أيمن زكى
في مثل هذا اليوم تنيح القديس العظيم كلستينوس أسقف مدينة رومية (27 يوليه سنة 422 م.) وكان هذا القديس تلميذًا للقديس بونيفاسيوس أسقف رومية وعند نياحته أوصي أن يكون الأب كلستينوس بعده. ثم أوصاه قائلا: "تحفظ يا ولدي فلابد أن يكون في رومية ذئاب خاطفة". 
 
وكان هذا الأب راهبا فاضلا عالما فلما تنيح بونيفاسيوس في 4 سبتمبر سنة 422 م. رسموا كلستينوس مكانه في 10 سبتمبر سنة 422 م. في أيام الإمبراطور هونوريوس. 
 
وقد مات هذا الإمبراطور في رافين بفرنسا في سنة 423 م. ولما أراد أحد الأباطرة أن يجعل نسطور بطريركًا علي رومية ويطرد كلستينوس البابا القديس قام الشعب وطرد نسطور ولكن الإمبراطور يوليانوس حقد عليه فخرج هذا القديس إلى أحد الأديرة القريبة من المدن الخمس، وأقام فيه مدة واجري الله علي يديه عجائب كثيرة ثم ظهر له الملاك روفائيل في حلم قائلا: "قم اذهب إلى إنطاكية إلى بطريركها القديس ديمتريوس وأقم عنده لأن الإمبراطور قرر في نفسه أن يقتلك عند عودته من الحرب". فلما استيقظ خرج من الدير وكان معه اثنان من الاخوة وأتي إلى إنطاكية فوجد بطريركها القديس مريضًا وروي له ما حدث وأقام في أحد الأديرة عنده 
 
ثم ظهر القديسان أغناطيوس وبونيفاسيوس ومعهما شخص آخر مهيب للإمبراطور في حلم وقالوا له: "لماذا تركت مدينة القديسين بلا أسقف. هوذا الرب ينزع نفسك منك، وتموت بيد عدوك " فقال لهم: "ماذا أفعل " فأجابوه قائلين: "أتؤمن بابن الله " فقال: "نعم أؤمن " فقالوا له: "أرسل إلى ولدنا الأسقف وأرجعه إلى كرسيه مكرما " فلما استيقظ كتب إلى بطريرك إنطاكية ديمتريوس، يسأله أن يعرف رسله بمكان كلستينوس ويعيده إلى كرسيه، فوجده وأعادوه إلى كرسيه بكرامة عظيمة وتلقاه الشعب بفرح وسرور واستقرت الكنيسة بوجوده.
 
ولما جدف نسطور واجتمع عليه المجمع لم يقدر كلستينوس أن يحضره بنفسه لمرضه فأرسل قسين برسالة يحرمه فيها. وكان الإمبراطور راضيا بقول نسطور إلا أنه خضع لقرار المجمع ونفي نسطور إلى مصر.
 
ولما أراد الرب أن يخرج القديس كلستينوس من هذا العالم ظهر له بونيفاسيوس سلفه وأثناسيوس الرسولي وقالا له "أوص شعبك لان المسيح يدعوك إليه" فلما استيقظ أوصي شعبه قائلا: "سيدخل في هذه المدينة ذئاب خاطفة". ولما قال هذا أردف قائلا: "أني أمضي لأن القديسين يطلبونني". ولما قال هذا تنيح بسلام.
بركه صلاته تكون معنا آمين...
ولربنا المجد دائمًا أبديًا أمين...