كتب - محرر الاقباط متحدون
قال الكاتب والمفكر احمد علام في منشور عبر حسابه الخاص على فيسبوك : لما تتابع الاف البوستات المهللة لإعتناق المطربة اللبنانية ديانا حداد للإسلام ،، او تحول المذيع الكويتى محمد المؤمن إلى المسيحية ، وتتابع فريق كلا الشخصين يتبارى فى نشر صور ديانا حداد فى العمرة ، أو نشر صور محمد المؤمن وهو يقبل الصليب ، وحالة صخب فى الكومنتات والصفحات الدينية ، فيما لم يهتم المجتمع الامريكى ولا الاوروبي بتحول ريتشارد جير للبوذية ، بل لم نعلم نحن هنا أن الممثلة العالمية انجيلينا جولى قد إعتنقت البوذية إلا من خلال صفحات جرائدنا نحن وإعلامنا نحن ، فهناك حيث العالم الأول يهتم بالإنجاز العلمى أو الفنى أو العسكرى أو الطبي ، ويهتمون بما يقدمه الشخص إنسانيا فلا تشغلهم خلفيته الدينية.
هناك فى العالم الأول حيث يدخل من يشاء إلى المسجد أو إلى الكنيسة أو المعبد اليهودى والمعبد البوذى ، يؤدى صلاته ويخرج للعالم يحاول تقديم شئ مفيد على الأقل بالنسبة له فقط ، فلا يعيش فى أوهام ، على اطلال طنطنة الحناجر التى تصدح بالإستعلاء دونما أساس ، هناك حيث المانيا مثلا وبلغ عدد المساجد فيها ما يقرب من 4 آلاف مسجد ، أكثر من عدد كنائس المصريين المسيحيين فى بلدهم .
هناك حيث لديهم بورصة الاقتصاد والاعمال والتكنولوجيا ، لكن هنا لدينا بورصة المتحولين للأديان .
هناك حيث أتذكر حين سئلت انجيلا ميركل عن اللاجئين فى بلادها ، فقالت إن القانون يحكم الجميع فالسني والشيعي المتقاتلان ببلادهم يسكنان مع بعضهما هنا في نفس البناية، وكل في حاله ، وكل لا يتدخل في شأن الآخر ولا عبادته ولا أفعاله ،، لأنه يحكمنا نظام علماني يكفل للجميع الحماية ، كما يضمن للإنسان حق العبادة وحق الاعتراض على ما يزعجه وحق احترام الدولة له طالما يحترم الآخرين ، كما يكفل نظامنا العلماني محاسبة من يخالف تلك المبادئ التى تقوم عليها ألمانيا العظيمة ، هناك حيث إستحقت تلك الشعوب بعد طيها صفحة مآسى حروبها فى سرداب ردموه وداسوا عليه ، بينما فى مجتمعنا لا زال فكر القبيلة يسيطر على بعضنا حيث هناك من يريد جمع دية لدفعها مقابل حياة إنسانة كانت أهم خطاياها أنها جميلة وحرة.