حمدي رزق
»ما خفى كان أعظم».. تُقال عند توقّع حدوث شىء أسوأ مما حدث.
إزاء فتنة كروية تطل برأسها الأسود الكريه تستهدف فتن الشارع الكروى حول «الأهلى والزمالك»، فتنة خطيرة تحركها أصابع خارجية سوداء، وليس أخطر من الفتنة الطائفية سوى الفتنة الكروية، فحذار..
تحويل دفة المظلومية المزمنة التي يعانيها الجمهور الأبيض في القلعة البيضاء، ولأسباب تاريخية يطول شرحها، وتمريرها بطريقة خبيثة إلى جمهور القلعة الحمراء، والدق على وتر المظلومية، وترويج مقولات بالمؤامرة على النادى الأهلى تنظيميًا وتحكيميًا وتحليليًا في الاستديوهات التحليلية جد خطير.
والزعم بمخطط مرسوم من داخل المنظومة الكروية لإسقاط الأهلى من أعلى عرش الكرة المصرية والإفريقية لصالح غريمه التقليدى «الزمالك»، وبأوامر وبتعليمات وعبر القنوات الناقلة لمباريات الكرة حصريا، مقصود قنوات «أون تايم سبورتس».. من شرور الفتن.
كلها تدخل من باب الفتنة الكروية، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها من سباتها، وعمل عليها من خارج الحدود، ومعلوم توجهاته الإخوانية المستبطنة، والزعم غيرة على مصالح الأهلى الكروية، مخاطبًا جمهور الأهلى العظيم في استمالة مفضوحة، وكأن جمهور الأهلى غافل، داقين عصافير خضر بتطير، ومجلس إدارته الكروية بقيادة الخطيب غافل، وكل القبيلة الحمراء تغط في نوم عميق، وسيوقظها بوق الجماعة الإرهابية.
خطورة ما يجرى تداوله باعتباره أسرارا تذاع لأول مرة ومن جوّه المطبخ الكروى يغذى روح التعصب، وينقلها نقلة مخططة لإحداث الصدام بين أكبر حزبين جماهيريين في مصر. المخطط أكبر من هذا الفيديو اللقيط.. معلوم الفتنة الكروية أسوأ كوابيسنا منذ كارثة استاد بورسعيد التي اكتملت بأحداث استاد الدفاع الجوى وسقوط ضحايا يجرى استثمار دمائهم في جميع المناسبات الكروية حتى تظل الفتنة مشتعلة في الصدور.
ليس خافيًا على لبيب، واللبيب من الفيديو (الفتنة) يفهم أسباب وتوقيت صدوره مع توقعات بعودة جماهير الكرة إلى الملاعب، استباقًا للقرار، وشحنًا للجماهير، تحديدا الحمراء، الجماهير البيضاء على حرف ومستنفرة وتستبطن مظلومية تاريخية.
تخيّل حجم الشحن الجماهيرى في المعسكرين بعد الفيديو «الفتنة». أخشى نذر الفتنة في أول مناسبة كروية مهمة، على وجه التحديد مباراة نهائى كأس مصر في ٢١ يوليو الجارى، بعد التسخين الكافى للاشتعال قبيل المباراة المرتقبة.
حذارِ، قد يكون بعض ما فاه به «الموتور» صحيحًا في سياق كروى بحت، ويستوجب تمحيصه وتصويبه، ليس بالرد عليه بفيديوهات مضادة وملاسنات، ما يزيد أوار النار فتلفح وجوهنا، ولكن بضبط الإيقاع حياديًا بين الكبيرين الأهلى والزمالك وبقية الأندية. الحياد مطلوب وبشدة. وبعد هذه الفتنة مستوجب التشديد على الحياد الإيجابى، المشرحة مش ناقصة قتلى. مخطط فتن الشارع المصرى طائفيًا والحمد لله فشل تماما، ومجتمعيًا بين الرجل والمرأة، وهذا ما نعانيه الآن مع تطرف البعض في تناول هذه القضية الحساسة.. ودينيًا حادث، وقضية الحجاب نموذج ومثال، وكلها فتن صغيرة، والكبيرة «أم الفتن» هي الفتنة الكروية.
تحت الإناء الذي يغلى حطب يولّع بلد، وَأْدُ الفتنة في مهدها من ضروريات الأمن القومى، ووَأْدُها بتمحيص أسبابها والوقوف على مفرداتها، وتبريد العشب من تحت أقدام الفيلة الهائجة كرويًا.
نقلا عن المصرى اليوم