من البيت ... تحياتى.