الإفراج عن دفعة جديدة من السجناء فرحة كبيرة، «العيد عيدين»، مثل هذه النفحات الرئاسية الطيبة تُرطّب حرور الحياة، ترفع منسوب التفاؤل، و«عيش بالأمل».
 
متوالية الإفراجات (وتوقعًا هناك المزيد.. وهل من مزيد) تبرهن على إرادة دولة قوية فى مواجهة جماعات إخوانية عتيدة منظمة فى شبكات إرهابية تستهدف الدولة المصرية من سجونها.. كعب أخيل!!.
 
مجموعات شاردة فى مَنَافِيها (جمع مَنفى)، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ، يعمون عن رؤية مثل هذه القرارات الرحيمة التى هى من عناوين الجمهورية الجديدة التى تقام على مقومات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وشعاراتها المعتبرة: العيش والحرية، والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية تترجم «حياة كريمة».
 
معلوم، قد يكون الغيب حلوًا.. إنما الحاضر أحلى. مثل هذه النفحات الطيبات فى الأيام المفترجة تشيع فى الأجواء تفاؤلا مطلوبا، وتوفر القيادة السياسية بقلب واجف على شؤون وشجون شباب الوطن خشية أن تتخطفهم الديابة، ونحن عنهم غافلون.
 
معلوم، الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأكل الشاة القاصية، وشبابنا من بين الصلب والترائب، ونحن أولى بهم، والإرادة السياسية جد متوفرة ومتحققة، ومراجعة قوائم المفرج عنهم تباعًا وطوال عامين أخيرين، فضلا عن الشهرين الأخيرين (منذ إفطار الأسرة المصرية) خليق بالتوقف والتبين والاعتبار.
 
الرسالة بعلم الوصول: مصر أولى بشبابها الذين تنكبوا الطريق القويم، وإذا استقاموا، فحقهم فرصة ثانية بكرم إنسانى وليس بضغط من جماعات عقورة تتربص بِنَا الدوائر لتقتنص خروجات لإرهابيين أياديهم ملوثة بالدماء.
 
من نافلة القول، الكلاب تنبح.. والقافلة تسير، وكلما استحث الركب المسير نحو جودة حياة الناس، حتى الكلاب إذا رأته (الركب) مقبلًا نبحت عليه وكشرت أنيابها.
 
هرمنا، منذ ٩ سنوات وحتى العيد الكبير، مخطط ممنهج ومستدام، افتكاس الأفلام الهابطة التى تُشير إلى منظمات حقوقية دولية بعينها، لتصدر بيانات مبنية على افتراءات، تهندسها جماعات وجمعيات إخوانية عقورة، ويضغطون دوليا للإفراج عن مساجين الإخوان الإرهابية تحت ستار نداءات حقوقية تزعم براءة، وهم من قتلوا وسفكوا الدماء.
 
القيادة السياسية تقف على هذا الملف بعقل بارد، وإرادة سياسية نافذة، لا ترهن قرارات العفو على ضغوطات خارجية وصعبانيات وبكائيات إخوانية، دموع التماسيح تسيل من عيون وقحة، الأصوات الزاعقة لا تمنعنا من طلب مزيد من قرارات الإفراجات وفق شروطها الأمنية والعدلية المستقرة فى قوانين تتبعها لوائح قطاع السجون، الإفراجات تحاط باحترازات قانونية شديدة الصرامة، وقرارات العفو الرئاسية محكومة بالقانون، ليست «سداح مداح» كما يظنونها أو فى خيالاتهم المريضة، مرضى القلوب، والغرض مرض.
 
ولمن يوثقون، الأرقام فى قرارات الإفراجات منشورة فى «الجريدة الرسمية» دليل على ما نقول، دعك من «بغبغة» إخوان الشيطان ووسوساتهم فى منافيهم البعيدة، ومحاولة استثمار «الحوار الوطنى» للمطالبات بالإفراج عن رؤوس التنظيم الإرهابى.. بالسوابق لن تثمر هذه الحملات المدفوعة شيئا، لا إفراجات عن إرهابيين، مَنْ حمل علينا السّلاحَ فليس منّا.
 
النفحات السياسية للمستحقين فى العيد الكبير، وغبطتنا بالإفراجات ومباركتنا مثل هذه القرارات من أرضية وطنية، وعن يقين بأن مصر تستحق الأفضل، وترنو إلى جودة ملف حقوق الإنسان وفق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى تعبر عن ضمير الجمهورية الجديدة.
نقلا عن المصري اليوم